في اليوم الذي تلاه هَمَّت فيوليّ بالذهاب إلى الدوقية بكل عناد ، ولم تحل الظهيرة إلا وهي هناك! ، كان قصر الدوقية قد ركد بعد ذهاب فيوليت التي كانت تبث الحياة في ارجاءه ، كم أنت فظيع يا ولي العهد لقد سرقت الابنة المحبوبة!! ، خرج الدوق والدوقة وكريس للتحية ، فقد بدا على وجوههم المبتهجة الاشتياق لابنتهم الصغرى .
دنت الدوقة ديانا من ابنتها ، كانت ترتدي الدوقة فستاناً فاتحاً يعبر عن البهجة ودفع كآبة الخريف المؤلمة ، نبست شفاهها بكلمات الترحيب بكل ما منحت من غبطة وأردفت الدوقة فاتحة ذراعيها فتحضن فيوليت باسمة :
- كيف حالكِ؟!
-هل أنتِ بخير تبدين شاحبة؟
-أخبرينا كيف أنتِ فيو؟.
كان الدوق يبدي قلقاً أكبر بسؤاله عن شحبها ، كانت ملامحه التي مازال الشباب فيها بادياً ترسم نظرة حزن خفية ، لم يكن وضع ابنته جيداً بنظره ، كان الدوق ذهبي الشعر وذا عيون أرجوانية ، لقد كانت ابنته تشبهه كثيراً وقد كان طويلاً وثيابه تميل للداكن دائماً ، فلديه سر يرسم على وجهه الكاد حزناً عميقاً ..
أردفت فيوليت بانفعال:
-لقد اشتقت اليكم كثيراً! ، ولكن لمَ كل هذا القلق؟ ، اقسم اني أعيش بسلامٍ هناك!.
-حقاً؟.
أردف الدوق متسائلاً راسماً ملامحاً حادة لتجيب فيوليت :
-أجل حقاً يا أبي ، كيف حالك أمازلت تشرب القهوة ليلاً؟.
-أجل.
-والدكِ عنيد جداً أليس كذلك؟
-أنتِ محقة !.
-يا إلهي .
عادت ابتسامة خفيفة لشفتيّ الدوق وأردف كريس :
-لم أرك منذ أيام ، كنت مشغولاً كثيراً مع جلالته ولم أتمكن من رؤيتك في وقت مناسب.
-لا عليك ، أخبرني أليكسي أيضاً بأنكم كذلك.
جفل الثلاثة وتجمدوا ، هل قالت للتو اسمه دون تشريفات؟ ، ابنتهم التي لا تقوى على الرقص مع أخيها امام عدد من الناس تتكلم عن ولي العهد بحرية! ، ويحهم أهم في غفلة عنها؟!.
-أهذا اسم ولي العهد؟.
اردفت الدوقة ليجيب الدوق واضعاً يده على وجهه مغمضاً عينيه مشيراً للاستغراب:
-اجل هو كذلك.
*مصيبة*
تداركت فيوليت الوضع فتغير الحديث قائلة:
-لندخل إلى متى سنقف هنا؟.لم يكن هناك شيء أعسر من تظاهرها أنها بخير ، لم تنم جيداً الليلة الماضية وهالاتها ستظهر عما قريب إذا لم تكن قد ظهرت ، النوم صعب في وجود تلك الكوابيس ، ونسمات الخريف الباردة تجعل منع الدموع أصعب ، لمَ أنت تكرهنا أيا أيها الخريف؟ ، أيا ترى ستكون أيها القادم مجرد فصل من السنة أم فصلاً من حياتنا؟ ، أسيكون أليكسيس بخير بعد كل ذلك النزيف؟ ، جلست قرب المكتبة في غرفتها بعد أن حل الليل ، لقد كانت دائماً تقرأ عن اللعنات في القصر الملكي ولكن هنا لم يتواجد أي من تلك الكتب! .
-يا إلهي ليس لدي حل لذلك فقد تأخر الوقت . أوه إنه منتصف الليل !.
استلقت في فراشها بعد أن فردت شعرها وارتدت ثوب النوم ، وحدقت بعيونها الواسعة في الساعة .
-بالتفكير في الأمر ... ماذا يفعل أليكسيس الآن يا ترى؟ ، حتماً لن يكون نائماً لأنه على ما يبدو يسهر الليل بطوله ، ماذا يفعل؟ ، أيمكن أن لأرقه وقدرته على معرفة النجوى علاقة باللعنة وبينلوب؟.
بل هل لبينلوب علاقة باللعنة من الأساس؟ ، وماذا عن تلك الإصابة التي تكلم عنها بالأمس؟ .
لتصرخ بصوت خافت بعد أن استشاطها الغضب :
-أريد ان أسأله الآن! ، هذا لا يجوز ولكن فضولي زاد وعلا.
رصَّت وجهها بالوسادة وحاولت إلقاء نفسها للكرى ، ولكن هيهات أن تغمض أجفانٌ قلقة!.-إستقيظي صغيرتي ، قد حل الصباح بالفعل.
قد كان صوت والدتها تفتح الستائر بنفسها وتقهقه بخفة ، جلست فيولي وهي بالكاد تفتح عينيها ، دنت الدوقة منها وجلست بجوارها وحضنتها من الجانب .
-ابنتي الجميلة ، لدينا ضيفة مهمة ستزورنا اليوم ستستمتعين برفقتها .
-من هي؟.
-الكونتيسة كارديف ، إنها جميلة وذكية وفي جعبتها العديد من القصص . تذكرت! ، جهزت لكِ فستاناً يلائم فستاني.
-حسناً أمي ولكن لابد أن يكون طويلاً.
-إنه كذلك ، ولكن لمَ ؟.
-لا أعلم حقاً ، اسألي جلالته.
لتنفجر الأخرى ضاحكة واضعة يدها على فاهها ، لقد قالتها فيوليت بجدية ونبرة غاضبة لطيفة بعض الشيء.
-لم يخطر ببالي يوماً أنكِ ستتورطين مع رجل كهذا ، بجدية هو يبدو صعباً أحياناً أقلق عليكِ.
-لنقل الحق أنه لا يغضب إلا من هذه الأشياء وغير ذلك إنه مراعٍ حقاً.
-جلالة ولي العهد؟ ، أحقاً...
همهمت فيوليت وطأطأت رأسها وأردفت خجولة:
-لقد إعترفنا .. شيء من هذا القبيل.
-يا رباه!. جلالته قال بأنه يحبك وأنتِ قلتِ بالمثل؟ ، ذلك الرجل البارد وأنتِ التي لم تهتم برجل من قبل؟.
-أجل .
إحمر وجهها وتحاشت نظرات أمها ، لأنها علمت أن كل ما كانت تفعله معه مخالف لطبيعتها ، ربما هو غيرها؟ ، لا تدري حقاً!.
بعد الإفطار همَّت ديانا بإحضار الفستان وجربته فيولي ، كان طويلاً ذا تفاصيل دقيقة ولكن بسيطة وجميلة قد أتقن تصميمه وتطريزه ولكن ثمة شيء واحد جعل فيوليت تقلق ، قد كان لونه أحمراً!.
-ولكن يا أمي ، أهو ما علي أن أرتديه اليوم؟.
-أجل بالطبع.
-كيف حال جلالته؟.
-ليس كما لو أنه قد يأتي اليوم لا تقلقي .
* يا أمي هذا المجنون لا يغيب عليه أي تفصيل!*
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Mystery / Thrillerهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...