أحست براحةٍ بصرية وهي تتأمل تلك النباتات الآخاذة ، أشجاراً زهوراً و وروداً بشتى ألوانها ، وبلغت من الراحة موضعاً جعلها تنسى نفسها وتؤخذ مع أمواج الأفكار والأوهام ، ففي مثل هذه اللحظات تظهر كل أفكار العقل الباطن صغيرة أو كبيرة ، وأخذت تقلق على ذلك الأمير تارة ، وتخطط لإنقاذه تارة أخرى ، وتعد نفسها بالتصرف معه بشكل أفضل تارة! ، ومال هذه الأفكار التي إكتظت بصور الأمير؟! ، ومال هذه الأميرة التي تعطي أميرها كثيراً من القلق؟! ، ولكن توقف هذا الهدوء الذي أكن عواصفاً شديدة فجأة ، وإذ بها تتوقف عن هذا التفكير حينما لاقت تلك الامرأة الحسناء ، كانت طويلة ذات شعرٍ رمادي طويل وعينين قرمزيتين رائعتين وقد كانت تملك هالة قوية وترتدي زي فارس وتلوح بالسيف غايةً في التدريب ، كانت كبيرة في السن نوعاً ما ، إنذهلت فيوليت وتعجبت في هذه الامرأة ولكنها عرفتها فوراً فوجدت نفسها تقول وهي تبتسم :
*لقد تسائلت كثيراً من أين أتى بذاك الجمال!*
-أنا فيوليت سميث تسرني معرفتك يا جلالة الملكة.
استدارت الآخرى في ذهول وكانت ترسم تعبيراً حزيناً نوعاً ما وظلت صامتةً قليلاً ثم أردفت:
-اوه ،سيدة صغيرة تتجول في القصر الملكي هذا غير مألوف! ، إذن فأنتِ هي خطيبة ابني أليس كذلك؟ .
-أجل ، سموكِ.
-يالكِ من لطيفة ولبيبة كيف تعرفتِ علي بهذه البساطة؟!.
-أوه إنه واضح كوني علمت أن هذا الحسن مألوف جداً.
-أين ؟.
-بالطبع إنه أليكسي!.
*إنها مصيبة! ، لقد تكلمت بغير رسمية!*
إبتسمت الملكة وإقتربت وسألتها:
-كيف حاله ؟ ، أهو بخير؟ ، هل يتناول وجباته بشكل منتظم أم لا؟.
-أجل إنه بخير ، وقد إنتظم على الوجبات الآونة الأخيرة.
-اوه! ، الحمدلله .. الحمدلله .
-إنه بخير حقاً لا تقلقي فهو قوي ، سموكِ.
صمتت الملكة للحظات ، وتلك اللحظات كانت كفيلة بإقلاق فيوليت حتى الجنون! ، ومن بعدها أمسكت الملكة بكتفي فيوليت بهيستيريا وأردفت:
-لقد أحببتك! أنتِ لطيفة ورائعة! ، توقفي عن مناداتي بالملكة ونادني بأمي كريستين! ، من الآن أنتِ ابنتي!.
-أوه! ، شكراً جزيلاً لكِ ،أمي.
-يا إلهي لقد قلتِها! هذا رائع!. تعالي معي دعينا نحتسى كوباً من الشاي يا ابنتي!.
-يسرني ذلك كثيراً!.
ولكن في ذلك الحين لم يطرأ في بال فيوليت سوى سؤال واحد يئن ويرن ولا يجد مجيباً .
فلمَ هذه الملكة غير موجودة في القصر الملكي الرئيسي؟.
أيعقل أن الأمير طردها؟.
أو أنها هربت منه؟.
ولكنها كانت تبدو قلقة جداً عليه ، فلمَ ينفصلان؟.
هل للعنة يد في ذلك؟ تحيط بالأمير أحياناً وتفقده صوابه؟ ، ولو كانت ، فهل هذا مستمر إلى هذا الحين ؟ ، شردت في وجوم وغاصت حتى أخرجتها الملكة من كل ذلك بسؤال :
-هل أنتِ مرتاحة هنا يا أميرتي الصغيرة؟.
بالرغم من أن لون شعرها وعينيها لا يشبهه أبداً ولكن الغريب أنهما متشابهان حقاً حتى في أسلوبهما في الكلام! ، أجابتها فيوليت بإبتسامة:
-أجل ، وفي الواقع أكثر من المعقول!.
-وهو؟ ،هل هو صعب وقاسٍ؟ ، إذا أردتِ عقابه أو الإنفصال فأنا سأضمن لكِ أني سأحميكِ شخصياً ، أخبريني فقط!.
-اوه هذا رائع! ، ولكنه مع الأسف لم يخطئ وبل يعاملني بشكل جيد بل بإفراط!.
قهقهت وأجابتها فمن هذه الأم التي قد تحرض خطيبة ابنها على عقابه؟!.
-اوه هذا غير متوقع من ابني المتحجر!.
-أاشتقتِ؟.
-كثيراً.
وبعدها عاد الصمت مع إبتسامتين رسمتا في شجن ، وبعدها إنفصلتا بتلك الألفاظ اللطيفة ، لقد كان غريباً حال الملكة ، تشتاق إليه ولا تأتي إليه ولا يزورها مع أنها سمعت أنهما كانا تحت نفس السقف منذ أربعة أعوامٍ فقط!.
أنت تقرأ
آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopes
Misterio / Suspensoهل كل الواقع حقيقي؟ ، وهل ما تراه حدث حقاً؟ . و عندما يكون عدوك في "نفسك" ما الذي ستقوم به كي تجابهه؟ ، هذه الرواية تجسد معاناة بشرية بطابع فيكتوريّ . "فيوليت" في حين قصير وجدت نفسها خطيبة ولي العهد المكلل بالأسرار والمؤرق بالهموم ، و من ثم تبين أن...