الفصل الثامنون: واجه.. لتكون سعيد

31 3 0
                                    

- مرور ٦ شهور-


- بعد أن تجهزت طاولة الإفطار.. رأت تاليا أن الكل قادم لكن ليس لتالة أثر.. فقالت والدتها بجانبها: تاليا لما لا تنادي على أختك التى نست نفسها بالحديقة..

فرمشت تاليا وهى تفكر بتردد لكنها تشجعت و ذهبت و هى تقرر..

رأتها واقفة هناك تنظر للسماء الصافية.. و العصافير و الطيور التى تزين السماء.. فأبتسمت و أخذت نفس عميق و ذهبت لها..  ربتت على كتفها بلطف.. فألتفتت لها تالة.. فتفاجئت تالة من أنها هى التى تناديها للفطار..

فنظفت حلقها و قالت: لنذهب..
فمسكت تاليا معصمها لتتوقف للحظة.. لكن تالة رمقتها بطرف عينيها.. قائلة: ماذا الآن؟؟
فنظفت تاليا حلقها و أخرجت مفكرتها و بدأت تكتب.. لكنها سمعت تالة تقول: آه حقاً توقفِ عن هذا.. 

فنظرت لها بتساؤل عن ماذا تتوقف؟!
فقالت تالة بقهر: هذا هذا..  و دفعت يد تاليا الممسكة بالمفكرة لتسقط المفكرة من يدها..

فنظرت لها تاليا بعتاب.. لكن الأخرى أدارت وجهها للجهة الأخرى..
فبدأت تاليا بتحدث بالأشارة و تتحدث و تتحدث.. كثيراً.. لدرجة أن عيني تالة تشتتوا من كثر الحركة

فقالت برجاء و عصبية و هى تلتقت مفكرة تاليا:هيا هيا خذيها و قولي ما عندك.. آه حقاً ستجننينى..

فكتبت تاليا: أنا أختك الكبيرة التى عادت بعد اختفاء بطول عمرك.. فإذا لما هذه العاملة القاسية و المزعجة؟!
فأرتعشت شفتيها مقوسة للاسفل.. رفضت الرد..
فكتبت لها تاليا مجدداً مصرة أن تنهى هذا الرفض المستمر: تالة أنا أختك.. ماذا يزعجك فى هذا؟!  بدأت أشعر أن حقاً كرهتي عودتي..  اخبرينى هيا تالة.. ما خطبك؟!

فنظرت لها فى عينيها كاتمة كم المشاعر المخزنة بسببها و كم البكاء الذى بكته بسببها ايضاً..  فقالت: هل يهمك معرفة هذا حقاً؟؟

فهزت تاليا رأسها بنعم.. و بقوة..  فضحكت تالة عليها و نزلت دمعتها فى نفس الوقت..  فنظفت حلقها و أخرجت نفس بقوة لتبدأت بقول: تاليا.. اسمك هذا أسمعه منذ أن وعيت على هذه الدنيا.. هذا الاسم كرهته بسبب كثر المشاكل التى تحدث فى هذا البيت بسبب أن صاحبته مختفيه.. لم أرغب قط بعودتك إلا لتنتهى هذا المشاكل المزعجة.. 
فنظفت حلقها بسبب الخنقة التى تشعر بها: تعلمِ تاليا أنى تمنيت أن يعتنوا بى و يهتموا بى بقدر حزنهم و اشتياقهم لك.. و بكت قائلة: لم أشعر يوماً بهذا القدر من الحب الذى يعطوه لشخص مختفى..

و نظرت لاختها قائلة: لطالما حسدك على حبهم لك.. و اشتياقهم لرؤيتك لو دقيقة.. أصبحت أفعل أى شىء لاحظى بهتمامهم.. أفعل صخب و مشاكل هنا و هناك.. لنظروا لى.. ليتذكروا أن هناك ابنه هنا تحبهم و تريد اهتمام ايضاً..

ليت لخاطري نصيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن