الفصل الثانى و السبعون: الطفل المتذمر

28 3 0
                                    

- عندما قالت لى ام ناصر الذهاب لجلب سيد محمد و اعرفه بوجودنا،كنت امر عبر الممرات لا اعرف وجهت الاستراحة او المطعم اين فى المشفى الكبيرة هذه لكن فى احدى المرات لمحت وجه مألوف.. اقتربت لأرى عبر الباب الزجاجى المطل على الحديقة لاتفاجئ بوحيد ساند على الجدار بتخفى و حذر ان يراه احد الاطباء.. لانه ببساطة كان ممسك بدخان و يدخن فى قلب المشفى و المرضى.. لا اتصور مدى احباطِ على هذا المنظر.. حقاً كم نزل من نظري لما يفعل ذلك بنفسه.. انه يقتلها ببطئ.. كسر مكانته بيده.. لم يعد مميز او بطل او ملاكي الحارس بعد الان.. لا تعجبني فكرة ان يعانى احد من المقربين منى بأمراض.. ليس فقط بل يجلبها لنفسه.. لا لا اريد ذلك..

لكن عندما التفت وجدت سلمى بوجهي شابكه يديها على صدرها و تنظر لى بتفحص و.. و بغضب فى الحقيقة.. مما جعلني اتنهد و انظر للأسفل

لكنها اكتفت ان تقول: تعالي معى.
و التفتت و سارت و سرت خلفها بصمت و انظر الى اين تتجه و رأيت انها تتجه لسيد محمد بعد ان ميزته بين عدد كبير.. برغم من قسوة قلب سلمى أحياناً إلا انها مميزه بشكل مختلف و رائعة كذلك انها مثالية بشكل لا يطاق احياناً..

تنهدت وانا اطبق شفتى و انا اراها تخبره انهم وصلوا و باقى الكلام الذى سأتعب اذا فكرت او حاولت تذكره و ادرت وجهى بملل للوراء لكن تفاجئت بوحيد قادم مما صدمني و بشكل تلقائي وقفت بثبات و توتر محاولة ان لا ارتكب خطأ حتى لا اعطى نظرة سيئة له و اكون مثالية و رائعة فى نظره.. لكن لم ارى اى ردت فعل كان يتعامل بشكل طبيعى حتى انه تخطانى و ذهب لهم و تحرك مع ابيه و اتجهوا للمصعد و نظرت للوراء لسلمى رأيتها تتقدم و تقول بعد انه تنهدت:لنجلس قليلاً..

رمشت لملل وانا اراها تجلس: لما لا نذهب معهم..
قالت موضحه:يجب اعطائهم فرصه ليجلسوا معاً انهم عائلة و بينهم حديث خارج عننا بتأكيد..

حركت رأسي جانباً محاولة تبين ان الموضوع يفرق معى او يهمنى:حسنا.. إذا.
لكن ظلت صامتة لفترة فنظرت لها فكانت تشاهدنى بمملل و تفحصنى بعينيها فتنهدت وقلت بنفاذ صبر: ماذا ؟
قالت بستفزاز التى هى طريقتها المعتادة: لم اقل شئ!
تنهدت وقلت:فقط قولى ما عندك،او توقفي عن نظراتك هذه،حسنا؟!
تنهدت و شبكت يدها على الطاولة و اقتربت بالكرسي: لا تفكرِ به، انه لا يليق بك من الاساس..
انها لمحت على وحيد بالتأكيد فضحكت قليلاً بسخرية وقلت وانا انظف حلقى: ولما لا؟
فتحت عينيها بصدمة: دعاء، هل تمزحين معى؟ انتى صغيره على الزواج و أيضاً تعلم ان ابى يريد ان تتزوجي بعد التخرج و أيضاً لما وحيد.. يعنى انه لا يشبهنا.. و اعتقد انك رأيت ذلك بنفسك!

تنهدت و انا انزل نظرى ليدِ وانا افركهم تحت الطاولة: نعم حسنا معكي حق فى ذلك.. لكن..
و نظرت لها وانا عاقدة الحاجبين: لكن لا يجب ان يخرج هذا الكلام منك..
و ضحكت بخفة و سخرية: لان ببساطة انتى و ناصر لا تتشابهان.. وفى الحقيقة و بدون تجريح بك انا ارى ان زواجك منه كأنك بعتِ نفسك من اجلنا وفى الحقيقة يا سلمى انا اراكِ اكثر واحدة مثيره للشفقة بيننا، و اذا كنتِ تريد ان تنصحى احد يجب ان تنصحى هاجر اختك التى لديها اختبارات ولا يعبرها احد و تعانى من وقت عصيب و لا تشتكي لكنى بصراحه سئمت سماع صوت انين بكائها فى الليل حتى انى احياناً احلم بها لذا قفى معها مثل اى اخت طبيعيه و قللى وحدتها حتى يرجع زوجك من رحلة لعلاجه..

ليت لخاطري نصيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن