يأبى الجرح أن يندمل

١٥

بعد الفقد تستيقظ، وللحظة تشعر أن كل شيء هادئ، ثم تتذكَّر ما فقدته فينغلق حلقك، وتنقبض معدتك. بالأمس كُنت تظن أنه لم يعد لديك دموع متبقية للبكاء، لكنها الآن تنهمر على خديك من جديد. صدرك ضيق ويصعب عليك التنفس. أنت لا تعرف كيف ستواجه اليوم المقبل، وتشعر بالوحدة والألم ، ففي النهاية سنفارق أحباءنا الذين قلنا عنهم ذات يوم أننا لا نستطيع العيش بدونهم. سنحاول بعدها النسيان، سنتأوه وجعا وسنبكي باستمرار وعند كل خيبة أمل سنتذكر كل ما تناسيناه من قبل. فالفراغ موحش والفراق مر كنَبات الصبر، قارس كالزمهرير بل مؤلم كشظايا عذاب الضمير.

كالذي يفقد روحه وسط ثنايا الحزن ويعجز عن مجاراة القدر أو إبدال المكتوب على الجبين الذي لا سبيل لتغييره هكذا بالضبط كان شكل نظرات مصعب وسط الجنازة. لقد كان كالطير الجريح فالخبر كسر فترة نقاهته وحطم تفاصيل قلبه الذي لا يحتمل الغم أو الشجن لذلك فلا مرارة في الموت إلا مرارة الفراق

مصعب : ما چنت اظن انو راح تروح بهالسرعة اوووف يهالدنيا الجايفة شگد چنت مخطط اسوي اشياء وياك شگد چنت رايدك تحضر عرسي وشگد چنت اريد اسوي اعمال اخليك ترفع راسك بية اني ما عندي احد مؤمن بية ومصدگ انو اني شخص زين مثلك ، انت الوحيد اللي عرفت جوهري وشنو اللي بداخلي بس اخذوك مني
بالوقت اللي بلشت اجرب احساس الابن والاب اخذوك بلمح البصر ولد الكلب ، گلتلي "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت " ما چنت اعرف انو اول واحد راح يكون انت ، ما رح انسى روحك الطاهرة الزكية يا ابوية ووعد شرف من هالشارب هذا راح اخذ بحقك مربع حد ما ترتاح بگبرك وما راح ارحم اي احد چان اله ايد بموتك ، گلبي گاعد يذب نار عليك ، لا تخاف ابوية انت راح احط الحجية بعيوني الثنين ارتاح حبيبي ارتاح من هالبلد الطايح حظه !