٥٢

61 3 1
                                    


" عندما كنتُ صغيرة كتبتُ عن مواصفات فارس احلامي وقلت بإنني اريده ان يكون عاقلًا ، طويلاً وملتحي بشكل يزيده جاذبية ووسامة ، لا يشبه احد الا نفسه ، غيور جدًا وعصبي ، عنادي ، أديب الجدل ، بشوش الوجه ، طيب الرائحة ، يخاف لخوفي ويحزن لحزني ويبكي لبكائي قبل ان يفرح لي
اردته ان يهتم بادق تفاصيلي ويعشقني حد الجنون ... لم اكن اعرف بأنني اصف مصعب حرفياً ، لقد كان هو فارس الاحلام الذي جاءني بحصانه الابيض ! "

اقسمت على نفسي اذا شاء الله وجمعنا القدر ثانيةً بأنني سأكون سندًا له ولن اتصرف كمريم المراهقة التي اضاعت زوجها التي تعشقه من بين يديها
بسبب حماقات ودفعت ثمن ذلك سنين ، اذا ما جمعني القدر معك ثانيةً يا مصعب اقسم لك بإننا سنكون ابديان لن يهزمنا الخصام ولا الوقت ولا البعد
اريد ان اخبرك بكثير من الاشياء .. اما اذا حالت الظروف بيننا وان لم تجمعنا الايام ثانيةً قد تجمعنا الذكريات الرائعة التي قضيناها في بغداد السلام
وان لم تجمعنا الذكريات فقد جمعتنا القلوب وان لم تجمعنا القلوب ... ظلت ارواحنا على العهد باقية!

مرت اربعة اشهر اكملت مريم فيها عدتها كأرملة دون ان تتحدث مع مصعب وكانت تحاول الابتعاد عنه قدر الامكان كي لا تتعلق به ثانيةً وتقع في حبه وقد تقبل الاخر الامر وقرر ان يعطيها المساحة الكافية للتعايش مع حزنها والمها
وفي احدى الايام بينما كانت مريم تحاول تنويم طفلتها ليلًا ، كانت الطفلة تبكي وترفض النوم وهي تشعر بالم في جسدها الصغير وكانت مريم تتلوى حزنًا على طفلتها دون ان تفهم ما تعاني منه

يأبى الجرح أن يندملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن