انا مريم عبدالله .. احدثكم بكل جراة عن قسوة حياتي وما عايشته من ظلم وقهر وهم ومأساة ، احدثكم من المستقبل وتحديدًا من العام ٢٠٢٢ عن شريط ذكرياتي او يمكنني القول " الجزء الاسوأ من حياتي في العام ٢٠١٧ " لقد انكتمت في عيني همسات أجيال وأجيال ضاع عمرها وضاعت أحلامها وما عدت أفهم من العالم سوى أنني غدوت أمرآة بدون هوية، ثم أني من بلد الدمار الذي يدعونه العراق فما أغرب الإنسان وما أصعب أن يتمتع الإنسان نفسه بالإنسانية. هذا الإنسان الشرير الذي قتل عائلتي وكان سبب جوعي وعطشي وقهري
الإنسان الذي شرّدني وقصف بلدي وسرق مني فرحتي. فحين خرجتُ من مدينتي وبيتي الصغير الذي يحمل ذكرياتي وأيامي
قصفوا ما تبقى لي من ذكريات جمعتنا انا وعائلتي في الموصل
قُصف الحب قُصف السلام وقُصفت الحرية . لقد ودّعتُ رمضان وجمال العيد في الموصل ، مدرستي وجامعتي وشارعنا وبائع الكعك ولا أدري هل مات أيضا أصدقائي؟ نعم إني أُلقي تحية الوداع على
" الموصل الحدباء " برائحتها المميزة، وكنت أتساءل هل ستشرق الشمس يوما في وطني؟! والان يمكن لمريم القادمة من المستقبل ان تجيب مريم التي تعيش في العام ٢٠١٧ بإن الشمس لم تشرق بعد في العراق ... او ربما لم تشرق شمسكِ انتِ شخصيًا فقد تحولت حياتي الى غروب ابدي يستحيل ان يتبعه صبحًا يرتسم ! 💔
استطيع تلخيص حياتنا نحن اهل الموصل وضحايا داعش والارهاب بجملة واحدة " الهاربون من الموت إلى الموت نفسه لكن موت على قيد الحياة في وطن ليس مسؤول علينا "
أنت تقرأ
يأبى الجرح أن يندمل
Mystery / Thrillerوكأن الجرح يأبى أن يندمل، نزوح يتكرر، وموت يتجدد، وليس سوى المعاناة تجمعهم تحت سقف العراق! فهل يمكن للحب والارهاب ان يجتمعا في جسد واحد !؟