إن الحياة لم تكن كما صوّرها لنا معلّمنا في الصف الأول "العالم جميل والسماء زرقاء والعصافير تزقزق" فقد كان الواقع رثُّ الحقيقة، وفظيع جدا. فتحت القصف والغارات التي لا تهدأ فوق رؤوسنا وبين الجوع والعطش الذي كان ينهش أرواحنا الصغيرة كنا نموت ببطيء شديد، فحتى المستشفيات عجزت عن إنقاذ الناس فكنا نسأل الله أن يريحنا من هذا الألم والخوف. لقد حملتُ معي مأساتي بين يدي الباردة وثيابي الممزقة وفي قلبي الصغير ذكرياتي. لوحدي هاجرت نينوى وأنا التي فقدت جميع عائلتي، فقدت حنان أمي وابتسامة أبي ولا أنسى أنني فقدت زوجي وحبيبي وصديق عمري ورفيق الصبا . لقد عبرت مع الهاربين من القارعة حدود وطني إلى وطن لا ناقة لي فيه ولا جمل وكان الخوف والوحدة تأكلني من الداخل وكنت لا أدري أهذا عناقي الأخير مع الموصل أو للقصة فيه بقية؟! ... مذكرات ام ودق
تمكن بعد ذلك مصعب من بيع منزله ودفع المبلغ المطلوب للمهرب والانتقال مع زوجته ڤيان الى احدى الكارڤانات المؤقتة حتى يحين وقت ولادتها
كان جالسًا يشعر وكأنه شريدًا لا يجد مأوى له، وإلى جواره زوجته التي كانت غارقة في نوم عميق ، اخذ ينظر الى اللا شيء ويفكر ان روحه تشعر بمشاعر متناقضة، فتارة تحدوه غصة على ذلك الضعف الذي صار عليه أمام هؤلاء القتلة الارهابيين وكيفية تقبلهم لفكرة تركه لهم وانسحابه من التنظيم ، وضعفه امام حب مريم وجمالها وتعلق روحه بها!
أنت تقرأ
يأبى الجرح أن يندمل
Mystery / Thrillerوكأن الجرح يأبى أن يندمل، نزوح يتكرر، وموت يتجدد، وليس سوى المعاناة تجمعهم تحت سقف العراق! فهل يمكن للحب والارهاب ان يجتمعا في جسد واحد !؟