٢

503 16 0
                                    


رأيتك، أيّها الموت، متدثّرًا بسواد الليل وواضعًا النجوم في علبة صفيح بالية أكلها الصّدأ.. تقهقه ليبرز فمك كالنّفق المظلم، تسخر من تاريخ الأموات السعيد، من الأمنيات التي سكنت أحشائهم لعقود وتحوّلت في لمح البصر الى مجرّد هباء يقاوم الجاذبيّة ويسبح في فلك اللامبالاة..
كنت تختبئ في قلوب العذارى، تحفر حفرًا عميقة وموحشة لتدفن فيها آخر نظرات الحب المتبادل بين العشاق.
(من رآك غيري أيّها الموت؟ يا جرحًا في صدر هذا الكون المترهّل) !

لسنوات عديدة كتب لي مصعب مئات الرسائل يحدثني بها عن تفاصيل يومه البسيطة فإن كان التوأم الروحي هو الشخص الذي أُفكّر بِهِ ليلًا ونهارًا، الشخص الذي أفكاره مماثلةً لأفكاري، الشخص الذي إذا غابَ غابت روحي معَه وإن تواجد أشعُر بالسعادة الغامرة، فنعم، أؤمن بالتوأم الروحي، أؤمن بذلك الإنسان. انه مصعب ! "

" هلو مريومة اليوم اكتبلچ لان تمنيتچ موجودة ويانا اليوم جانت خطوبة اختي روان وهلگد چان اكو ناس بس اني ما چنت فرحان لان انتوا ما اجيتوا ... ٢٠٠٦ "

" هلو مريمتي اليوم ما تصدكين شصار رحت اني وصديقي للصحراء وتعلمت على المسدس حسيت انو صارلي الف سنة بالجيش ... ٢٠٠٧ "

وفي نهاية العام ٢٠٠٧ شاء القدر ان يلتقي مصعب بمريم ثانيةً في يوم زواج اخته وما ان دخلت المنزل حتى اقترب منها واحتضنها بقوة وشوق وحنين عارم وكأنه بهذا الحضن يزيل كل العناء، وظل يشم رائحتها ويشم عبقها وكأنه يريد أن يصل حد الشبع والاكتفاء

يأبى الجرح أن يندملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن