عندما نتحدث عن الشر، فإننا نتحدث عن صفة بارزة في الإنسان، وهي الصفة التي يضطر لإخفائها لمسايرة طبعه الاجتماعي، لأنه مضطر لتهدئة هذا الشر وسط هذه الجماعة، ولا يظهره إلا في الحالات التي يتعرض فيها للاستفزاز أو ما شابه، أو عندما يتعرض للظلم، كما أنه أحيانا لا يحتاج إلى سبب كي يمارس شره بكل ما ملك من عنفوان، بل إن أنانيته ومصالحه الشخصية ستدفعه إلى إتيان فعل الشر، ومن هاتين الزاويتين يتضح أن الشر في الناس لا يفنى وإن قبروا، في الحالة التي يتعرض فيها لسبب ما يدفعه إلى فعل الشر، وفي الحالة التي يبتغي فيه مصلحته الشخصية!مهما فعل الإنسان لكي يظهر بمظهر مقبول وخير، ومهما أبدى من رغبة جامحة في فعل الخير، إلا أن حقيقته ليست كذلك، وحقيقته هي عكس ما يظهره، وهذا الأمر نشهده في واقعنا دائما، هؤلاء البشر مستعدون لممارسة كل أنواع الشرور إذا كانت لهم مصلحة في ذلك، ومن أجل ذلك يمكن أن يخونوا حتى أقرب الناس إليهم، ومن أجل ذلك يمكن أن ينافقوا، ويمكن أن يسرقوا، ويمكن أن يتلاعبوا بمشاعر الآخرين، وكل هذه الأفعال خاصة بالإنسان وحده، وهو الذي يتقنها جيدا، ويعتمد عليها من أجل مصالحه، ولأن الأولوية بالنسبة له هو مصالحه، كان طبيعيا أن يكون مستعدا لممارسة الشر وكل الممكنات فيه من أجل حصوله على هذه المصالح، وإذا كان الحال كذلك، فطبيعي أن يكون هذا الإنسان شريرا بطبعه !
أنت تقرأ
يأبى الجرح أن يندمل
Mystery / Thrillerوكأن الجرح يأبى أن يندمل، نزوح يتكرر، وموت يتجدد، وليس سوى المعاناة تجمعهم تحت سقف العراق! فهل يمكن للحب والارهاب ان يجتمعا في جسد واحد !؟