٣٩

45 3 0
                                    


بعد ان خرج من منزلها ذهب ثم جلس على اقرب رصيف وهو يشعر بإعصار هائل يثور بداخله،ذل وانكسار، تجرع المأساة وغلفها بالصمت بقلب يرتجف من شدة الاضطراب هو حقًا لا يستطيع ان يفهم ما يشعر به في هذه اللحظة أهو لوم، أم غضب، أم حزن، أم ماذا؟ ... هه على الرغم من جسده الذي يرتجف في شدّة، وتلك الرغبة المتعاظمة للقيء، الا انه كان سعيداً برؤيتها رغم كل شيء !

في تلك الليلة ، نام " مصعب" نوما متقطعا من شدة الحزن والقهر وكثرة التفكير ، لطالما أمل في الحصول على بعض الراحة لكنه لم يستطع كيف له ان ينام وهو يعلم بان مريم ما زالت موجودة في الموصل ، كيف تغفو له عين وهو يعلم بان حبيبته زوجة رجل اخر!
فهو قد قام بنثر غبار الماضي في ذاكرته، في وقت متأخر من الليل

اما مريم فقد استيقظت في اليوم التالي وقامت بتحضير الافطار الصباحي لرؤوف ثم جلست امامه ولم تستطع أن تآكل شيء فقد كانت ذابلة كوردة فقدت الماء واستنكحها العطش، وهي أمامه تتحدث والحزن يستوطن سحيقا عمق عينيها، اللتان كانتا تختزلان كل الحياة

رؤوف : حبيبتي انتي مريضة ؟

مريم : ما بية شي رؤوف

رؤوف : عجل ليش ما تاكلي!؟

مريم : تعبانة ما عندي نفس اكل

يأبى الجرح أن يندملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن