الفصل الواحد والسبعون

3.2K 121 56
                                    

"" ترفقت بقلبي ""
لن احكم عليه بالإعدام ، ما عدتُ اقوى على التنازل ، ولا عدتُ أحتملُ الخذلان !!!!

اعذريني عزيزتي ، محبوبتي ، روحي ،  نبض قلبي ، لن اقبل اقل مما استحق ، اسعى لاسترجاع حق نفسي وكبريائي وراحتي حتى وإن كان ما أفعله يرهق نبضاتي ! حَتْمًا  سأفعل  !!!!!
ضمت كفيها فوق قلبها فزفرت بقوة لعل نبضاتها تهدأ قليلا" ، ثم استقر اصبعها بتردد على زر الجرس تصارع مشاعرها الحائرة والمترددة فهي الآن تقف امام باب شقته بعد مرور بضعة ايام على ذلك اللقاء القاسي الذي أطاح بتجاويف قلبها ، وجعل الندم والتعب ينهشان جسدها لا هدوء ، شوق ينخر عظامها ، وأصاب روحها دون شفاء ، كم تتوق لسماع صوته ، والنظر لداخل عيناه اللوزيتين ، واستنشاق رائحته المميزة التي تعصف بكيانها ، محاولات  بائسة من والديها للخروج ، وتناول الطعام ، تجبر في بعض الاحيان للاستسلام فتتناول القليل من الطعام خشية على والديها ، تضاعف حزنهم وانكسارهم على ابنتهم الوحيدة فشعر مدحت بغصة قوية في داخل صدره فعايش صراع البوح او الكتمان .

لاحت على شفتيها ابتسامة باهته وهي تعود بذاكرتها الى ليلة امس حينما بعث الله لها امل أضاء عتمة قلبها ، على هيئة تلك الفتاة المسماة بملك اثبتت لها بأنها لا تحمل الضغينة وانها كانت مجبرة على ما اقترفته من ذنب ليطول اللقاء ،   ف استطاعت ملك اعادة جزء من الروح المبعثرة لهذه  الفتاة العاشقة النادمة ، فكانت كالنور الذي ضخ في شراييينها ، لتقرر السعي خلف  الدفاع عن حبها  ، رفعت رأسها مغمضة عينيها تدعو بصدق وهي تدوس على زر الجرس ليصدح صوته
في انحاء الشقة من الداخل  ،

همست بتمني ونبرة خافته :

- يا رب ساعدني ارجعه ليا تاني وقويني قدامه ، ساعدني اني ااقدر اثبت  حبي ليه

فتح جفونه رافعا" كفية يفرك وجهه بتعب ، تنهد بضيق وهو ينهض  بعد ليلة عصيبة ، تحسس صدره بكف يده  شاعرا" بتلك الوخزة الحارقة وشعوره بالم مبرح من حين لآخر لا يعلم ماهية هذا الالم !!! وما  مصدره !!  كل ما استطاع الوصول اليه وهو يبحر في اعماق ذاكرته ، هذا الشعور مشابه لذلك الذي  راوده لاول مرة حينما استيقظ في تلك الليلة التي انقذ اخيه ،  تساءل مرارا" وتكرار ايعقل بسبب تلك الأبرة ؟؟؟ التي احس بعدها وكأن روحه تتصاعد الى السماء وزهقت  ، انتشل تفكيره وسرحانه صوت رنين الجرس الذي لا يهدأ ، ف التقط هاتفه ينظر اليه العديد من المكالمات الفائتة التي لم يرد عليها ، شتم بنفسه وهو يستمع لرنين الجرس المتكرر  ، خلل اصابعه بشعر رأسه وهو يتحرك للخارج بوجه يكسوه الغيظ ،  هتف بضيق وغضب وهو يفتح الباب :-

- ايه الرخامة وتقل الدم ااااااا ؟؟؟!!

بتر جملته رافعا" حاجبيه باستغراب فور رؤيته لها  ، طالعته بلهفه وابتسامة سعادة تنهدت براحة لرؤيته بخير ، تقدمت بخطوات جريئة للداخل بضحكة واسعة  تضع تلك الحقائب المملوءة بمتطلبات الفطار هتفت بضحكة وهي تنظر اليه ما زال يقف ينظر اليها بنظرات متعجبة ممزوجة بالقليل من الغضب :-

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن