الفصل السادس عشر _الجزء الثاني ❤

1.1K 45 26
                                    

" في الملهى الليلي ""
هَتف باقتضاب وهو يدسَّ مؤخرة السيجارة في فمه :-
- وبعدين في ام الليلة دي احنا هنفضل قاعدين كدة متكتفين يا بيه بلا مؤاخدة الكلام ده ميصحش يتعمل مع عبد الجليل ، اتصرف ولا سيبني اخلص وانهي بنفسي .
ليَرد عليه من يَجلس قبالته وعيناهُ تُحصي أجساد الفتيات المُتمايله لأجله من حوله :-
- متنساش نفسك يا سليمان وانت بتكلمني انتَ بتعلي صوتك ولا ايه ؟ انا افرمك تحت رجليا .....
رمقه بحقن شديد وهو يبتلع الإهانة المباشرة الموجهة نحوه :-
- لا مؤاخدة يا باشا لا بأعلي صوتي ولا حاجة ، بس اللي انت بتعمله ده مش صح اكمنو عبد الجليل كان شغال معانا ولو شافنا كدة سايبينا للمباحث هيفتكر نفسه اتغدر مننا لا سمح الله ، عبد الجليل ده صاحب عمري وميرضنيش يفتكر عني وحش ....
تمتم هاشم بغيظ :-
- الهي تتحرق انت وهو .....
زَفر بضيق وهو ينظر لشاشة هاتفه المضاءة باسم فؤاد والذي لم يَستجب لمكالمته بعد
- الزفت ده مبيردش ليييه الله يخربيتكو مفيش واحد شغال معايا ودماغه شغاله كلكم *****
ثم حدق أمامه بحقد وهو يُلقي هاتفه امامه
- لو طلع اللي في دماغي صح يبقى نهايتك قربت يا ابن سليم ، فاكر اللعبة دي تعدي على هاشم الزيناتي متخلقش اللي يعلم عليا .
ثم نظر لإحدى الحراس :-
- اااانت يا زفت .
ليأتيه راكضًا :-
- كلم الكلاب اللي ورا رسلان العطار واسألهم هو فين دلوقتي بسرررررعة .
هز الحارس رأسه بخنوع :-
- تحت امر معاليك .....
ليُعقب سليمان باهتمام وشك :-
- عايز رسلان العطار في ايه يا باشا ؟ تفتكر هو اللي ورا اللي حصل لعبد الجليل والرجالة ؟
رمق سليمان بنظرة مخيفة جعلت الأخير يرتعد خوفًا ليتراجع عن سؤاله ، في حين تجرع هاشم ما تبقي من كأس الخمر الموضوع امامه ثم نهض وهو يصرَّ على أسنانه بحقد :-
- اغبياء انا مشغل معايا شوية بهايم .....
تابع سليمان مرحلة اختفاء هاشم وحراسه ليتمتم بتوجس ممزوج بالرعب :-
- الراجل ده مبيفكرش غير في مصلحته والظاهر ان كلنا هنروح في ستين داهية بسببه انا لازم اتصرف قبل ما ألاقي نفسي ورا الشمس انا كمان .....!

*****************
"" داخل الفندق ""
أمال رأسه على الحائط يتابعها بتسليه ، فراشات داخل صدره ترفرف ، بالطبع لن يشيل هم مكوثهم هنا كثيرًا بالتأكيد فادي والرجال سيبحثون عنه ، لذلك ود استغلال لحظاته بجانبها والاستمتاع :-
- كفاية زعيق بقى .
حَدجته باغتياظ :-
- اعمل ايه ؟ وبعدين هو في ايه ؟ انت سلمت خلاص ؟ ما تقوم وتلاقيلنا حل للمصيبة السودة اللي احنا فيها دي .
مطَّ شفتيه ببرود مستفز :-
- اعملك ايه يعني ؟
لتقترب منه وجسدها يرتجف ليظهر على قسمات وجهها الألم الحقيقي الذي دفعه للنهوض سريعًا :-
- اعمل اي حاجة المهم نخرج من هنا انا مبقيتش قادرة استحمل والدنيا سقعة اوي ..
- ما طبيعي تحسي بكدة انتِ قاعدة بتلاجة يا هانم .
كان ينطق بكلماته بعدما باشر بانتزاع سترته عن جسده بصعوبة مُتحاشيًا وخزات ذراعه القوية إثر الحركة المُفرطة ، عبس وجهها بضيق
- اانت قلعت الجاكيت بتاعك ليه ؟
وبعفوية أجاب :-
- هديهولك تلبسيه اكيد مش هاسيبك بردانة كدة ..
نطقت وهي تتابع بعينيها نظراته المُهتمة والقلقة لأجلها :-
- ليه ؟
- هو ايه اللي ليه ؟
- مش عايزه .
اقترب منها على عجالة وأحاط ذراعيها بسترته لتنعم بالدفء ورائحته الرجولية العطرة
- زمردة كفاية بقى واسمعي الكلام بقى هتتعبي .
جاهدت لنزعها عنها لكن عبث فهو استحكم قبضته عليها الى حين استسلامها ، همست بصوت ضعيف
وأيسرها يَخفق بشده لقُربه الشديد منها وإحاطته بها ، شعور بالدفء والحنو والآمان أغدقها من كل صوب حتى تكاد تنسى أنها في جوف ثلاجة شديدة البُرودة
تحاول قدر المستطاع عدم اظهار خوفها عليه ولكن لا حُكم للسانها الذي استسلم لنابضها ، لترفع رأسها تبصر عينيه العسلية الناظرة إليها دون ملل وعِشق يَنال من اكثر النساء حُسنًا وكبرياء
- يا سلام بقى وانت ياللي دراعك لسا الجرح بتاعها ملمش مش هتتعب ؟
ليُجيب بابتسامة عابثة وما زال يرنو إليها بعشق :-
- هستحمل
- اشمعنا ؟
- عشان انا الراجل .
- لأ انت غلطان اوي الست تستحمل اكتر من الراجل
- هه لأ دي بقى جديدة واول مرة اسمع فيها انتي هتظيطي ولا ايه يا زيزي ؟
ما الذي حدث له ؟ شعور قوي اهتاج صدره فجأة وأربكه حينما استذكر امرًا يخصها هي لطالما أشعل ألسنة اللهب في كبده ليالٍ واشهر ، في المقابل تسارعت انفاسها وتَراجعت بضعة خطوات للخلف حينما رنت الى نظراته التي تحمل في طياتها التهكم فصاحت :-
- احترم نفسك .
إنه لشعور فظيع أن يتجرع الرجل مرارة وجود رجلًا آخر في حياة محبوبته ... ولكنه يُحبها يعشقها يثق بها ولولا ثقته بها لكان منذ زمن قتلها وقتل نفسه ، ركل رسلان تلك الأفكار المُتعلقة بذاك الظرف الغامض الذي أتاهُ يومًا على حين غفلة لكن لسانه ليس بلسان رجل حكيم بل بلسان رجل شرقي عاشق الى حد النخاع يغير على محبوبته من عليل الهواء وأنفاسه ليقترب منها عنوة
- ايه ؟ زعلتي اوي كدة ليه ؟ ولا مينفعش حد يقولك زيزي غير البتاع الدكتور ...
تَلميحات قوية مُهينه أيقظت غَضبًا ، كراهية ، وألمًا كانت جميعها راقدة وهو بغباءه ايقظ كل شيء ، صاحت بتحذير وهي تشير بسبابتها نحوه :-
- رسلان اتكلم معايا عدل ده اولًا تانيًا متتكلمش عن
وائل كدة .....
تَأَجَّجت مَشاعر الغيرة في صدره اكثر ليُردف القول بحقد ليس عليها بل على من يتخذون ركيزة لا بأس فيها في حياتها وكلاهما يتشاركان نفس الشعور العداء كلاهما اعداءه :-
- وائل فؤاد فؤاد وائل.... هو في ايه يا ست الستات ؟

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن