الفصل الرابع -الموسم الثاني

1K 33 1
                                    

تحت ضوء القمر وصوت امواج البحر الهادئة يجلس رجلٌ في اواخر الستينات من عمره بالقرب من موقد النار يدنو كل حين من الموقد لبث الحرارة في جسده ومقاومة برد الليل ، يُدندن بصوت خافت وهو يُحدق أمامه مُستمتعًا بِنعم الله

- الجو اللي يحبه قلبك مش كدة ؟

التفت كبير السِّن سريعًا فور استماعه لصوتٍ قريب من قلبه ، ليتزين ثغره بابتسامة واسعة فَرِحًا برؤيته امامه ، تقدم رسلان إليه يحتضنه

- عامل ايه يا حج ؟!

ابتعد كبير السن يتناول مقعد خشبي صنعه بنفسه ليجلس عليه رسلان وقال وهو يعود الى مكانه ينظر لرسلان الذي جلس قبالته

- انا بخير يا ابني طول ما انتَ بخير ،كنت فين كل المدة دي كنت فاكرك خلاص نسيتني

- وانا ااقدر يا حج ؟! ده انتَ البركة

تناول الحج غسان إبريق الشاي الذي وَضعه على الموقد منذ قليل وَصَبَّ في الكأس قائلًا وهو يمده باتجاه رسلان

- خد اشرب كوباية الشاي دي

تناول رسلان من يده وهو يقول بابتسامة وامتنان

- تسلم ايدك

ابتسم رسلان وأضاف ناظرًا نحو كأس الشاي الذي بحوزته فهو في كل مرة يأتي الى هذا الرجل يجده واضعًا كأس إضافي وكأنه يشعر أنه سيأتي إليه

- عامل حسابك زي كل مرة بجيلك فيها

الرجل بضحكة وعفوية

- قلبي كان حاسس إنك هتيجي بس عقلي كان بقولي إنك خلاص نسيتني

حرك رأسه للأعلى بابتسامة شاحبة ظهرت على ثغره قائلًا بصوت مبحوح وهو يرفع حاجبيه

- طب كويس على كدة بقى القلب هو اللي كسب

أشاح وجهه بشرود بعد أن نطق بكلماته الأخيرة ، لقد كانت كَلمات الحج غسان عفوية لكن بالنسبه لقلبه لم تكن سوى ضربة قاضية بسيفٍ حاد إخترق صدره لِيُصاب بالشلل ، دار الصمت لدقائق فلاحظ الحج غسان شروده والتجهم الذي يعتلي وجهه ليقول

- مالك يا ابني سرحان وزعلان وشايل هموم الدنيا فوق ضهرك

صمت قليلًا قبل أن ينطق بصوت أجش ونبرة قهر

- طول عمري ماشي برجليا ع القزاز بس مفيش يوم حسيت إني عاجز بالشكل ده

- شعور العجز وحش قوي يا ابني بس انت قدها

قطب جبينه وهمس وغمغم بإسْتياء واستنكار

- ليه دايمًا اللي يكونوا سبب في وجع قلبي هم ااقرب ناس ليا ؟ ليه ميكونش الغريب هو اللي بيأذي ؟!
ليه أغلب اللي يطَفحوك كل المُر هم حبايب قلبك ؟! ليه مكتوب عليا دايمًا أضحي في كل حاجة بحبها !

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن