الفصل السابع عشر _الجزء الثاني ❤

551 28 29
                                    

حَدثوك عن الرجال وقالوا بأن الرجال لا تبكي وما خُلق البكاء الا للنساء ، خسئت كل الأحاديث فَلا بُكاء للنساء بعد الآن ولم تُخلق تلك المياه المالحة لهن ، وإن ظننت بأنني اهذي فَكَلمني عن امرأة تواري دموعٍ منهمرة خلف مساحيق التجميل وبعدها جادلني أيهما اقوى ....؟
ماذا يَظن الآخرين حينما تُهان وتُخان المرأة من قبل وليفها ؟
هل ستبكي على الأطلال وتلتزم الصمت ؟ قل ما يكون هناك نساء يلتزمن هذه الطريق وجُل النساء يسلكن طريق المغادرة بقوتهن بعدما يثأرن لكبرياء ، وانتزاع حق سُلب منهن وليَبقى الخائن حائرًا في طُرقاته الضالة .......
"" داخل قصر العطار ""
- انتي واخدة العيال ورايحة فين يا جومانة ؟
توقفت جومانة ترد على مريم التي باتت تقف حائِلًا بينها وبوابة القصر :-
- من بعد عمايل ابنك ليكي عين تسألي يا حماتي ؟ اللي انتِ شايفاه واخداهم وماشية ملناش مكان هنا.....
مريم بِجزع واستنكار :-
- حماتك ؟ انتِ بتكلميني كدة ليه يا جومانة ابني وغلط ، بس ده ميدكيش الحق انك تعامليني كدة و تاخدي العيال وتمشي عايزة تحرميني منهم ؟ ازاي ملهمش مكان هنا ؟ اومال لقصر ده لمين ...!
رَفعت حاجبها وهتفت بنبرة مُغتاظة
- يا سلام وده بقى من ايمته ان شاء الله ؟ غلط ؟ للدرجادي الخيانة سهلة بالنسبالك يا حماتي؟
اقتربت مريم منها تضع يدها على ساعدها في محاولة منها لامتصاص غضبها ونظراتها تروح لاحفادها بقهر :-
- انا مقولتش كدة يا بنتي ، بصي يا حبيبتي مينفعش تهدمي بيتك في ايدك ، وانتِ مفيش ما بين ايديكي اي دليل على اللي بتقوليه امير ابني وانا عارفاه استحالة يفكر يعمل حاجة وحشة زي دي وقبل ما يعملها هيفتكر عياله ومراته .
لترد جومانة بنبرة مقهورة مُنكسرة
- انت جاية تقوليلي انا الكلام ده قوليه لابنك مش ليا
ولو عايزة الدليل هجيبهولك بس انا خلاص بقيت متأكدة واحب اطمنك ان ابنك بيخوني ومن بدري يا حماتي هو بس انا اللي كنت نايمة على وداني وابنك مستغفلني ، وكفاية تصرفاته الزبالة معايا وريحته اللي ....
بترت كلماتها تتراجع عن الخوض في نقاش مثل هذه التفاصيل امام الاطفال :-
- كفاية بقى انا مبقيتش قادرة ولا عايزة اتكلم قدام العيال .
مريم بنبرة راجية :-
- لا حول ولا قوة الا بالله ااقعدي كدة واستهدي بالله يا بنتي وكل مشكلة ليها حل ، المشاكل دي تحصل ما بين اي اتنين متجوزين ده سوء فهم وهيتحل ان شاء الله....
لترد جومانة بغضب ونفاذ صبر :-
- انا ماشية ....
- ايه الهرج اللي بيحصل هنا ؟
استمعت جومانة لصوته الصارخ والقادم نحوهم ولكنها لم تُعيره اهتمام بل اسرعت خطواتها واكملت سيرها بعدما امسكت بيد الصغيرة فرح تحملها
- خلينا نمشي من هنا يا آدم .
قاطع طريقها قابضًا على ذراعها :-
- استني هنا انا بكلمك ...
نزعت قبضته عن معصمها بقوة صارخة بعُنف في حين اهتزت الطفلة ما بين ذراعيها خوفًا وهي ترى والديها في احتدام وعلى الرغم من صغر سنها الا إن الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون في أوج تركيزه :-
- ايديك دول لو لمستني تاني هقطعهوملك .....
نَظر لطفلته التي بدأ صوت بكاؤها يَتعالى في حُضن والدتها ولكنه لم يبالي بل على العكس تضاعف غضبه وانفعاله وتساءل بعنجهية :-
- الكلام ده ليا انا ؟
شدَّت قبضتها في احتضان ابنتها تتراجع خطوة للخلف لوت شفتيها تقول بتهكم :-
- بهنيكي يا حماتي على الابن اللي عندك بجد راجل ونعم الرجولة ....!
مَرر ابهامه جانب جبهته يفرك به بقوة وصداعًا يَعصف برأسه والأصوات حوله هَمهمات قاتِلة تُضاعف امتعاضه فقط يبتغي اسكات كل شيء زجرها بصراخ :-
- جومانة اتلمي احسن ووو....
- ايييه ؟ هتعمل ايه تاني ؟ المرادي ناوي تدبحني ولا ايه ؟
- آآآآآآ.....
- اااااه ......
احنى ظهره بأعين مُتسعة يتحسس بطنه بتأوه وهو يشعر بألم خفيف جراء الضربة المباغته التي تلقاها في منتصف بطنه ، ليجحظ عيناه باتساع بعدما رأى الفاعل .....! وما زاد صدمته صياح الفاعل به بتوبيخ وتهديد :-
- متلمسش ماما لو ضربتها هشكيك للبوليس ....
مريم بصدمة وهي تخطو سريعًا نحو حفيدها توبخه
- واد يا آدم ااااانت ازاي تمد ايدك على باباك ؟
ثم سحبته نحوها ترمقه بنظرات معاتبة :-
-مينفعش تقول كدة لباباك يا حبيبي ولا تمد ايدك عليه ربنا هيزعل منك .....
ضحكت جومانة والسعادة تتلألأ في اعماقها ما إن رأت ابنها يدافع عنها لتقول بنبرة مُغترَّة
- هههه بتحوشيه ليه يا طنط ؟ حقه يدافع عن مامته اومال هيفضل يتفرج على باباه وهو عامل فيها راجل ؟
اقتربت مريم منها هامسة بنبرة راجية :-
- جومانة يا بنتي الكلام ده مينفعش يتقال قدام العيال احنا ما صدقنا وآدم يحب باباه ......
نفخت بضيق :-
- والله يا طنط مجبتهوش من عندي دي نتيجة عمايل ابنك ......
- لو فيه حد هيمشي من هنا يبقى انتِ ، العيال مش هيتزحزحوا من هنا .....
تَوسعت أعينها مذهولة الهذه الحد وصل به لا تستطيع التصديق أنه هو نفسه امير الرجل الذي أحبته ....! اىتجفت شفتيها وهي تصرخ بقوة مُستنكرة
- انت اكيد بتهزر ... ! ده بقى في احلامك اسيبلك عيالي ، دول عيالي انا ومش هسمح لأي مخلوق على وش الأرض يحرمني منهم .
ليرد عليها بتملك :-
- وعيالي برضو يا هانم .
لوت شفتيها باحتقار وقهر :-
- كنت فكرت فيهم قبل اما تخوني مع ااا.....
بتر جملتها وهو يشير بإبهامه :-
- الكلام ده لو اتعاد قدامهم اقسم بالله يا جومانة لاكون عملت معاكي اللي عمري ما فكرت اعمله ....
- وانا كدة هخاف ؟
اضافت بحسرة :-
- انا مليش عيشة معاك بعد اللي عملته النهاردة وعيالك لو كنت بتفكر فيهم بجد مكنتش هتخون امهم ولا هتمد ايدك عليها ، انت حتى مفكرتش بمشاعرهم واحساسهم هايبقى عامل ازاي ........
تَفوهت كلماتها وابتعدت عنه تتركهُ عاجزًا عن الرد ثم سحبت يد آدم تنوي تنفيذ خطتها في المغادرة ...
لم تستطع مريم تقبل فكرة ابتعاد احفادها عنها بهذه الطريقة فَبكت بشده وهي تَرجو ولدها التصرف
- احفادي ...! هتحرم منهم امير يا ابني متعملش كدة متسيبهمش يمشوا انا روحي معلقة فيهم ....
- خلاص طالما مصرة يبقى اللي هيمشي من هنا انا مش عيالي وانتِ هتفضلي معاهم .
صدح صوته بجملته الصادمة لكل من مريم وجومانة في المكان ، هزت مريم رأسها برفض وهي تنظر حولها بأعين زاءغة تتمنى تواجد احدهم بجانبها يجد حل وسط بدلًا من هذا الاختبار الواقعة به ، صاحت وهي تسحبه صوبها باستهجان
- انت بتقول ايييه ؟ ازاي هتمشي من هنا انت اتجننت ؟ بقولكو ايييه انا زهقت منكم مفيش حد هايمشي من هناااااا ....
- معلش يا امي مفيش قدامنا غير الحل ده .....
هتفت بنبرة باكية تتشبث به :-
- انتَ هتسيبني يا امير ده انا ما صدقت ولاقيتك مش كفاية اخوك رسلان طول عمره عايش بعيد عني ...
- معلش يا امي انا اللي همشي المرادي عشان عيالي .
صاحت مريم به بقوة وغضب جم والشك بدأ يراودها وبدأت تطرح عليه الأسئلة المتلاحقة :-
- انتَ بتتكلم كدة ليه متكونش خنت مراتك بجد ؟
- امير يا ابني انتَ مخنتش مراتك مش كدة ؟
- انتَ ساكت كدة ليه ؟
أشاح نظره عن والدته هاربًا من نظراتها وأسالتها
- مش وقته يا امي انا ماشي .....
افترَّ ثغر مريم بعجز وصدمة واضعة كفها امام ثغرها
- يا رب ايه المصيبة اللي نزلت علينا دي انت عملت ايه يا ابني ....!
نقلت بصرها الى جومانه والاطفال بحيرة
- يا مصيبتي لو طلع الكلام اللي بتقوله جومانة صح العيال هيروحوا ما بين الرجلين ....! انت هببت وعملت ايه يا امير انا لازم اقول لاخوه رسلان مفيش غيره اللي قادر يتعامل مع اخوه .......

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن