"" مهما بَلغ منّا الوَهْن سَننهض كَما تَنهض العَنقاء من رَمادها ""
تحت كَنف سَماء الليل ونُجومها الوَهّاجة ، والبحر الهائجة أمواجه يَستند على إحدى الصُخور الكَبيرة ، يُحَدق أَمامه بِعُيونٍ شارِدة ساكِنة غامضة صَريعة ، إسْتَعَرَت النيران في جَوف ضُلوع صَدره وكفه الغليظ بعُروقه الزرقاء البارزة يَتوسط صَدره الذي بات لظًى بَعدما نَشبت حَوله الحَرب ، يَصعب عَليه مُداوة هذا الإندلاع المُميت والقَاتل ، وضُعفها يَتراءى امام مُقلتيه
فَرك وجهه بعُنف والغضَب يَلحم أسوار عَقله بوَحشية وأخذت ذاكرته تَعود بأدراجها الى ذاك اليوم حيثُ كان يَحلم بِلقاء محبوبة قَلبه وأَقسم على تَعويض كُل ثانية انقضت دون التواجد بجانبها هي وطفله .( قبل أيام قليلة )
يُزمجر بصوتٍ مُرتفع وعَصبية لا سيطرة عليها بعدما تَخللت لأذنيه كلماتَ الماثل أمامه :-
- يعني ايه اعمل نفسي معرفهمش ؟ انتَ بتقول ايه يا حضرة اللواء صفوان احنا متفقناش ع الكلام ده !
نَهض الآخر من مكانه وعلى الرغم من مكانته المرموقه وكبر سنه نطق بنبرة راجِية وحنو :-
- اهدا يا رسلان ارجوك .
لَوى شفتيه بتهكم ولاحت على ملامحه السُخرية والإدانه فَهدر وما زالت ملامح وجهه المنكمشة لم تَرتخي بعد بل إزداد شَرَاسة :-
- عايزني اهدا ازاي وانتَ جاي تقولي هتتقابل مع عيلتك لكن مينفعش تبان انك تعرفهم او حتى تديهم بصيص امل انك فاكرهم ! يعني ايه ؟ عايزني امثل على عيلتي بعد كل السنين دي إني مش فاكرهم وفقدت الذاكرة ؟
دَنَى منه وَربت على كتفه قائلًا :-
-صَدقني يا رسلان ده لمصلحتك ومصلحة عيلتك انا مُدرك وعارف قد ايه انتَ كُنت مستني اللحظة دي ، لكن احنا عاوزين مصلحتك ظُهورك المفاجىء ده هيعمل قَلقان والشكوك هتبقى كلها حَواليك محدش فيهم هيعدي ظُهورك المفاجىء ده وانت عارف انهم مراقبين عمك عبد الحميد وعيلتك 24 ساعة .
استدار بِجسده ورمقهُ باستفهام ممزوج بالترقب :-
- بابا عنده عِلم بالموضوع ده مش كدة ؟
أَجابه دون تردد :-
- ابوك صاحب الفكرة .
أَطبق جفونه لومضة من الزمن ثُم فتحهما وشُعور خَيبة الأمل بَزَغ من عَينيه ينطق بِحُرقه :-
- يعني انا آخر من يعلم ؟
أَضاف بلهجة مُهتاجة ونفاذ صبر :-
- لايمته هتفضلوا تقرروا قرارات تخصني انا ؟ انا عايز افهم لحد ايمته هفضل متعلق كدة ، انا اخترت من البداية اساعدكم عشان بابا بس مش للدرجادي ! انتوا كدة حتى حياتي هدمتوها حرفيا ! بتتعاملوا معايا وكأني عيل ابتدائي ومليش اي قيمة ! خد بالك يا حضرة اللواء انا رسلان العطار ومش هسمح ليكم تتحكموا بحياتي كدة حتى لو كان ابويا هو اللي عاوز كدة الكلام ده ميمشيش معايا .
حرك صفوان رأسه بيأس وهو يَعود الى مكتبه يَلتف حَوله وأردف القول :-
- هاشم الزيناتي عُمره ما هيسيبك واول ما هيعرف انك ظهرت تاني ، هيقلب الدنيا عشان يعرف انتَ كُنت فين بالذات هو عارِف انك مخرجتش برا مصر ، هاشم اول حاجة هيشك فيها انك كُنت عند ابوك ، الوحيد اللي عارف ان سليم باشا عايش هو هاشم الزيناتي يا رسلان وانتَ شايف بنفسك بيعمل ايه دلوقتي .
أنت تقرأ
قيصر العشق الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوب
Randomضاعت سنين من عمره بالعذاب وتأنيب ضميره الذي لم يتركه للحظة ينهش روحه محملا" نفسه ذنب موت أخيه بسبب تلك الليلة العصيبة التي ما زال نادما" عليها ......ليعود بعد تلك السنين ويكتشف ان كل ما عاشه ما هو الا كذبة كبيرة وقع ضحيتها 💔💔 قصة تدور حول حب بدأ ب...