أعْسر طَريق يُواجهه القَلب مُحاربته مِن قبل صَاحبه ، هُنا لا دَواء ولا وِصال سَيُضمد جِراحه ، كزُجاج ألقي أرضًا تَبَدَّدَ وانشقَّ الى شُقوق وأشلاء مُتناثرة غَير قَابلة للإصلاح أو التَرْقِيع ....
أسدلت شَمس الشتاء عن خُيوطها الذهبية تُخفي نَوايا لإقدارٍ تَتوارى خَلفها ،كانت قَد مَضت مُنذ زَمن وها هي تُعود لِديارها تُهلل بِسُكانها
داخل الفندق وتَحديدًا على الأريكة الجلدية في مُنتصف قاعة الاستقبال الخَاصة بالمُقيمين بالفندق وَزوارِهم ، جَلسوا ثلاثتهم يَنتظرون على أحرَّ من الجمر وُصول مُمثلين الشركة اليُونانية التي أرسلها الله لهم بعدَ عُسرٍ وضِيق حال كاد أَن يَؤول بِهم لإعلان إفلاسهم وإفلاس شركة العطار للحديد والصَلب بعد أن كانت تَحتل المراتب الأولى طوال السِنين الماضية ، فقد تَبدل الحال والأحوال ولا دوام لحال فَهذا مُحال .
نَكس معتز رأسه يَنظر لِساعته التي تُزين معصمه مُتأففًا بضَجَر بعدما تَمكن الملل منه ، فقد طالَ الانتظار ولا أحد الى الآن يظهر ، مما جعله يتفوه والشكَّ ينبثق من كَلماته :-
- وبعدين بقى بِأم الليلة اللي مش عايزة تخلص دي ؟ بس ميكونش حد بيشتغلنا !
هَتف عَمار باعتراض وثقة يَتناول فِنجان القَهوة من أعلى الطَاولة التي أمامه :-
- استحالة الايميل جالنا من الموقع الرئيسي للشركة شايفني اهبل للدرجادي يا معتز ؟
لَوى شِفتيه بِتَبرُّم وقَال وهو يُعيد جَسده للخلف وعَينيه تَجول في أرجاء الفُندق :-
- اومال هم فين لحد دلوقتي ؟
عَمار مُبررًا تأخرهم في مُحاولاتٍ جاهدة منه ألا يَتمكن اليأس منه :
- تلاقي حصلت حاجة في الطريق او ظرف طارئ احنا نستنى كمان شويتين هنخسر ايه يعني مش احسن من اعلان افلاسنا ؟
أطلق تنهيدة مُحملة بالتَوجس وشُعور أن هُناك امرًا مُثير للإرتياع يَطرق أبوابَ عَقله وكَيانه فأخذ ينظر لأمير الجَالس بِجانبه بِصمت ويَعبث بِهاتفه والابتسامة تتجلى على شفتيه كُلَّ حِين وآخر ، فَهتف بِتذمر :-
- ما تسيب الموبايل بتاعك يا عم وركز معانا .
رَفع رأسه وتَنَحنحَّ بعدما أغلق هاتفه ودسَّه في جَيبه قائلًا وهو يَرفع حَاجِبيه :-
- بتكلمني ؟
- ايوا بكلمك يا امير انت مش ملاحظ ان في حاجة مش مظبوطة ؟
هَتف باستفهام ونَبرة جادة دون أَن يكون لديه أدنى علم عن ماهِية الحَديث الذي كان يَدور قَبل دقائق ، كَما لو كان مُنذ قليل غارقًا في عالم آخر :-
- حاجة زي ايه يعني ؟
تَنفَّس مُعتز عَميقًا مُتَجاوزًا عَنْ سَهْو أمير المُتكرر أثناء اجتماعاتهم ، لطالما تَكرر هذا الأمر مرارًا وتكرارًا ، فَأردف القول بإلْتِباس :-
- مش عارف ليه قَلبي متوغوش وحاسس في حاجة مش سالكة في الحكاية دي .
نَفخ عمار بِضيق ونَبرة رَاجية :-
- كفاية نق بقى والنبي يا معتز اصل انا على اعصابي كفاية .__________________
( داخل فيلا عائلة مدحت الدسوقي )
أَغلقت باب الفيلا بعدما انتهت من جدالٍ طاحن مع والدتها كالعادة هذا وبعد أن أوصتها بإبقاء الصَغير بِجانبها فتعجبت الأم من خُروجها بعدما أخبرتها زُمردة ليلة أمس بعدم ذهابها للعمل بسبب شُعورها بالإرهاق .
كان يَتكىء بجسده على مُقدمة السيارة الخاصة بِه يَنتظرها ، تعالت أصوات ضحكاته فور رؤيته لها بهذه الحالة فَتنبهت له فَابتعدت عن البوابة الخارجية للمنزل واقتربت منهُ ترمقه بنظراتٍ مُغتاظة .
فَهتفت بِحَنق :-
- بتضحك على ايه ؟ ما كل ده بسببك انتَ ، انا مكنتش عاوزة ولا ناوية أخرج أصلًا .
تَوقف عن الضحك وهتف وما زالت الابتسامة تَلوح على وجهه :-
- الظاهر أنك خارجة من مدعكة تقيلة من شوية ، طنط زينب تاني مش كدة ؟
هتفت بِحَنَق :-
- بَقولك ايه لو فضلت تضحك كدة مش هتحرك من هنا ، وهسيبك تولع بنفسك وهتفضل حبيبة القلب واحشاك .
أَسبل عينيه بنبرة راجِيه :-
- خلاص خلاص والنبي بلاش كله إلا حبيبة القلب ده انا ما صدقت إني هشوفها النهاردة .
زَّمت شفتيها وهي تُخفي ضحكتها تهزَّ رأسها بيأس من هذا العاشِق الولهان :-
- طب يلا بينا لاحسن أغير رأيي دلوقتي .
هَتف وهو يَسير أمامها يفتح لها باب السيارة يُشير إليها بالرُكوب :-
- انتِ تؤمريني يا زيزي هانم اتفضلي .
ثُمَّ هرول بخطواتٍ سريعة ليجلس بِجانبها خَلف المقود يُشغل السيارة ، أشاح وجهه نحوها وبِنَبرة مُتَحَمِّسة :-
- المهم دلوقتي جبتي اللي قولتلك عليه ؟
حَدَجَتهُ بأعين مُتسعة ثُمَّ ضَربت على جبهتها بِخفة وهي تغمغم :-
- يا ربي ايه الحظ المنيل ده .
- في ايه ؟ متقوليش انك مجيبتهوش ؟
نَفخت بِضيق وهي تُجيب :-
- في مكتبي بتاع الفندق اوووووف يااااه انا ازاي نسيته ؟
أَردف القول دُون تَردد :-
- يبقى نروح نجيبه حالًا والنبي يا زمردة مينفعش اروح من غيره .
قَطبت جَبينها وقالت باعتراض وتَبرير :-
- بس معتز واللي معاه هايبقوا دلوقتي في ميتنج بالفندق وانا مش طايقة اشوف حد فيهم .
حَرك رأسه وحَلّ المعضلة التي تُعرقل دُلوفها للفندق تتقافز داخل حدقتيه :-
- طب انا هخش وهجيبه بنفسي ، بس والنبي بلاش تقولي مش هينفع نروح نجيبه ، انتِ عارفة انا تعبت قد ايه عشان احصل عليه .
بِاستسلام :-
- خلاص امري لله .
تَنفس بِراحة وراحَ يقود مُتوجهًا للفندق والسعادة تنبثق من صدره لِيقول بامتنان جَعلها تَضحك على حاله عنوه:-
- زيزي وبس يا ناس انا من غيرك اصلا مكنتش اعرف هعمل ايه .
قَلبت جُفونها تُغمغم بِغيظ :-
- كفاية جو المحن بتاعك خلينا نخلص بقى .
أنت تقرأ
قيصر العشق الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوب
Randomضاعت سنين من عمره بالعذاب وتأنيب ضميره الذي لم يتركه للحظة ينهش روحه محملا" نفسه ذنب موت أخيه بسبب تلك الليلة العصيبة التي ما زال نادما" عليها ......ليعود بعد تلك السنين ويكتشف ان كل ما عاشه ما هو الا كذبة كبيرة وقع ضحيتها 💔💔 قصة تدور حول حب بدأ ب...