الفصل التاسع الموسم الثاني

1K 31 2
                                    

هل سَمعتم يومًا بِحرارة الخُذلان ؟ تلك القَابعة تَحت رُكام فُؤاد مُنكسر ولو كُنتَ بِشجاعٍ مقدام اقترب منها ستلفح وَجهك وتُصبح كَما السَراب .....
زَّمت شفتيها بِضيق وهي تعتصر اللحاف على جسدها بنبرة يكسوها القهر والغيظ :-
- لو فضلت معايا شوية مشبعتش منك ، انتَ كدة دايمًا تاخد اللي عايزه وتمشي بتتعامل معايا ااا..
قاطعها وهو يَقترب منها بعدما ارتدى ملابسه ، انحنى نحوها يُقبل وجنتيها ثم رفع كفه يتحسس شعرها الحريري وهو يَقول بنبرة آسفة :-
- انتِ عارفة ان النهاردة جوازة بنت عمي وميصحش مبقاش موجود .....!
أسبلت عينيها بِحزن وهي تقول بتذمر :-
- بس انت بتوحشني اوي اوي والوضع ده اللي احنا فيه تاعبني اوي يا اااا
قاطعها وهو يقترب منها مجددًا حتى باتت أنفاسه تلفح بشرة وجهها يُناظرها بِعشق وهيام وعيناه تَرنو عيناها بابتسامة مداعبة نطق :-
- ما خلاص بقى هرجعلك تاني .
- وعد ؟
أجاب وهو يَطبع قُبلة أعلى كَتفها قائلًا :-
- وحياة العيون الجميلة دي هرجعلك تاني هو انا اقدر على فراقك يا ست البنات ده انا مصدقت ولاقيتك ..........!

*******************
- انتَ متأكد من اللي بتقوله ؟
هَزَّ رأسه بإيجاب ليؤكد ما قاله قَبل لحظات :-
- ايوا يا باشا متأكد انا لسا النهاردة الصبح شايفه وزي ما قولتلك انا اتغفلت تغفيلة محصلتش ، الفندق ملك رسلان العطار مش ملك مراته اقصد طليقته ، ورجع تاني يعني انا كدة شريك رسلان العطار ........
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة ثم قال باستخفاف :-
- طول عمرك غبي يا فؤاد....
نَكس رأسه كاتمًا غيظه من توجيه إهانة مُباشرة من قبل القابع أمامه ثم قال :-
- ربنا يسامحك يا باشا ، هعرف منين ان رسلان العطار هيرجع تاني ويكوش على كله تاني هم مش قالوا خلاص غار في ستين داهية ...؟
نَفخ بنفاذ صبر واستعجال وكلماته يَتوشحها التهديد المُبطن بمعاني مفهومة جيدًا بالنسبة لمن أمامه :-
- مش بقولك طول عمرك غبي ؟ بقولك ايه سيبني من حدوته العيال بتاعتك وركز كويس باللي هقولهولك ولو كلامي ده متنفدش بالحرف الواحد يبقى انت اللي جنيت على نفسك ..
- تحت أمرك يا باشا انت اؤمر وانا رقبتي ليك ....
- بص اااااا.....!

***************
كان الليل عُنصرًا مساعد لجَلب المزيد من الرونق لتجهيزات عائلة العطار لأجل فرح ابنتهم ، كُل شيء كان مُنسقًا مُبهرًا للناظر ، لكن وعلى الرغم من هذا كله كان حفل زواج كلًا من ادهم الزيناتي ونورهان العطار يَسير بشكل ممل بطيء بالنسبة لها وللكثير فَالأجواء يَطغى عليها رُوتينية الطَبقة المخملية بامتياز موسيقى هادئة وأضواء خافته وهذا كُله بسبب اختيارات العروس التي حَبذت ان تتفاخر امام المُجتمع الذي تنتمي له ، فاختارت ان يتم حفل زواجها بطريقة حضارية وكلاسيكية حسب منظورها الشخصي .
قاطع شرودها وانفرادها مع ذاتها بضعة لحظات صوت دافىء هادىء :-
- واحشاني اوي يا حبيبتي انا مبسوطة اوي إنك قدرتي اليوم ده وجيتي انتِ عارفة انك هتفضلي مرات ابني .
نَبض قلبها بعُنف وتبعثرت نظراتها بارتباك ظاهر لتقول باعتراض :-
- طنط مريم ارجوكي بلاش الكلام ده دلوقتي .
صمتت مريم لبرهة من الزمن ثم تَفوهت بسؤال غامِض :-
- انتِ شوفتيه مش كدة ؟
ردت بارتباك وتوجس :-
- مش فاهمة تقصدي ايه يا طنط ؟ مين ده اللي هشوفه ؟
مريم دون تردد أجابت بتوضيح :-
- رسلان ، ابني رسلان رجع مش كدة ؟ واول ما قابل راح قابلك انتِ ....
ابتلعت ريقها بغصة وهي تُناظر جُمود نبرة صوت مريم ونظراتها اللامعة وهي تتحدث عن أبنها ، فأجابت باستعجال ونبرة مُرتبكة وهي تلتفت تتناول حقيبتها عن الطاولة :-
- طنط انتِ فاهمة غلط اكيد .... انا ااااا انا محتاجة امشي عن إذنك .....
أسرعت بخطواتها وهي تكاد تتعثر بخطواتها غير مُبالية بمن حولها وكأنها باتت الآن في عالم موازي لوحدها هي ، للحظة لعنت نفسها على تصرفها وقرارها الأرعن في اختيارها للمجيء الى حفل الزواج هذا ، اعترض طريقها بتساؤل :-
- زيزي رايحة فين ؟
- مفيش يا وائل بس الظاهر قرار ان آجي هنا كان غلط على العموم بارك لادهم واعتذرله نيابةً عني .

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن