اقتراحك مرفوض تمامًا يا رسلان ابوك رافض فكرة تعاملك معاهم في الوقت الحالي .
نَفخ بِضيق ونَفاذ صبر وهو لا يَطيق النقاش في أمر يراه مُنتهي بالنسبة له :-
- بجد ؟ وانت فاكر الافلام الهندية واعمل نفسي مش فاكر اللي حواليه ده هيمشي مع هاشم الزيناتي وغيره ؟ ان كنت انا مش مقتنع بالخطة دي يا صفوان بيه ، فاكر غيري هتعدي عليه ؟ على العكس كدة وصوله لبابا هايبقى اسهل عشان كدة بأكدلك خطتي هي اللي تتنفذ .
صَفوان باعتراض وتَبرير :-
- ابوك خايف عليك يا ريت تلتزم بالخطة اللي رسمنهالك انا وابوك .
هتف مؤكدًا إصراره :-
- طالما انا في اللعبة دي يبقى الخيار والقرار ليا انا جيتلك بنفسي عشان تعرف ان اللي انا شايفه صح هو اللي هيتنفذ .
- رسلان اااا.
رَفع حاجبيه برفض قَطعي يؤكد رأيه وهو ينهض من مَجلسه يَتوجه نحو باب المكتب يَنوي المُغادرة :-
- رأيي مش هيتغير عشان كدة متتعبش نفسك يا حضرة اللواء .
في محاولات أخيرة لإقناعه أردف القول :-
- بس ده ه هيسببلي مشاكل مع ابوك يا رسلان .
لاحَت على شفتيه ابتسامة ساخرة ممزوجة بالغُموض قَبل أن يُحرر كلماتٍ أخيرة قبل أن يبرح المؤسسة بأكملها :-
- بابا مش هنا ومش هيعرف كفاية يعرف ان الخطة ماشية والوصول لهاشم الزيناتي وولاده اسهل مما يتخيل .****************
( فندق الزمرد )هَتف بِنبرة لَوم عفوي :-
- بس ده عُرس اخويا ازاي مش ناوية تُحضرية يا زيزي انا كدة ازعل منك .
ابتلعت رِيقها بغصة آلمتها لِوصولها الى هذا الحَال وهي في يومًا ما كانت على علاقة طَيبة مع جَميع سُكان القصر باستثناء نُورهان إلا أن لو ما جَرَّتها الحَياة لما هي عليه الآن لَكانت الآن من سُكان القصر بِجانب مَحبوب قَلبها نَهرت تلك الأفكار العالقة برأسها وأجابت بتوضيح :-
- صدقني مش هينفع خالص يا وائل انت عارف اللي فيها ، مش عاوزة وجع دماغ .
- يعني هتفضلي تهربي مش كدة ؟ طب ولايمته ده ؟ هتستفادي ايه ؟
تَفوهت لِنَفي عنها هذه التُهمة :-
- مش بهرب ولا حاجة يا وائل بس انا ااا ....
- متبرريش عشان انا عارفك كويس وحافظك وفاهمك كمان ع العموم براحتك بس خُدي بالك هُروبك ده اكبر غلط بتعمليه .
قاطع حديثهم دخول سونيا وهي تقول :-
- زمردة هانم فؤاد باشا وصل تؤمريني بإيه .
- خليه يتفضل .
فَور ذِكر اسمه انتابته مشاعر من الضِيق والتَوجس فَحاول جاهدًا عدم ابداء ردة فِعل ظاهرة :-
- يبقى على كدة انا ماشي نبقى نتكلم بعدين يا زيزي .
- تمام يا وائل وبكرر اعتذاري منك .
بابتسامة باهتة هز رأسه باستعجال :-
- خلاص ولا يهمك .****************
( داخل شركة العطار )
- حاولت اوصله بس مفيش اي نتيجة ايجابية بجد انا مش مصدق ان ده رسلان ازاي يتعامل معانا كدة !
تنهد امير بضيق فَهو ما زال تحت تأثير لقاءه مع اخيه الذي تَعامل معه هو والبقية ببرود وكأنهم ما كانوا يومًا أخوة ، نَطق بِحيرة وتَوجس :-
- ولا انا يا عمار بس حسيت وكأن في حاجة كبيرة حصلت معاه .
زَفر عمار بِتَبَرُّم :-
- انا افهم كل الناس والبني آدمين لكن استحاله افهم رسلان العطار بفكر ازاي .
استرسل وهو يَعبث بهاتفه :-
- معتز اتجنن وهيموت عشان يوصله .
هتف امير بتساؤل :-
- هو فين دلوقتي انا مشوفتهوش النهاردة ؟
- معرفش بقولك هيتجنن ويوصل لرسلان مش هينام الليل غير اما يقابله ويعرف منه كل حاجة .
صَدح صوت رنين هاتفه ليلتفت إليه وهو في كف يده ، ابتسامة صغيرة لاحت على شفتيه استطاعت أعين الجالس على المقعد الجلدي امامه رؤيتها ، حمحم امير بتوتر ملحوظ :-
- طب استأذن بقى يا عمار ورايا موضوع مهم اوي لازم اخلصه .
استدار برأسه إليه يراه يُغادر المكتب حتى أنه لم يَهتم بما سَيقوله ، لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة
- لا كدة كملت مكانش ناقص غيرك يا امير ربنا يعلم بقى بتهبب ايه من ورانا ، اما اتصل في معتز تاني .
حاول الوصول إليه مرة أخرى لكن دون جدوى هاتفه مُغلق ، تأفف عمار مُتذمرًا وغمغم بخفوت
- اكيد وصل لرسلان مفيش حد غيره يقدر يوصله عشان كدة قافل الموبايل بتاعه .****************
أَسبل الليل أهدابه وَسكونه يَجعل قُلوب العُشاق تَهذي بِضَياع بَاحثة عن بر الأمان ، انحنى بِجسده بحذر جالسًا على قدميه لئلا يُحدث جَلبه في وسط ظَلمة الغُرفة على الرغم من تلك الإنارة الخَافتة المُنبعثة من اللَّمبة الموضوعة أعلى المنضدة ، أثار حَفيظته ذلك الدورق الموضوع بالجانب فإذ بِه يُعيد بصره إليها يرفع قَبضته المُرتعشة يَتحسس وجنتيها وجَبينها بلمساتٍ حانِيه خَفيفة ونَبضه يَعثو بصدره ألمًا ، أغمض عينيه لوهلة وراح يشعر بتأنيب الضمير لكونه جزء لا يَتجزأ من هذا الألم الذي تُعاني منه محبوبة قَلبه الآن .
إنها مُصابة بالحُمى والكمادة البيضاء ما زالت على جَبينها إذًا لا بد أن يَستعجل في إغداق فُؤاده وجوفه بملامح مَحبوبته قَبل أن يأتي أحدهم ، هل يُفكر بالاعتذار؟ وأي اعتذار هذا الذي سَيَبوح بِه الآن هو على يَقين بأن مَعاذير العالم بأكمله لن تُشفي جِراح صاحبة القلب ولن تَمحو خَطِيئَتُهُ ولكن ما هو بِفاعل ؟ هَمس بصوتٍ مُمزق ببحر الشوق المبحوح
- انا آسف ،عارف إني أذيتك اوي وزعلانه مني وجايز كارهاني ، بس يا ريتك تُبصي في عيني وتَسمعي صوت قَلبي ومَتصدقيش لا كَلامي اللي قلتهولك ولا أفعالي صدقيني غصب عني عاوز اخلص من كُل اللي انا فيه ده وأجيب حق بابا ، انا عارف إنك مش هتسامحيني بسهوله بس اوعدك اني هعمل كل حاجة عشان ترجعيلي ، انتِ وابني حتى لو هضطر اهرب تاني من العالم ده بس المرادي هاتبقى غير ، بجنبك انتِ وابننا ، انا رجعت تاني وهفضل جنبك مش هسمح تضيعي من ايدي تاني يا احلى حاجة حصلتلي في حياتي كلها .
ختم كلماته وهو يَطبع قُبلة على جبينها اولًا ثم على وجنتيها ليضم قبضته وهو يَستقيم بجسده واضعًا إياها فوق نَبضه وكأنه يواري تلك اللمسات بين ضُلوع صدره .
( بعد مرور لحظات )
كاد أن يَتعرقل ويسقط وهو يَقفز من أعلى السور لولا تلك الأيدي القابضة على رَقبته والمكبلة له من الخَلف ، عَزم على المقاومة ولكن صوتٌ يَعلم من صاحبه اخترق أذنيه :-
- مش كدة يا صاحبي هي دي آخرة عِشرة العُمر..... ؟*******************
كَما الطَير العَالق أعلى الجبل و تَورط بجرحٍ سرمديّ النزيف كانت تَنظر إليه وأيديها مُغمسة بدماءٍ تَستبيحُ صدرها ، وَمضاتٌ من الزمان ورأتهُ يَقترب منها يَصعد على قمة الجبل رُغمًا عن تلك الأحجار التي تُعرقل أعتى الرجال كَما السحر كان بين يَديها يَلتمس جُرحها ، نَطقت بِعتاب وَشجًى وعُيونها باتت لا تَرى بسبب المياه المالحه المُنهمرة منها
- انتَ جيت ليه ؟ امشي من هنا .
كانت يداهُ تَتَشبث بها ويهتف بتوسل :-
- مش هقدر امشي واسيبك انا روحي معلقه فيكِ يا زمردة ، تعالي معايا .
صرخت بقوة وانفعال يَهتاج جوارحها
- قولتلك امشي انا بكرهك .
أَنهت جُملتها ويدها تتوسط صدره تدفعه بقوة ليخرَّ صريعًا للأسفل أرادت اللحاق بِه والإمساك به لكن تعذرت الرؤية ...!
فَزَّت من نَومها تَلهث أَنفاسها بِصُعوبة بأَعين زائغة تدور حولها بِضياع وتَشتت ، وضعت يدها على صدرها تَشعر بألم كبير يَجثو فوقه يكبلها بقيود ويُبيد خلاياها ، أغرورقت عينيها بالدموع تَستشعر حرارة جسدها وتَيبس عضلاتها ، أحست بهاجس غريب حطَّ فجأة على حواسها انتشلها من كابوسها ، هل هي رائحته؟ ام أنها باتت تُهذي و تُهلوس ؟ كانت رائحته قوية مَعلومة اخترقت حَواجز قفصها الصدري واستقرت في أنفها ، همست برعب وأعين متسعة وهي تتخيل فكرة وُجوده بجانبها بعدما تراءت لها الستارة المفتوحة والتي كانت تُغطي نافذة غُرفتها
- رسلان هنا ...!
هَزَّت رأسها برفض شديد لما تُفكر به وأخذت تُهدىء من روعها :-
مستحيل اكيد بيتهيألي....!
أنت تقرأ
قيصر العشق الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوب
Randomضاعت سنين من عمره بالعذاب وتأنيب ضميره الذي لم يتركه للحظة ينهش روحه محملا" نفسه ذنب موت أخيه بسبب تلك الليلة العصيبة التي ما زال نادما" عليها ......ليعود بعد تلك السنين ويكتشف ان كل ما عاشه ما هو الا كذبة كبيرة وقع ضحيتها 💔💔 قصة تدور حول حب بدأ ب...