الفصل الثاني عشرالموسم الثاني

1.7K 34 6
                                    

"" كجذعِ شجرةٍ يصلح للنَجاة ""

نَقل بصره للمستند الموضوع أمامه والذي حصل عليه بصعوبة كبيرة بعدما لجأ لرشوى أحد عُمال ارشيف المشفى ، غمغم بخفوت وهو يقرأ ما هو مدون اعلى المستند
- المتبرع له عاصم الشافعي
المتبرع مجهول الهوية ...!
مجهول الهوية ازاي ؟
نفخ بضيق واعاد جسده للخلف يُضيق عيناه بتفكير
( عودة الى ما قَبل اربعة اعوام من الآن )
غادر غرفة العمليات بوجهٍ مكفهر بعدما تم الاستغناء عنه بشكلٍ مفاجىء واختيار كبير الاطباء لطبيب مساعد غيره لمشاركته في إجراء هذه العملية الصعبة لأحد الشخصيات الكبيرة والمهمة ، كاد ان يبرح الطابق العلوي والذي تم حجزه بالكامل لأجل هذه الشخصية حيث توزع الأمن في كل زاوية لأجل الحفاظ على السرية والحماية ، لكن استوقفه ذاك الممرض الذي يجر السرير النقال المحمول فوقه جسد مغطى بالكامل اقترب منه قائلًا بتعجب وهو يقطب جبينه
- حالة الوفاة دي بتعمل هنا ايه ؟
أجاب الممرض بتبرير :-
- دي مش حالة وفاة يا دكتور وائل ، حضرتك ده المتبرع واحنا واخدينه لأوضة العمليات ....
هتف باستغراب وهو يوزع نظراته نحو السرير النقال :-
- المتبرع ؟ اومال قافل على وشه كدة ليه ؟
- دي التعليمات يا دكتور وشه مينفعش يبان قدام حد ...
- ايه ؟
هتف الممرض وهو يزيح السرير قائلًا باستعجال
- عن إذنك...
نطق وائل وهو يسير باتجاه السرير
- استنى...
انحنى بجسده ليلتقط ما سقط من السرير وهو يقول بعدما القى نظرة خاطفة :-
- السلسلة دي وقعت منه .....
في هذه اللحظة تحديدًا كان قد سلط نظراته باتجاه اليد التي تدلت بغتة من اسفل الغطاء ....!

تأفف بضيق والحرارة ارتفعت في رأسه من شدة التفكير وسَعيه لأجل ربط تلك الواقعة بما رآه ليلة امس ، همس بخفوت وشك :-
- استحالة يكون الشبه ما بين جرح المتبرع لعاصم الشافعي وجرح رسلان العطار صدفة عشان الجرح ده مميز اوي وعامل شكل غريب المشكلة ان المتبرع هنا مش مكتوب اسمه على الرغم ان الدكتور فارس وقتها قال ان المتبرع ابن المريض ، بس ازاي ؟ رسلان العطار ابوه ميت من زمان ....!

*****************
كان يَقف خَلف الحاسوب يُثنى ظهره يُشير بيداه وهو يَقول :-
- كاميرات المراقبة تتزرع في كل حتة في الفندق فاهم يا فادي ؟
- متقلقش كله هايبقى زي ما انت عاوز ...
- اما نشوف الزيناتي ناوي على ايه المرادي ...
قاطع حديثهم صوت رنين الهاتف ليستخرجه فادي على الفور مُجيبًا عليه ، لحظات من الصمت دارت وهو يستمع لما يُقال في حين كان يُرسل أشارة بعينيه لرسلان بضرورة الأمر وخطورته ،انتظر رسلان قليلًا لكي يُنهي فادي المكالمة ثم قال بتساؤل
-في ايه ؟
- ملف سليم باشا
- ماله ؟
- اتطلب النهاردة في المشفى من حد انت تعرفه كويس
- مين ؟
- الدكتور وائل...
رسلان بشراسة :-
- وال*** عايز من ملف ابويا ايه ؟
- الظاهر ان شاكك في حاجة متنساش هو كان متواجد وقت عملية سليم باشا ...
رسلان بتفكير :-
- يبقى في حلقة مفقودة احنا مكناش واخدين بالنا منها يا فادي .
فادي بتساؤل :-
- هنعمل معاه ايه ؟ كدة انت في خطر هاشم الزيناتي لو شم خبر زي ده من ابنه مش هيعديه ...!
مسح على لحيته بتفكير ثم قال يتكىء على طاولة المكتب :-
- بقولك ايه تسجيلات المشفى تحديدًا الطابق اللي بابا عمل فيه العملية عايزها كلها عندي النهاردة يا فادي .
- قول للصفرا اللي برا وقت ما انا عايزة اخش هنا هخش ومحدش ليه عندي ولا هيمنعني لا هي ولا غيرها ده اولًا ....
استقام على الفور بأعين متوسعة وهو يَراها تَدلف وصوتها يخترق ارجاء المكتب رافعة رأسها بغرور والغَضب يُذرف من عَينيها ، أيغرق بسحرها وجاذبيتها التي استفتحت الحياة في جوف رُوحه الآن كَما الزهرة الذابلة أوشكت على الموت لتسقط قطرة مطر تُعيد الرُوح بها ثانية ، فرؤيته لها احيا تلك البراعم الميته فيه ، أم يَتوجس من ملامحها التي ترمقه بغيظ وغَضب ؟ في حين كان يَعتقد وبعد ما حدث بينهم ليلة أمس أنها ستَغيب لأيام عن ناظريه ...همس بتعجب وعدم فهم :-
- صفرا ؟
لوت شفتيها بحنق وهي تَقترب منه بتحدي تُؤكد على ما تَفوهت به قَبل قليل بل توضح أكثر :-
- ايوا الزفته اللي مقعدهالي برا مش كفاية هتجبر اشوفك كل يوم و هتفضل في وشي يبقى قولها ملهاش معايا ومتقربش ناحيتي ....
أشار فادي لرسلان برأسه وهو يهم بالخُروج بعد أن أحس بضرورة خُروجه من هنا ليدعهم لوحدهم ، تابع رسلان بنظراته خروج فادي ليخطو نحوها ثم نطق كاتمًا غيظه :-
- زمردة اتكلمي معايا عدل احنا هنا في شغل ...
لوت شفتيه بتهكم وهي ترمقه بتحدي أطال النظر إليها كم يود احتضانها وضمها لصدره ،يَتشبث بها لكي لا تدعه وتذهب او حتى يحدث ما يَخشاه فَتنزلق من يديه كَما السراب ، تَضاعفت دقات قَلبه لتتنحى أفكار عقله جانبًا ليوبخه فؤاده قائلًا يا لك من غبي احمق ؟ بعدما اقترفت من ذنب هل يَليق بك الآن احتضان المرأة التي أمامك الآن ؟ امرأة جَسورة مُتمردة تَرمقه بنظراتٍ مُغترة حاقدة مُنتقمة تَسعى لجبر شرخٍ خطتهُ يداك ....
- آه
وضع قَبضته على بطنه بعدما تَفاجىء بلكمة قوية منها أحدثت ألمًا مؤقت في مُنتصف بطنه لتتوسع عيناه مصدومًا بحركتها المُباغته والتي لَجأت إليها لإبعاد ذراعه عن ساعدها وهو لا يعلم منذ متى امسك بها ربما اثناء شُروده في شوقه لها ، هتفت بشراسة وهي تشير بأصبعها إليه:-
- من هنا ورايح لو ايديك دول لمستني هتلاقي جواب اقوى من كدة يا رسلان العطار ....
تَنفست بعمق وراحت تَزيح خُصلة من شعرها خلف أذنيها تَشعر بنشوة النصر عليه وهي تراه عاجزًا امامها يرمقها بذهول وبلاهة ، لاحت على شفتيها ابتسامة خبيثة لم يفهم ما يُوارى خلفها ابدًا وهي تقول :-
- على العموم انا جايالك يا رسلان العطار عشان استأذن من وقتك الثمين واقولك ان فؤاد والوفد المكسيكي مستنينك تحت عشان تشاركهم في الميتنج .....
خَتمت جُملتها ثم رمقته بنظرة غامضة قَبل أن تبرح المكتب بأكمله لتجعل نيران الغيظ والحنق تستشيط في جسده وعقله ، غمغم مع نفسه وهو يحرك رأسه بتوجس :-
- البصة دي مش مستريحلها وحاسس ان في حاجة مستنياك يا رسلان العطار ....
تحسس موضع لكمتها ليغمغم باغتياظ :-
- الظاهر ان مراتك بقت ناشفة وقاسية معاك اوي يا رسلان
رفع حاجبه ماسحًا على لحيته وهو يبرح مكتبه متوجهًا للاسفل :-
- اما نشوف ناوية على ايه يا زمردة الدسوقي ....

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن