‹ ٥٢ › ثَوابت عقيمة

136 5 419
                                    

شَفقُ شمس أنِسدلَ بِبهاءٍ
دائرةٌ غيرُ منتهيهٍ منَ الجمالِ الفتاك !
مَناظر تخطفُ الأنفاس بثوانٍ أسَرةَ، ضمتْ ثُقلَ الوقتِ
ماذا تراقب أعينُ البَشرِ ؟
مشاهدٌ لطالما كانتْ عظيمةٌ !
أبتداء منَ الغَبش ونورهِ الخافت ، ذلكَ الوقت ما يَجمعُ بينَ النهار والليل هو أمرٌ لا يزالُ خَلاب !

وَلادةُ طفلٍ من رحمِ الحربِ !
ما زالَ يرتكزُ بوهنٍ على أفكارِ أشَخاصٍ مَسلوبوا الروح حيناً ! .

____________________

وعند الغروب تقلّب الهموم، وتحبَس الدموع، وتفتح الذِكريات، وتسكَب العبرات...من اشتياق طال، وحنين زاد وفراق حال، وجرح غار، وحبٍ ضاع.

لحظة ادراكه صفعتْ واقعه المرير قوة ، انقبض قلبه قبل ان تعتصر روحه بعنف لاختناق متصاعد تنفساً عسراً ، عدسات ضائعة ومعالم تائهة ، شاردة بين مسارات التفكير حينا ، لم يكن يسمع صوت سيرين المنادي ولا حتى كلام العسكر طالما ان عيناه لم ترى طريقا واضحا نسبة الى دواخله المحطمة ، اين هي فقط؟.

أليس بمقدورها الانتظار اكثر له ؟ .

ولكل انسان حد بالتقبل وهي اكتفتْ ورضيت تماما طريقة قرارها الاخير في جر خيباتها بعيدا عنه ، عنه هو ، عن عيناه وسؤاله ، عن انظاره وعن عدم انتمائها له اخذه حقيبتها ومنطلقة مع ذاتها في رحلة العودة دون اخبار أحد.

تنهيدة عنيفة صدرتْ عن العميد الواقف مدلكاً صدره بتوجس لوجع زائر ، ما بال صدره يضيق ويفرج ؟، ام هو متعب من ضغوط اخلت حتى بنظام جسده ، سعل بقوة واحس بتداخل رؤاه لصداع محفز وكأنه يشطر رأسه نصفين ، رفع يده ومسح انفه بعفوية وحالما فعل احس بسائل دافئ على أحد اصابعه الغير معروفة حتى ، حرك مقله باستطلاع فرأى احمر ، قاتم ، احس بوجع رأسي متزايد ، الشريان الصدغي ينبض بقوة وكأنه كان يركض او يعمل من ساعتين واكثر بينما وقفته لوحدها لا مجهدة ولا مكلفة .

مسح انفه عده مرات وتحرك من موقعه الى داخل المنزل متخطيا سيرين التي طالعته بقلق وتقصي ، ركضتْ الشقراء خلفه حتى دخل الى المطبخ امام مشاهد كلارا المستفهمة بحرص فرأته يفتح صنبور الماء بعنف غاسلاً انفه باستعجال لمقل منقبضة ، مشوشة وغير مستوعبة نازلاً بعموده الفقري محدثا جريان سريعا اكثر ، تنهد بقوة وتعصب الى ان اقتربت سيرين وسحبت يده قبل ان تشير بضرورة ارجاع رأسه نحو الخلف وعدم الاماله ابدا ، رفع جمجمته نحو الاعلى وادار رأسه بايماء بسيط لمن راقبته بمقل مهتمة ، قلقه .

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن