‹ ٣ › شمس ظالتي

338 36 268
                                    

«إن البلاء مطاق غيرُ مضاعف فأن فعل تداخلَ قسوة بك ،ولا تسهرنّ على يأس يمضي بلا آملٍ ف بالعناء يطالُ هو»

*************

زار توترها تنهيدات طويلة الامد من قبلها قابلها تفكير دائري بحلقة مفرغة عن عملها وطريقة الاتيان بالمال الكافي اخصة ... من الفترض ان تقوم بتوصيل الدعم ولكن الالمان وعلى الحدود الاولى يقصفون الخط بلا هوادة ولا رحمة ... "الرحمة لقد علقتُ هنا لا استطيع الخروج والمواصلة" هسهست لنفسها بلحنٍ ضجر رافعة من يديها لتقضم اظافرها بتوتر وارتباك واعين قلقة صفع افكارها الحرة بشكل سائد .....الى ان ينتهي هذا الصراع ليلاً سوف تتحرك بسيارة الدعم .

الدعم اللوجستي : نوع من انواع الدعم هدفهُ توصيل السلاح والمواد.. والاكل وجميع ما يحتاجهُ الجنود في ساحة المعركة من امداد ... العاملون بهذا المجال يمتازون بكافاءة عالية ويتحولون للهجوم عند الحاجة بعد تدريبهم بشكل قاسي فضلاً على احاديث اخرى .

«قبل ثلاث اشهر من الان»

عند استيقاظ فاليتا ووجود والدتها متوقفة وسط المنزل بذهول متصاعد وبشكل قلق وجهت الصهباء سؤال بسيط باهمية بالغة محاطة بالارتباك ،افصحت.

"امي ما الامر ...هل انتِ بخير ؟ " ، اضافتْ بعد أن صمتت لبرهة من الوقت قائلة بلكنة متوترة مكملة ما كانت على وشك الاتيان به "ما هذه الورقة التي بين يديكِ؟!"

لم تحرر لها اجابه واضحة حتى لانت ملامح فاليتا تدريجياً وهي تتفقد ما ينسج على وجهِ والدتها وحتى حين اهتزاز شفتيها بشده واعتصرت اعينها بالماء لتبترك الارض ضامة من الورقة بقوة ولشهقاتها تسامرت .

صوت عالي يرن في طبلة ابنتها ، تجمعتْ الدموع تلقائيا فمن هي الفتاة التي ترى دموع والدتها ولا تنتحب معها؟ الاّ قله ... تخطت الكلام حتى مربتة على كتف والدتها بحنان ، وخفة ...الفشل ذريع للتخفيف عن امها كما احست لحظةً ..نطقت بصوت مرتجف وهي تكفكف غرق عيناها الزمرد لتواسي ليس الاّ .
" امي ... ماذا اصابكِ؟"

تركت والدتها الورقة وتحركت محتضنة فاليتا معتصرة اياها بقسوة وهي تفصح بصوت ابح ، حزين ، متعب ، متهدم ، لقلب ذاب من شدة الحياة وصعابها ليتجه الى منحى الصراخ المتعالي .

" أرثر ... اخاكِ قد وصلتني طردية من وحدتهُ العسكرية ... توفى..."

لم يسع للام الكلام بل رغبتها بالنحيب قد توضحت ولم تحمل طاقة لكتمان هذا وعلى حساب الشابة الصهباء كانت الفعله فماذا الان ؟ هل تواسي ، او تبكي على اخيها الراحل ؟ ، ارثر الاخ الاكبر لها والسند ،الدعم الدائم ، ذو النصائح الذهبية ، المعتمد من قبلها ، صاحب التوبيخات الجدلية ، ابتسامة صافية وروح انقى ، يحملُ على عاتقهِ ثلاث افراد ، رجل صافي الاخلاق ملتزم بالدين ويقاسي مر الحياة لتعاتبهُ... و كأن الدهر يصدهُ لينتهي به الامر في زاوية الزمان يذكر ، وبين الصور قد عاش وبين ذكريات من يحب بقى فما هو الا شهيد .

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن