‹ ١٢ › عِتمة

187 26 149
                                    


حُبك لم يكن وقوعًا، حُبك كان نجاة،كان حياة، كان علواً بين السماء .

***********

اطلالة الصباح ، هدوء الاجواء ، تراكم الاحزان والافراح ، وبرود الارواح في ساعات مبكرة من النهار ، سقف جديد قد فتحت النائمة مقلتاها عليه ، سحبت نفسا خفيفا معاينه بتحفظ مكانها ، استعادات وعيها بعد دقائق من التقلب واستقامت من السرير ببطئ مبعدة الغطاء عنها ، حدقت في اصابع يدها قليلا شاردة وازالت الافكار المتدفقة مستقيمة باعتدال ، رفع يداها مفتتحه الساعات الاولة بلم شعرها ورفعه بشكل كروي استخدمت القبعة لاخفاء الخصل منزلة من اكمام الزي خاصتها والتي اطرت الى ارتدائه دون جديد ! .

فتحت الباب بركود وخرجت متريثة بخطاها ، حدقت برأسها المطروق حيت ذلك السرير في الجانب الاخر ملينه معالمها ، نائم ! .

رتبت انفاسها مضيقة من اعينها وامضت بهدوء تخطو نحو باب المكتب مستجيبة لفكرة في عقلها لعل وعسى ان يكون مفتوحا ولا تزال الساعات مبكرة .

امتدت يدها بوجه مشدود نحو المقبض ولم تسمع غير صوت القفل ، تأففت بسخط ، بالتاكيد لم يترك فرصة كهذه دارجة ، زمت شفتيها بتبرم فحتى لو استطاعت الهرب الى ان الرحيل ؟ ، البقاء على الارصفة ، لا مال ولا مآوى ولكن في نظرها هذا افضل من البقاء هنا والتعرض استجوابا وتهديدا في كل مرة تتنفس ! .

توسعت عيناها بشدة حين احست بهالة خلفها ، استدارت ببطئ ملقية نظرة متفحصة لاعين لامعة من خلف كتفها لحذر تجلى في مقلها والعدسه اخذت موقعا عند نهاية فتحه العين .

لم يكن الا الجنرال يقف بمعالم متململة ، منعكف الحاجبان لعدم الرضى وانظاره الناعسة قد امست تسرق بعضاً من انظاره المركزة عليها ذات الطابع الحاد ، ضمت شفتها السفلية واستدارت الى الامام منزاحة في جسدها الى الجانب فاسحة الطريق لمن يقف خلفها مراقب اياها عند الحركة .

انزلت رأسها بتوتر وفركت يداها لارتباك تواضح جعل الاخر يطرق رأسه جانبا بتفكير عميق قبل ان يسترسل بفتح الباب والخروج وغلقه باحكام ! .

رصت على اسنانها بقوة لوجه شد كثر الانزعاج ، تنهدت بصوت عالي بغم مضاعف وانتقلت تجلس على الاريكة المفردة لعقل شرد وسرح بافكار متعددة .

مضى الوقت ودخل بعدها براينير مغيرا ملابسه مُبتدأ بعمله الروتيني ، اردفت فاليتا بلحن فاتر بعد ان كسى الصمت الاجواء لساعات وكان وقت الظهيرة قد حل .
"هل يمكنني أرسال رسالة ؟".

مضى الاستفهام في وجه صاحب الشعر الداجي ولمعان الخصل كان قد تمكن منه ، الانتباه قد تجلى بعد الاسترحام محدقاً بها ، اطرت الى اكمال الكلام بلحن لين ولغة طالبة بهدوء ،"انها لوالدتي في العاصمة... " لم تكد اكمال الحديث بسبب قلب الاخر لملامح الضجر انيا ،مفصحاً بموسيقى جافية ومتعقلة، منتهيا بالنهي الحاسم ،"لا شأن لي ! , لا تغتري فقط لعرض واحد اخرجكِ من ذلك المكان ! ، لستِ مخولة بالخروج او اظهار وضوح لك ، لا حق لك في الاستلام او ارسال رسائل ، اجل لنا اتفاق ولكن الراحة ليست بمتواجدة فلا تاخذي من الارتياح موقعا في عقلك فالامر متعب وكفاك عبثا ! ، دعيني اكمل عملي واختفي من امامي سوف اكون ممتن لهذا ...فانتِ تعيقيني بجلوسكِ ! ".

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن