أتبكي على حزن مَضى؟
على مَحبوب لو أحب لبقى؟
يا غالي كُفَِ عن الخزن والبكى
من أرتحل لا يَستحقُ الشقى.************
وقفتْ جانبا على مسافة ، تناظر متابعة الاجراءات ، وحين القى كلامهُ الاخير عليها بدأ بحمل تلك الصناديق بسهولة ... زمت شفتيها مطالعة اياه بعدم رضى .
استدرات الى الجهه المعاكسة حيث المكتب المغبر ولهُ ادوات حطت عليه ،منسية لتبعثر متواجد ، اخذت نفس عميق وانزاحت نحو حمل الخفيف رامية اياها حيث الخارج ولاحقا تخرج من المكتب .
مجموعة من الاوراق ، الكتب ، الخرائط ، السجلات ، مدونات ، وغيرها يجب انهاء كل هذا !! .
مدت يد صَاحبة الاعين السيان وراحتْ تسحب الاوراق من درج المكتب لتحصل على الاتربة ، سعلت عدة مرات باختناق ملوحة بيدها امام وجهها لابعاد الغبار المنتشر بمقل قد اغلقت شدة ، كم هذا مزعج !! .
سحبت نفس عميق بعد ثواني والدموع علقت في رموشها ملقية نظرة متفحصة على الاخر ، اعينه بشكل مضيق تحدق بها ، رمشت بتعجب وابعدت مشاهدها عنه، الى الجهه الثانية متلافية اياه لاعين مرتابة ، هل تفكر بكثرة ام انه غريب ؟؟!.
اعادت مقلها نحوه خلسه متفقدة فعلته، وجدته يحمل احد الصناديق للمرة الثانية بحزم الى الخارج ، زفرت انفاسها المرتاحة ، سهت لدقائق وباشرت بلم الورق بحذر فلا نوبة عطاس اخرى تتحملها الرئة .
لملمتهم بتركيز محيطه اياهم بيديها لتنهض بحذر متوجهه واياهم الى الخارج وعلى مهل ،تروي ،وضعتهم جانبا مبتسمة بحماس متنحي ، ادارت مقلها الى من يقف على بعد خطوات منها ليختفي ذلك الاخير من وجهها مخلفا الانتباه نحوه.
همهمت بخفوت وهي ترأه يرتوي من الماء ، الاجهاد واضح عليه، اعنيه الشاردة وبروز العرق مع كل جزء واضح من جلده لعينيها ، طالعت بمقلها مستديرة الى الصناديق لم يبقى الا القليل وتنتهي فهو منذ ساعتين يعمل دون انقطاع سوى لدقائق معدودة ! ، وسط شردوها الداخلي تنبهت الى لغة الجنرال الباردة حين خاطبها بلين مستفهم," بعضاً من الماء؟".
اومأتْ له بايجابية وراح يسكب لها بعضا منه في الكأس متحركا نحوها لاعين فاترة ، مد يده والكوب بين اصابعة يحمل ، اخذته من بين يديه بوجه هادئ وتحرك هو فورياً من جانبها مرة اخرى ليكمل ما كان يفعل اسدارت للمتحرك واضعة الكوب على شفتيها بسهو تجلى.
ارتشفتْ اياه دفعة واحدة حين استدار الجنرال برأسه نحوها لثانية واحدة محملقاً بانتباه وتركيز نحوها ليس وكأنه لا يشعر بمن يحدق بهِ ! .
أنت تقرأ
أزَهارُ الحِربْ
أدب تاريخيأدَبيات الماضي ، التاريخ ألمَنقضي ، أثار ألانفس تتوج بين سَطور تاريخية ، تراجيدية ،تجسد مآل ألاحداث قصَة تروى، مكرسة بالمشاعر والمصداقية الواقعية ذَاكرة بين طَياتها بطلة تَميل مع مُعطيات الحِرب العالمية الثانية وأخرون يمثلون دائرة في علاقات مختلفة...