‹ ٥٨ › أحَزان الفَناء

103 4 254
                                    

القلق كـمثل كرسي العجائز المتحرك

يتارجح لـلامام والخلف ولا يتحرك خطوة واحده نحو الامام .
_________

اربع اسماء مسطرة ، اثنان معروفان فقط.

فـاليتا هنري
انجلو هنري .

اهة عالية صدرت عن فاه الجالس فجأه لحظة حاسمة رامياً الورقة باهمال رافعاً من اصابعه وداعكاً صدغه الايمن مقلاً منغلقة لحاجبان معكوفان ، زفر بنفور عال قبل ان يصدر اهة ثانية طويلة نسبيا و متذمرة رافعاً رأسه نحو الاعلى خمولاً خافضا مشاهده نحو زاوية معينة محدقاً بلا تعبير يذكر داخل المكتب الجديد صمتاً مختاراً.

نهض من فوق الكرسي دافعاً الاخير بعنف نحو الخلف مهتماً بالسير داخل المكان مقلاً منعدمة الوضوح لوناً بحرياً وهاجاً ، حاجبان مرتخيان ، ملامح ثابتة وشفاه منبسطة تنسحب بجرها بين ثانية واخرى من قبل اسنانه رمشاً مفكراً.

بعثر خصل شعره بفوضوية والتحق بالاريكية المنفردة جلوساً متريثاً فجأة مكملاً مسح فكه بتروي مراراً دون دراية ، عدسات مركزة ، مكثفة لمعالم جامدة لا تفسر رغبة ما لنفس متريث ، منتظم اخذاً من طريق السهو منفذاً .

امال رأسه جانباً بعد ثواني من الجمود وراح يبلل شفته فاركاً احدى عيناه بتنهيدات عميقة نهوضاً اخيراً سائراً باتجاه الباب وخروجاً .

راقب الممشى الخالي اولاً وادار رأسه باتجاه المرر الرئيسي المؤدي الى غرفة المارشال تحديداً، تفقد سريعاً العسكر الواقف دون اكتراث كثير وسار باهمال حتى طرق الباب استعجالاً فاتحا اياه دخولاً غير حريص رامياً ابتسامة خفيفة حينما وجد الكساندر جالساً حيث مكتبه مرتاحاً في كرسيه المعتاد ، الملازم اديلان كان في صدد التفسير كما هو واضح الا انه كبح نفسه تماماً رامياً نظرة متقصية نحو الجنرال المتقدم منهم.

اماء الملازم باحترام نحو الجنرال الذي توقف مطالعاً اياه باعتيادية ، سلاسة عدسات مكثفة وملامح جامدة لا تدل على غاية خاصة ، حول أدهم الخصل مقله نحو المارشال حصراً ونطق بصوت هادئ ، متزن ، حيصف ، " هل لي ان اعرف تفاصيل الحادثة ؟ ،لم تكن مدرجة في السجل كاملاً ".

" هل تمثل بانكَ لا تعرف ؟ ، هيا براينير اعلم انكَ اساس كـل شيء " ، رد الكسنادر بلحن متهكم مخلوط بمدح ضاحكاً باشراق الى الجنرال الذي أبتسم قليلاً بالاجبار قبل ان يزفر انفاسه مجادلاً اياه من جديد بلغة واضحة ، صادقة وغير مهتمة ، " لم ادرها بشكل كامل ، اعطيتُ الاوامر بشكل طفيف والملازم تصرف وحيداً بـمهارة ".

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن