‹ ٥٦ › وتَين القلب

154 5 172
                                    

خيوط الشمس تترابط لتشع فوق أفق الارض مكملة أشراقها مذكرة إيانا بفجرِ جديدٍ

فجر يوم منقطع بوحل من آلاسى اكثر من أتصالهُ بتراب من الحزنِ .

يا من أنتسى !

يا من عانىْ !

يا من شقيَ !

ولك باقة ورد مغلفة بدماء...دماءُ من ؟
دماء آلاحرار منكَ واليكَ أيها الجنرال !
_______________

المشفى المركزي - فرنسا .

استدارت فيرونيا بانتباه وحرصت على سحب الجندي الذي اخذ يتحدث لها غاية اعطاء المبتغى منافية دقة مراقبتها لفاليتا التي تحركت تملصاً ، تهرباً ملقية نظرة سريعة على الناس اجمع قبل ان تمد رأسها نحو الغرف المفتوحة تفحصاً لوجود ذلك الانسان ، لا اثر له ، مشتْ حتى عمق المرر وبادرت في مشاهدة الجميع دون استثناء ، واحدة منهن مغلقة ، عسكر واقفان بثبات مشددين الحرص مما اثار فضولها صعوداً .

شاهدت الصهباء الجنديان بتفحص لنظرة خاطفة ، واحد منهم حدق بها نفوراً ، عدم اعجاب وتقلص أمراً اياها بالتحرك عنفاً فيصلاً، عقدتْ فاليتا حاجبيها معاً باحباط واستدارت بغية الاستجابة الباهتة لوالدتها التي كانت تحدق بمحيطها قليلاً بتوحس واحتياط .

سمعت صوت معتلاً صادراً عن انسة تركض نحو اتجاه نظرها بصورة هلعة ، مخطوفة ، شعرها مرفوع ومرتب الا ان الخصلات القريبة من جبينها تناثرت كثر التخريب ، حاجبيها معقودان شدة وشفتها وما اسفله حنكاً لم يتوقف عن الارهتزاز خوفاً ،مقلها تنوح مرسلة اعيازاً بالحزن والاعياء لمن يلمحها وقبل ان تلاحظ فاليتا شيئاً رأت وجه معروف خلفها ، شقراء الشعر وزرقاء الاعين تجاور تلك الانسة مستهلين الامر بالدخول بعد فتح الباب امراً معروفاً ، تخفت فاليتا قبل ان تلاحظها الشقراء و ركضت بعيداً مختبئة خلف باب الغرفة المقابلة فلم تلحظ مقل المريض التي يشاهدها بارتباك وتخوف من حركتها الغريبة والمريبة.

امالتْ فاليتا جسدها بمرونه وراحت ترمش بوضوح في محاولة لالتقاط أثر براينير والذي رأته بوضوح عندما وقف مشاهداً الاوضاع على وجه من السرعة متحركاً بتروي خروجاً معطين اجواء خاصة لاستارا التي حالما سمعت الخبر اصرت على الحضور وما لسيرين الا مرافقة القلقة على حال العميد.

رمشت فاليتا بوضوح ملقية نظرة نحو براينير الذي تحدث بصوت غير مسموع مع سيرين والتي تنهدت بانهاك سائرة نحو هدف مجهول ، تنفست الصهباء بعمق وراحت تطرف سريعا باتعلال ، سحبت نفس واسع واخرجت رأسها بعد ان خلى المكان حصراً مشاهدة الجنرال الواقف بوضوح مبينة ذاتها له رغبة ، لاحظها براينير ناظر اياها ببرود مدعياً الاهمال رغم انه بادلها ببساطة اولاً دون نطق كلمة مقترباً باعتيادية ، بطئ ، اهمال ، شاهدته حتى وصل الباب امامها ،رمشت مبتسمة ضحكة واسعة عندما ادار رأسه تفحصاً مشاهداً دارسة ، مدققة ، حازمة .

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن