‹ ٩ › أصَطِناع

184 27 183
                                    

-ثق بانك الوحيد الذي يمكنه تغير مجرى حدث متغير _

----------------

1940

"بولندا".

"هيا !!!! ، الجميع الى الداخل"
صاح الجندي لصوت جلجل قسوة وجبروت غلف اياه ، التحذير في نبرته كانت جليه.

يدخلون مجبرين سيارة الزاجر ،رغما عنهم والغاية كان الايصال الى منطقة منفصلة لليهود فقط ،يعاملوهم باختلاف ، ينقلون بعضهم للعمل في المصانع حتى درجة الهلاك ،
او ينقلون للتجنيد والانضمام في صفوف الجيش .

ملامح البؤوس تجلت واضحة على اوجههم ينتظرون هنا جالسين على هذه المقاعد لا يعرفون اين يتوجه بهم القدر تحت سماء داكنة يسمع بها صدى أطلاق النار بشكل مفزع ، صراخ الجنود الالمان ومعاملتهم شديدة القسوة . حياة لم ترفق باحد هنا خاصة من كان تحت الحكم من قبل الحاكم. كل طرف يقول بان له الحق ويبقى الشعب أسير هذه المأساة .

شاب واقف بوجه متجهم على ما يبدو بانه في عقده الثاني، ينظر بحده وملامح الاشتكاء على وجهه تبسط نفسها ، لم يدخل الى السيارة بعناد واضح ، رافض هذا بشكل قاطع !.

صك الجندي الواقف على اسنانه بغضب ليرفع يده التي كانت تحاوط عصى ، ضربة حطت على كتفه الايمن أدت الى تهاوية نحو الثرى محدثا ألما جما في عظمه معترضا بوجع من هذا ! .

ناظره الفاعل ببرود رافعا قدمه لحركة دورانه ضاربا اياه على معدته ، توسعت عينا الشاب الساقط بشكل قوى وسعل مرات محاوطا خصره بالم ، ربما يجده تسلسه لاضاعه الوقت وسكب الحقد المخزن فيه.

اشار المجند لمن معه بأمر حمل منكوس الرأس لوضعه داخل السيارة ، لم يكن بذلك الحسن حين القوه الى الداخل بعدم حذر واهمال ، في اثناء هذا كانت كاثرين متواجدا ايضا داخل السيارة بخوف وعدم اطمئنان شهقت برعب حين رموه بهذه الطريقة و تحركت على عجال لتحاوط بيدها الملقى بحرص وضتعها ، لتطمأن عليه ، نطقت بصوت خافت مرتجف ، هامس يحمل الاهتمام ، مستفهمة بقلق،" هل انت بخير ايها الشاب ؟!".

صاح احدهم مغلقين باب السيارة من الخلف متحركين الى منطقة اخرى بعدد منها ، ساعدت كاثرين الشاب بحرص واجلسته في مكانها ، تحدثت كثيرا لتطمأن عليه بين دقيقة واخرى .

لم يبقى لهما شيء بعد ان اخذت هذه الحرب كثيرا ، منذ احتلال المانيا لبولندا تم قتل الكثير ومن ضمنهم والداهما لدفاعهما عن ابنائهم .... تلك الفتاة التي رغم الظروف المعيشية السيئة استمرت تبتسم بوجهه والدها عندما يعود متعبا من المصنع ومجهوده الشاق ،يكافئ عليه براتب قليل حتما يكفي، مع هذا كان هناك دفئ يسود منزلهم ولكن هذه الاوقات قد انتهت وولى زمنها كذكريات مخلدة في عقل من يحب !.

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن