‹ ١٠ › سَرابٌ

197 26 148
                                    

رغبتُ بعالم ملون غير سواد دنياي القاتم

نعت بصفات غير صفاتي

اواصل الغرق في بحر غيهبك ، ظلمتك التي لا تنتهي ! ،سلبت مني حريتي وسلبتُ هي الاخرى مني في قفص أكبر من اولهِ

من كأس ظلمك قد تجرعت ومن ضوئك قد ابعدت ،ومن كلامك قد جزعت، متى؟ متى الخلاص؟.

واصلت النظر في فراغ لم ينتهي ابداً

قد اذقتك من آساي القليلَ ولاتي اصعب

واصل المسير الى المبتغى

مبتغى لطالما ابتعد ، فما هي الا حياة منتهية والظروف ترسم وقعها في كيانك !.

)))))))((((((

انتهى الاجتماع بحوارات ذات طابع سخرية في نهاية الوقت و خرج الجنرال الضيف متهربا من اسئله الجنرال بشأن مواضيع اخرى غير الخطط وكانت تخص حياته ، بقى المساعد جالس منتظرا اوامر جنراله كما في كل مرة محملقا بصبر وانتظار.

حرك صاحب الاعين الكحلية مقله الصافية باتجاه الجالس وراح يفصح بشيء من الهدوء ، البرود ، يتخلهه الجد ،

" نحتاج لفعل الكثير من الاشياء لم يبقى وقت ، سوف ابدأ بتجهيز كل شيء خلال يومين واعطيك التفاصيل لاحقا".

اومأ السامع بالايجابية وانصياع تام لمجرى الحديث وراح ينهض بعد ان انتهى عمله وقبل ان يفعل القى نظره الى زمردية الاعين الجالسة تبتدلة النظر بهدوء وجمود ،" سارحل الان ".

لم يحتاج الرد حقا فلقد خرج مغلقا الباب خلفه ، راح الجنرال يتمتم بلحن خافت متحدثا مع نفسه بانشغال ، استقام من كريسه ، وتحرك نحو زاوية الغرفة فاتحا احدى الخزانات الطويلة ساحبا منها ورق ملفوف - خريطة-. وخطى مرة ثانية جالسا في مكانه ، بسط اياها على مكتبه وبدأ يحدق بتركيز ، اهتمام يخالجه شيء من التفكير الصاخب.

دقائق مرت لهدوء مخيف بعد خروج ستيف ليبتر بمناداة براينير للجالسة لصوت خامل ، هادئ،" تعالي الى هنا".

التفت المنادى عليها برأسها لمصدر الصوت تضيق من عيناها بتوجس ، نهضت من الكرسي متوقفة امام المكتب بوجه عابس خالي من اي معلم السرور.

راح يقول بهدوء وبطئ بعد ان رفع انظاره نحو الواقفة قائلا بحصافة ، احترام ، تهذيب ، ليونه اكتسحت حروفة السامة ،
"اريد ان تخبريني عن خط ماجينيو وجنوده؟, عن غابة الاردين وكم من فرقة هناك ؟".

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن