"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________حُمقًا شكوْتُ لِغيرِ اللهِ أوْجاعي
فَلم تُلامِس لديهِم غَيرَ أسماعِ
وحينَ بُحتُ بها للهِ في ثقةٍ
لمَستُ راحةَ قلبي بينَ أضلاعيربّاهُ إن الروح ترجو رحمةً
تاه الطريقُ فيا إلهِ دلّها
ضاقت بها الدنيا وبابُك مُشرعٌ
إن لم تكن أنت المغيثُ فمن لهايا من يراني على ذنبي فيُمهلني
جُدْ لي بعفوكَ إن الذنبَ أشقاني
يارب هذي دموعي جئتُ أسكبها
فاغسلْ بجودك آلامي وأحزاني_"مقتبس"
____________________________________لكنك لا تعلم معنىٰ أن تركض طريقًا بشق الأنفس…
ثم تلتفت برأسك التفاتة مُهتزة فترى نفسك لازِلت عند نقطةالبداية _في ذاك الطريق_ وكأنك لم تطىء هذا الطريق
حتى، وفي الحقيقة أنتَ أمسيت في منتصفه مقتولًا، لا تعلم معنى أن يقتلك طريقٌ كنت تذهب إليه بكل حماسٍ وكأنك موقد فوق لهيبٍ ثم تقتلك البرودة في منتصفه، لا تعلم أن الطريق وإن كان قصيرًا لكن كل خطوةٍ فيه قتلت تلك المحاولات في مهدها، لا تدري أنك مُجرد حطام سار فوق الأرض وما إن وصل للنهاية وجد نفسه محترقًا وما بقى منه كان رمادًا يحاول لملمة نفسه من شتات الرياح قبل أن تُهاجمه، لا تعلم معنى أن تكون الطرف الأضعف في الحرب مع الحياة ثم تقف في المنتصف بغير فعلٍ لتجد نفسك باكيًا، تبكي لعديدٍ من المرات، أولها بسبب حربك التي كنت فيها الطرف الأضعف، والثانية لأنك لم تجد مُنصفًا لك في تلك الحرب، ورُبما الثالثة لأن هزيمتك كانت واضحة مثل بيان الشمس في ظهيرة اليوم..
لكن وقبل أن تيأس وتفترض الهزائم؛ تذكر قدرة الله في تبديل كل أمرٍ من عُسره ليسرهِ، وتذكر أن تلك الحروب دنيوية، وأي مكسبٍ بها كان خائبًا إن خسرت نظير ذلك ذاتك وما أنتَ عليه..<"اليوم تشرق شمسنا من خلف الغمام المُعتمة">
"لا تجعل غيوم الماضي تُغطي شمس الحاضر"..
وإنما دع كل حاضر يُشرق ويُنير كما الشمس الساطعة من خلف الغمام المُعتمة، لا تترك فرصةً لماضيك ينتصر على حاضرك فتخسر كليهما، وإنما دع حاضرك ينتصر على ماضيك فتصبح أنتَ الرابح من دروس الماضي وحياة الحاضر، لا تقف عند ناصية اليأس وتطيء بقدميك ذاك الطريق_ البعيد والقريب_ في آنٍ واحدٍ؛ وإنما قف عند مفترق الطرق وصارع كي تسير نحو حاضرك…أشرقت الشمس ومعها القلوب أيضًا، في باكورة الصباح تسللت آشعة الشمس نحو الشقة تملأ أركانها بالحياة كما حيت القلوب من جديد، وكان "يـوسف" نائمًا و زوجته تتحرك في الشقة تقوم بتحضير ثيابه وعباءة الصلاة قبل موعد الجمعة، ثم اقتربت منه توقظه بنعومةٍ وهي تُمرر أناملها فوق عينيه ثم ضحكت على هيئته أثناء نومه حينما كان يحتضن الوسادة بين ساقيه ويضع كلا كفيه أسفل وجنته، بدا رقيقًا وأقرب في نومته للطفل البريء، ناهيك عن ذاك الوقح الذي تعهده هي والعالم أجمع، فمن يُخيل له أن هذا هو "يـوسف" الذي يعمل لسانه كما نصل السيف الحاد؟..
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Losoweالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري