"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________رباهُ إنك أنتَ الواحدُ الأحدُ،
و الجوهرُ الفردُ لا حدٌ و لا أمدُ،رباهُ إنك أنتَ الواحدُ الأحدُ،
و الجوهرُ الفردُ لا حدٌ
و لا عددُ، و كلُ شيءٍ،
فعلمُ الذاتِ مُوجِدُهُ،و أنتَ وحدكَ بالأسباب تَنفردُ،
يا كاملَ الذات، يا كاملَ الذاتِ
و الأشياءُ ناقصةٌ،
تعنو إليك من النقصِ الذي تجدُ._"نصر الدين طوبار"
____________________________________وبغير وداعٍ أتى الفراق،
فقل لي متى نلتقي ونعبر من بحور الخوف
إلى بر الأمانِ؟ وننعم سويًا من بعد الحرب بالسلام؟
متى اللقاء والقلوب لبعضها بوجعٍ تشتاق؟ فآهٍ لو كان العالم يُقدر أهمية اللقاء فننعم سويًا مع بعضنا بالبقاء؟..
اليوم أشعر أنا كأني لم أكن بأنا، ربما تكون الملامح هي نفسها، ورُبما تكون العين الحزينة هي ذاتها، وقد يكون القلب المتألم هو نفسه، كل شيءٍ سأجده أنا سوف يعبر عني أنا، إلا أنا..
فمن المؤكد لن أجدني أنا نفس الشخص المُحب للحياة،
ولن أكون هو ذات الشخص الذي آمل في العالم أن يحظى بالنجاة، ولا أنا ذاك الطير الذي كلما ضافت به الأرض، رفرف بجناحيه وسكن في سماه، لم أكن بينهم جميعهم أنا،
فالعالم يوم أن أراد أن يغير بي شيئًا غير كل شيءٍ حتى أنا..
واليوم اسأل نفسي التي أكلني الشوق لها متى اللقاء؟
اسألها بعدما أتى فراقي لها بغير وداعٍ..
وحتى وداعي لم يكن فيه سلامًا، وإنما فجأةً تركتني وغادرت،
ومن المؤكد حينما أعود لن أجدني، وإنما سأجد الأوجاع ترافقني
فأنا حتى وإن اغترب عن بيتي ودياري،
لكن غُربة النفسِ تعتريني،
فيا نفسي بربك اخبريني متى اللقاء،
أوليس ظُلمًا أن أغدو غريبًا عنكِ ولنفسى أكون المشتاق؟.<"اليوم لم أعرف من أنا، فياليت نفسي كانت معي هنا">
لم أترك بيتي وموطني لكني لم أعرف من أنا..
لم اغترب قط عن مسكني لكن الغُربة لم ترأف بي هُنا،
هُنا حيث موطني وأنا لستُ بأنا، وإنما نفسي تاهت مني
وأتى آخرٌ يسكنني ويكون في عُمق نفسي بديلًا عني أنا
فيا نفسي إن لم تعودي أخبريني أن أكف عن انتظارك
فالانتظار قاتلي وأنا حيٌ أرزق،
برغم أن ذاك الحي ليس بأنا،
ونفسي لم تكن معي هُنا..الصدمة التي وقعت عليه جعلت الفؤاد يتجمد كما قطعة ثليج خرجت لتوها من مبردها، تجمدت أعصابه وتيقن من مصيرٍ محتومٍ لن يرأف به إن كانت البداية هكذا، فكان "إسماعيل" مُقيدًا في مقعده وهو يرى قدوم "سامى" نحوه بعينين مُتقدتين بكل شرٍ كان يضمره في نفسه، بينما "ماكسيم" فعاد للخلف يستند على ظهر مقعده وهو يشمل الوضع بعينيه ثم التفت لمن ولج لهم يسأله باهتمامٍ عن سبب تأخره:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري