بارت ١٠

38 4 0
                                    

نغم ، اللي الخوف اكل قلبها ، عيونها تجمعت فيها الدموع بكثره ، ودها تبكي وتصارخ بس الخوف مانعها ،
شغلت دبابها وهي تستودع الله نفسها مليون مره ،
مشت بخفيف وهي تدور بتدقيق ، ودها تحصل اي اشاره تعلمها هي وين ، بس للاسف كل اللي حولها ظلام ، لفت راسها بسرعه من شافت الدبابات البعيده هناك ، عرفت انهم عيال من اصواتهم العاليه وثيابهم البيض الواضحه بشكل مغبش جداً ، خايفه تروح لهم ، ما تدري وش يواجها ، ما تدري وش بتكون نظرتهم عليها او وش بيسوون فيها ، بنت وحيده بين عيال ! مجرد التفكير بحد ذاته خوفها اكثر ، وين تروح وش تسوي ما تدري ، فزت من شافت الدباب طفى فجاه ، عرفت ان البانزين خلص ، تنهدت من حظها ومن وضعها ، نزلت وهي تقعد وتسند ظهرها على الدباب ، وتسمح لدموعها بنزول ، ما بيدها الا انها تبكي وتلوم حظها على هالموقف اللي انحطت فيه ، قعدت تبكي وهي تتخيل كيف وضع جدتها ، ما هان عليها ابداً تخلي جدتها تعيش هالموقف وهاليوم ، رفعت راسها لسماء وهي تخلي دموعها تنزل ، تنهدت بتعب ، لكن ..

<<<<<<<<<<<<~~>>>>>>>>>>

العيال اللي كانو مستمتعين جداً ، كان صراخهم وضحكهم عالي ، والتفحيط اللي ترك المكان غبار مع الهواء ، بهاج اللي كانت الابتسامه على وجهه وهو يفحط بشكل كبير ، وقفو جميع من تعبو والغبار اللي تعبهم اكثر
بهاج : شرايكم اروح ادور لكم حطب واسويلكم شاهي على الضو
مطلق : مب شينه ، بس انتبه لعمرك ولا تبعد
غيث : شايفه بزر !
مطلق : ياشين اللقافه طيب
همام : يلا يلا امشو نرجع ترا بعدنا مره
الكل رجع ماعاد بهاج اللي غير طريقه عنهم ،
رفعت عيونها من سمعت صوت دباب وراها وواضح جاي صوبها ، لمت رجولها لحضنها وهي تحصن نفسها ، بهاج اللي ناظر الدباب اللي قدامه ، وقف بخطوه بعيده شوي عنه ، نزل وهو يقرا اذكاره ، وقف من شاف زول انثى وهو يسمعها تبكي بصمت ، رفع حاجبه وهو يتنحنح بخفيف
بهاج : بنت !
نغم اللي شدت على رجولها اكثر وهي تحاول تكتم بكيتها قد ما تقدر ، بهاج اللي عرف انها خايفه من رجفة جسمها اللي واضح له جداً ، تقدم وهو يشوفها لامه رجولها لجسمها ومنزله راسها لتحت ، بلع ريقها من شاف بيض يدها النحيفه وشعرها اللي طايحه على وجهها وكتوفها ،
بهاج : اهلتس وين ؟
نغم اللي رفعت راسها بخفيف من سمعت لهجته ونبرته الجديه ، ما تخبي ان الخوف ماكلها بالكامل ،
بهاج : لا تخافين ، ماني مثل اللي في بالتس ، ولا نيتي شينه ، بس علميني انتي وش تسوين هنا لحالتس!
رفعت راسها وهي تشوف زوله بظلام ، مو واضح الا ثوبه وهيئة جسمه فقط ، كتوفه كانت عريضه شوي بسبب النحف ، مسباحه اللي بيده وشاد عليه ، وجهه ما كان واضح بسبب الظلام ، اللي حاول يشتت نظره عنها ما وقفت قدامه بهدوء ، وجهها مو واضح بشكل كامل ، فستانها وجسمها النحيف وشعرها الطايح هو اللي واضح له فقط ، بلعت ريقها وهي تحاول تجمع الحروف على بعض
نغم بنبرة مليانه خوف ورجفه : ممكن ترجعين لجدتي !
بهاج اللي فز من سمع البحه والنبره ، نفس البحه ؟ نفس الصوت ، معقوله هي ؟ او من كثر التفكير فيها صار يسمعها ! هز راسه وهو يناظرها ويحاول يحدد ملامحها ، بس عجز يحدد اي شيء بوجهها
بهاج بجديه : لتس عهد علي ، ان ترجعين لجدتس سالمه ، بس علميني قصتس ومن جابتس هنا
نغم اللي انصدمت من كلامه ولهجته ، ارتاحت نوعاً ما ، بس لا زال الخوف مرافقها ومستحيل يتركها بهالمكان ، حاولت تعدل نبرتها وبحتها وهي تنزل عيونها لتحت
نغم برجفه ؛ كنت مع بنات خالي نلعب بدبابات ، بس فجاه غبت عنهم من بعدت عن مكانهم ، وحصلت نفسي هنا ، كنت احاول ادور طريق ارجع فيه بس طفى علي الدباب وقعدت هنا ،
بهاج من تاكد انها نفس البنت من تكلمت اكثر ، ومن سمعها اكثر ، ما يخبي انه غرق في بحتها وصوتها الناعم واللي مليان فيه الرجفه ، هز راسه يبعد الافكار عنه وهو ينزل عيونه عنها
بهاج : سيارتي بالمخيم ، وما معي الا دبابي ، خليتس هنا بروح اجيب سيارتي واجيتس ، ماني مطول عليتس
شافته يركب دبابه وما قدرت تسكت اكثر وتقدمت له بخوف ، قربت صوبه من قرب يركب
نغم بخوف كبير : لا تخليني لحالي
بهاج اللي قد يميز شوي من ملامح وجهها ، كلمتها هذي حركت شيء بداخله ، مايدري وش يسوي يحس نفسه مربط ، ما يقدر يركبها معه ، يعز عليه رجولته وعهده لها ، شافت يطلع جواله وهو ساكت ، ملامحه جديه ، ما قدرت تشوف وجهه بالكامل ،
بهاج : همام ، جب سيارتي عند المكان اللي كنا مجتمعين فيه ، بسرعه
سكر وهو يشتت نظره عنها ، بعدت عنه وهي تروح توقف عند دبابها ،
صوته كان مليان بالجديه ، نبرته كانت توضح قد ايش هو جدي واحساس انه ما ينمزح معه ابداً ، مرت دقايق وهي تناظره بصمت ، كان معطيها ظهره ومثبت نظره على المكان الللي بيجي فيه همام ، كان يغصب نفسه ما يلف لها ولا يكلمها ابد ،
تقدم وهو يركب دبابه ، من شاف سيارته
بهاج : بجيب السياره واجيتس ، شوفيني هناك مانيب مطول
شافته وهو يحرك ويتجه لسياره اللي تشوفها من بعيد
تنهدت وهي خايفه من كل شيء حولها ، ظلت تناظره لحد ما وصل
همام باستغراب : شفيك انت
بهاج بسرعه : بعدين اعلمك خذ الدباب وارجع للمخيم ، اول ما اخلص برجع لكم ،
همام وهو يشوفه مستعجل : تخلص من وش هي يا ولد ، شافه يحرك بسرعه وهو مستغرب وضعه ، ركب الدباب وهو يرجع وعارف انه بيكلمه ويعلمه وش صاير

‏&quot;مثل الوطن والأهل جيت أنت &quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن