بارت ٣٧

29 2 0
                                    

بهاج اللي دخل بهدوء وهو يتجه يجلس جنب همام ،
كان الوضع جداً غريب بنسبه للاثنين ، كل واحد مستغرب مكانه وجلوسه ، كيف بيكملون حياتهم هنا ؟
كيف بيقدرون يعيشون ؟ اذا هم حاليًا ماهم مرتاحين ابد بجلستهم ، كيف بتصير السنين الجايه ؟
ناصر اللي مقدر وضعهم واستغرابهم ، وما يلومهم ابد
لانه ماهو سهل ابداً اللي قاعدين يعيشونه بهاللحظه ، بهاج اللي يحس انفاسه انكتمت وهو يناظر البيت ، يقول لنفسه مستحيل يكمل ، مستحيل يظل اكثر ، بس كل ما يشوف ناصر ويتذكر كيف كان يصّر عليه بالسكن عنده ، تنمحي هالافكار كلها ، همام اللي كانً يحس نفسه بحلم ، ماهو مصدق ابداً مكانه ، كل ما يبي يستوعب كان يناظر بهاج ، لفو على ناصر بهدوء من تنحنح وبدا بالكلام

ناصر : حياكم الله في بيتكم ، ومكانكم ، ومسكنكم
بهاج بجديه : تسلم يا ناصر
همام بهدوء : يحييك
ناصر اللي كان بيتكلم ، بس قطع كلامه الصوت اللي جاي من الدرج ، بهاج وهمام اللي عيونهم ارتفعت لدرج ، محد كان يعرف يحدد شعوره باللحظه هذي ، من مزن ، الى بهاج ، الى همام ، تنهد ناصر وهو يلف عليهم ، ناظر الصدمه والتوتر بوجيهم ، وما يقدر ينطق باي شيء ، مزن اللي للحظه تجمعت الدموع بعيونها ، بس بقدرتها قدرت تمحي هالدموع وتمثل القوه ، وكانه ولا شيء هامها ، وقفت قدامهم وهي تناظرهم بتفحص
تغيرو تغير كبير ، تغير حيل حيل صدمها ، ما توقعت ابداً هذا بهاج اللي اخر مره شافته بعمر خمس سنين
وهمام ، اخر ولد لها ، اللي اخر مره شافته كان رضيع
همام اللي يحس كل الدنيا وقفت ، من شافها وشاف وقفتها اللي كانت قويه ، مايدري اذا هي قوتها ، او تصنع ، بهاج اللي يحس مرت كل السنين اللي راحت بباله ، من تركته ، لحد هاللحظه ،

مزن بغضب مكبوت : شرفتونا
ناصر وهو يتقدم لها ، ناظرها وكانه يوجهه لها الحكي بالعيون ، مزن اللي فهمت عليه على طول ، بس طنشته وهي تروح تجلس قدامهم بضبط ، بهاج اللي يحس نفسه منقهر من داخل ، والغضب اللي بصدره يكفي الدنيا كلها ، ما وده يرفع عيونه لها ، ولا وده يسمع حتى صوتها ، كل ما سمع صوتها او شافها ، ينقهر اكثر ، ويعصب اكثر ، مزن اللي كانت تناظرهم ، وتناظر توترهم الواضح ، واكيد ، الغضب والقهر اللي مالي عيونهم صوبها ، ومستحيل تعترف لنفسها ، ان لهم حق بالقهر والغضب اللي بصدرهم اتجاها ، حتى لو كانت تعرف ،

مزن : يقولون تزوجت ، مبروك
بهاج وهو يحاول يشد على يده ، ويهدي نفسه قد ما يقدر
مزن : جبتها معاك ؟ عشان نشوفها ونسلم عليها ، واعرفها على نفسي
بهاج اللي للحظه خطرت بباله ، ويعترف انه غضب عليها اكثر ، من جابت طاري نغم

بهاج اللي رفع عيونه على طول من شافها قامت وهي رايحه ، عرف بانها رايحه لها ، توتر اكثر من جت بباله فكرت انها بتقابلها ، وهو اللي يعرف امه ، مستحيل ترحب فيها ، وتحوفها لصدرها ، حاول يمسك نفسه قد ما يقدر ، لاجل ما يتهور ، ويسوي حاجه ما تعجب الكل ، لانه يعرف نفسه ، مستحيل يمسك نفسه اذا كانت الحاجه ، تخص نغم ، همام اللي كان ملاحظ توتر
بهاج من جابت طاري زوجته ، وعرف مدى غضبه وقهره لـ مزن ، مثل ماهو كارها

‏"مثل الوطن والأهل جيت أنت "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن