بارت ١٦

26 4 0
                                    

شافت يوقف بمحل كبير ، كانه مزرعه بس مفتوحه على بعض ، لفت عليه من شافته ساكت

بهاج تنحنح : دامتس بعد كم ساعه بترجعين لاهلتس ،
حبيت اجيبتس لمكاني اللي ارتاح فيه ،
نغم ابتسمت باسى ، ما حبت كلامه ابداً ، بس خلاص خلص وقتها معه ، وبترجع لاهلها ، نزلت من شافت ينزل بهدوء ، شافت يفتح البوابه الكبيره ، وقف وهو يلف عليها ، اليوم كله ما شافها ، ولا شاف عيونها .
شافها تمشي صوبه ، تقدم وهو يروح لمحل الخيول
شاف المكان كبير ، كله زرع وانوار ، كان مكان جميل جداً وهادي ، وما ينلام لا قال يرتاح فيه ، شافت يوقف عند خيل اسود ، ويمسح على شعره ، تقدمت صوبه بمسافة بسيطه ، وقفت وهي لا ارادي قعدت تتامله
حفظت كل شيء بوجهه ، من عيونه لحد فكه الحاد
اول مره تشوفه بدون غتره بشكل واضح ، شعره ناعم ورافعه بحركه جذابه جداً ، ثوبه الابيض ، صدره العريض ، مع نحفه ، معطيه شكل جداً جذاب ، وما تنسى ريحة عطره اللي بضبط تمثل شخصيته ، شافته يرد على الاتصال اللي جاه ، لاحظت انه ما قرا اسم المتصل ، شخصيته غامضه ، بس حنون ،
بهاج : هلا جابر
جابر : اعطيت اهلها خبر برجوعها
شافته ياخذ نفس بضيق ، استغربت منه
بهاج : ارسلي الموقع
جابر : جاك من زمان ، بس شكلك ما شيكت عليه
بهاج تنهد : ولا ودي اشيك
جابر اللي ابتسم من فهم عليه : هونها يابهاج
قفل منه وهو يمسح على الخيل من دون ما يشوفها
نغم اللي مستغربه الاتصال اللي غير موده بالكامل ،
ودها تسال وتعرف ، بس بالاخير مالها حق تسال

بهاج من دون ما يشوفها : ساعه وترجعين لهم
نزلت راسها من نبرته اللي مليانه ضيق ،
نغم : زعلان ؟
بهاج تنهد : وش تبين الجواب ؟
نغم : شعورك ، هو اللي يجاوب
بهاج ناظرها : مبسوطه ؟
نغم ثبتت نظرها عليه : مبسوطه عشان يشوف جدتي
بهاج وهو مركز فيها : اهلتس ؟
نغم بابتسامه : جدتي هي أهلي
بهاج رجع نظره للخيل : غريب !
نغم باستغراب : ايش الغريب ؟
بهاج : انتي نفسي ، جدتي هي أهلي
نغم بابتسامه : يخليها لك
بهاج ابتسم : الله يرحمها
نغم اللي أختفت ابتسامتها على طول ، تقدمت صوبه بخفه
نغم : آسفه
بهاج لف عليها : لأ تتاسفين ، ما تدرين عن حياتي انتي
نغم : دايم انت كذا ؟
بهاج ركز عليها : كيف ؟
نغم : يعني دقيقه تسولف وتضحك ، وساعه تسكت
بهاج : الدنيا خلتني كذا
نغم : عادي تسولف لي عن حياتك ؟
بهاج : الحين ؟
نغم باستغراب : غلط ؟
بهاج : اي ، لانك بعد شوي بتروحين لاهلتس ، ماله داعي
نغم : بس يمكن له داعي ، اذا صرت اذكرك بالخير وادعي لك ، أساسًا بذكرك بالخير دايم ، لآنك حفظتني وحافظت علي ، ورجعتني لاهلي ، يمكن اذا ما شفتك ما راح ارجع لهم ، يمكن يكون حالي غير عن كذا ، اكون خايفه ، زعلانه ، او اكثر من كذا بعد
بهاج اللي كان مركز نظره بعيونها ، وغارق في بحتها ، وده يخليها تسولف وهو يقعد يسمعها
بهاج : شرايتس انتي تسولفين لي عن حياتس ، وانا اسمعتس
نغم ابتسمت : دايم اذا سولفت جدتي تقولي اسكتي صدعت ، اخاف اسولف لك تسكتني
بهاج ابتسم : لتس عهد علي ، ما اقول اسكتي لو تسولفين علي طول عمري
نغم اللي الخجل اجتاحها بعد ما كانت مرتاحه معه بالسوالف ، بس تنهدت من شافته يلف على الخيل
نغم تنحنحت : انا حياتي كلها مع جدتي ، ما عندي اخوان ولا خوات ، ابوي متوفي من عمري ٥ سنوات ،
امي متزوجه وعايشه حياتها بعيد عني ، عندها عيالها وزوجها ، ما اتوقع تتذكرني الا اذا اتصلت عليها ،
، من ٥ سنوات الى ٢٣ سنه وانا مقابله جدتي ، ما افارقها ولا تفارقني ، اول مره اغيب عنها هالكثر ،
بهاج اللي كان في قمة وناسته وهو يسمعها تتكلم عن حياتها ، بس اللي ركز فيه انها ما جابت طاري ملكتها او انها مرتبطه ،
لف عليها بهاج : و سيف ؟
نغم باستغراب : سيف مين ؟
بهاج : خطيبك !
نغم بصدمه : خطيبي ؟
بهاج لاحظ صدمتها : اي ! مو مخطوبه انتي ؟
نغم : مخطوبه من مين ؟ تتكلم عن مين انت
بهاج لف عليها : سيف ولد سلطان ! مو خطيبك
نغم بضحكه : هذا ولد اخو جدتي ، ماهو خطيبي ولا شيء ، مين قالك ؟
بهاج اللي صدمته ما كانت اخف من صدمتها : ها ؟
نغم : مين قالك اني مخطوبه ؟
بهاج تنحنح : يمكن فهمت غلط
نغم : الحمدالله انك فهمت غلط ، لان سيف مستحيل ارتبط فيه ، من سابع المستحيلات
بهاج ابتسم : ليش
نغم : الله يستر عليه ويبعده ، ما ودي احش فيه
بهاج ضحك وهو يناظر عيونها ، لمعتها ما انطفت من اول مره شافها فيها ، اما هي اللي شافت موده اللي تغير بالكامل ، غريب وجداً ، مره يضحك ، مره يتضايق ، تحس حياته مليانه قصص ، وودها تعرفها
بس هو ما ترك لها مجال ابداً ، ابداً
مسك جواله وهو يشوف الساعه ، تنهد ، وهو يحط اكل عند جسار ،
بهاج ناظرها : جاء وقت الرجعه
نغم تنهدت وهو تناظره ، شافته يسبقها على السياره ،
تاملت المكان وهي خاطرها تقعد اكثر واكثر ، ارتاحت فيه جداً ، شرح وهواءه هادي ، راحت تركب وهي تناظره يشغل زقارته بهدوء ، حرك وهو يدخن ويحاول يشتت نظره عنها ، ويشتت مخه عن ريحتها اللي مستوطنته

<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>

نشميه اللي تبدلت دموعها الى دموع فرح وبشاره
الكل انبسط وفرح بخبر رجوع نغم ، ماعاد غزيل ونوره اللي ما اهتمو من الاساس ، سلطان اللي كان مركز على ريم ، اللي كانت متضايقه وزعلانه ، ليلحين خاطرها ما برد ، وصدمتها ماهي خفيفه ، البنات اللي مجتمعين حول ريم بضحك يحاولون يغيرون جوها ، سكتو كلهم على الاتصال اللي جاء لسلطان ،

سلطان : سم
جابر : دقايق وتكون عندكم باذن الله ، بس
سلطان : بس ؟
جابر تنهد : مو انا اللي بجيبها
سلطان : اجل من ؟
جابر : اللي حصلها بيجيبها
سلطان : وشو ؟
جابر : رجال خاف الله فيها وحفظها وحطها بوجهه ، ولزم علي يجيبها لكم بنفسه
سلطان : اي اي زين
جابر : دقايق وهو عندكم ان شاء الله
سكر وهو يناظرهم مركزين عليه ، سكت وهو يمسك عصاته بيده الثنتين ، نشميه اللي جنبها شيخه ونهله وفرحتهم زي فرحة نشميه واكثر

وصل وهو يشوف القصر ، ما بينت له انه بنت عز وشبعانه فلوس ، بس تبخرت افكاره من سمعها تقول

نغم بهدوء : شكراً
بهاج بهدوء : على ؟
نغم بابتسامه : انك حطيتني بوجهك ، وحافظت علي
بهاج : دايم بوجهي
نغم : شكراً كثير ، بهاج
بهاج اللي قلبه بغى يطيح بيده من سمع اسمه بصوتها ، يعترف انه حب اسم اكثر من تكلمت فيه

نزلت وهي تحس قلبها بيطيح بيدها من قربت للبيت ،
وقف بوسط الحديقه من شاف باب البيت يفتح ، وقفت وراه بضبط ، ومن شافت سلطان يمشي بهدوء صوبهم
تقدمت له بسرعه وهي تحضنه ، شافها تحضن الكبير بالسن ، مايدري مين بس ، بس حس انه خالها ،
لفت عليه وهي تمسك يد سلطان ،

سلطان : بيض الله وجهك
بهاج هز راسه بجديه وهو مركز نظره عليها
سلطان لف على نغم : جدتك مشتاقه لك ، ما ودك تشوفينها ؟
نغم اللي راحت تركض للبيت ، اما بهاج اللي ناظرها لحد ما دخلت ، لف نظره لسلطان اللي مركز عليه

سلطان : اقلط
تقدم مع بهاج وهو يدخل المجلس الخارجي
دخل وهو يشوف سلمان ، سلم عليه وهو يجلس
جلس وهو يشوف سلطان جنبه وماسك عصاته بيد
اخذ الفنجال وهو يتقهوى ، تنهد من تذكرها ،
صحى على صوت سلطان

سلطان : من انت ولده ؟
بهاج بجديه : بهاج سعود
سلطان : منت من اهل الرياض ؟
بهاج : انا من سكان نجد ، ديرة تقرب من الرياض ثلاث ساعات
سلطان : كيف لقيت البنت ؟
بهاج تنحنح : كنت مخيم مع اخوياي ، وبوسط الليل رحت امشي ، ولقيتها ، وقمت بواجبي
سلطان هز راسه : ونعم من انت ولده
بهاج : ونعم فيك
سلطان : سولفي عنك ، وش انت تشتغل وش وضعك
بهاج اللي بدا يعرف نفسه لسلطان ، وسلطان اللي انبهر فيه من رجولته وشغله مع الناس ، ومن عرف انه شايل نفسه وشايل اخوه ، حبه كثير وحبه اكثر من عرف باسلوبه الهادي والمرتب ، اما سلمان اللي كان معجب في بهاج ، بجديته وهدوءه كان جداً مرتب بالكلام وبالهدوء ، كلهم منبهرين قيه ، ويعترفون بهالشيء


< انتهى >

‏&quot;مثل الوطن والأهل جيت أنت &quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن