بارت ٣٢

41 2 0
                                    

مستغرب كثير نبرتها اللي سمعها ولا راحت عن باله
مايدري كيف سائق بسرعه ووصل على طول ، مع ان المسافه بعيده شوي بين بيتها والقسم ، بس فجاه وصل عندها بـ عشر دقايق ، وقف وهو مايدري ينزل او يتصل عليها ، احتار كثير وقتها المهم انها يشوفها وبس
تنهد وهو يتصل عليها وناظر البيت بهدوء ،

بهاج : انا عند المواقف
نغم بهدوء : جايه
سكرت وهي تناظر نشميه بتأمل ، حضنتها وهي تغمض عيونها وتبلع ريقها ، بعدت عنها وهي تمسك يدها وتبوسها

نشميه بابتسامه : انتبهي لنفستس
نغم بابتسامه ودموعها بعيونها : وانتي بعد
تنهدت وهي تتركها وتروح ، بلعت ريقها من شافته بسياره يناظرها ، ركبت بهدوء بدون ما تتكلم ولا شيء
بهاج اللي من ركبت ومن انتشرت ريحتها بالسياره اخذ نفس يشم ريحتها ، حرك وهو ما يبي يحرجها ، يدري انها خجوله حيل ،

لاجل كذا ما وده يغامر بشيء اتجاها
نغم اللي كانت تدري انه حاس فيها ، ويدري ان بقلبها شيء ، بس فضلت السكوت وهي ما ودها ابد تقوله عن اللي صار ، بس ما تدري اذا بتتحمل كل هذا بصدرها لحالها ! او تشاركه ، بهاج وهو مو عاجبه ابداً الصمت اللي صاير

بهاج بجديه : شخبار جدتس
نغم وهي تبلع ريقها تمنع نبرتها تبيّن : بخير
بهاج اللي ايقن من نبرتها حزنها اللي فيها : ودتس بمكان ؟
نغم بهدوء : لا ، خلنا نرجع لشقه
بهاج اللي سكت وهو مو عاجبه وضعها ابداً ، ومستحيل يرتاح وهي كذا معاه ، جت بباله فكره ، قرر ينفذها لأجل يعرف اللي بداخلها ، لانه متاكد لو شافت هالمكان بتقول كل اللي بداخلها ، حتى لو هو ما طلبها

<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>

لارين اللي كانت بغرفتها طول الوقت ، ولا طلعت من بعد ما صارت السالفه ، وبعد ما درت امها باخوانها
ناصر اللي كان كارهه مزن بالحيل ، وماهو طايقها ابد
من اسلوبها واخلاقها وتصرفاتها اللي مالها مُبرر ابد
قاعد بالحديقه لحاله ، كان يفكر بكل شيء بحياته
من زوجته ، الى بنته ، الى بهاج وهمام ، الى كل شيءٍ بحياته ، ما كان بيوظف بهاج عنده ، كان بس يبي يشوف ردة فعل مزن ، وكان توقعه صحيح في ردة فعلها ، وقرر يوظفه صدق ، ناظر دريشة لارين اللي نور غرفتها خافته جداً ، ما امدها تنبسط باخوانها ، تنهد وهو يشوف مزن اللي جت مع صديقاتها بسياره ، لف انظاره على جواله يشغل نفسه فيه ، وهو مايبي يشوفها ابد ، مزن اللي من شافته تنهدت بقرف ، طنشته وهي تدخل البيت بصمت بدون ما تنطق باي حرف ، ناصر اللي ما استغرب حركتها ، لانه تعود عليها ، هذي مزن مستحيل تتغير ابد ، مزن اللي من دخلت البيت وهي تاخذ نفس بقرف من كل شيء حولها ،
راحت غرفتها وهي تقفل على نفسها ، قعدت بتفكير ، كانت طول الفتره اللي راحت تخطط وتفكر  ، وزادت ببالها الخطط من عرفت بـ لارين ومقابلتها لـ بهاج وهمام ، والسبب كله يرجع لـ ناصر ، لاجل كذا هي كارهته حيل ، وتدري بكرهه لها
طلعت جوالها من شنطتها وهي تتصل على الرقم اللي له مده طويله ما اتصلت عليه ، وما تذكره ولا تتصل عليه الا بين فتره وفتره طويله ،
مزن بابتسامه : اشجان !
اشجان : ياهلا بهالصوت اللي من زمان عنه
مزن بقرف وهي تبتسم بتمثيل : شنسوي بعد اشغال وظروف الدنيا تعرفينها ، شلونك شلون العيال
اشجان : طيبين ماعلينا خلاف ، مشتاقين لك
مزن : والله حتى انا مشتاقه لك ، ما ودك تزوريني بكره ؟ منها اخذ علومك ومنها اشوفك
اشجان باستغراب : اجيك بيتك ؟ انا !
مزن : اي بيتي ، ليش !
اشجان : لا لا مافيه شيء ، خلاص تم
مزن : تنوريني حبيبتي
سكرت منها وهي منقرفه منها بالكامل ، لولا حاجتها منها كان ماهي محتفظه برقمها كل هالمده ، عن طريق اشجان وبمساعدتها بتحصل اللي تبيه ، وبتنفذ كل شيء في بالها

<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>

شافته ما راح بطريق الفندق ، استغربت سكوته وانه ما تكلم بشيء ابد ، بس مع ذالك هي بنفسها تبي هالصمت ، لاجل تريح نفسها وتريح قلبها ، شافته يدخل بطريق بر ، مظلم بالكامل ، بعيد عن الرياض اشد البعد ، مافيه نور الا نور القمر ، والغيوم المنتشره بالسماء ، تنهدت بهدوء وهي تفتح الدريشه بالكامل ، رجعت راسها على المرتبه وهي تاخذ الهواء لصدرها ، غمضت عيونها وهي تتذكر كل شيء حصل ، بسرعه تجمعت الدموع بعيونها وهي تبلع ريقها تمنع بكيتها ، كتمتها كثير ، وتعبت اكثر من الكتمان ، شافته يوقف بمكان بعيد عن الشارع ،
وقف وهو يلف عليها ، شافها تناظره بصمت ، شاف بعيونها دموع كثيره ، وبيموت ويعرف سبب هالدموع وش ، شافته ينزل بصمت بدون ما يقولها شيء ، خذت نفس وهي تنزل بهدوء ،

وقفت وهي تناظر الشوارع ولمباته الكثار ، والسيارات اللي صوتها عالي بسبب هدوءا المكان اللي هي فيه ، نزل الفرشه وهو يناظر واقفه ، فرشها وهو يتجه لها ، وقف جنبها بضبط ، يناظر اللي هي تناظره ، متعود على هالمكان كثير ، اللي هو مكانه ومكان رفيقه بتال ، اللي محد بحياته يعرف هالمكان ، بس الحين ، صارت نغم تعرفه ، يحس نفسه لاول مره يجيه ، مايدري هي السبب ، او لان مشاعره متلخبطه ،

نغم بـ تنهيده : بحياتي كلها ما شفت زي جمال هالمنظر ، ولا حسيت بالراحه اللي فيه
بهاج بجديه وهدوء : هذا مكاني اللي محد يعرفه غير رفيقي القريب مني ، كل ما صكت الدنيا ابوابها بوجهي جيته
نغم لفت عليه بهدوء : يعني انا اول شخص اعرفه ؟ غير رفيقك !
بهاج : اول شخص اجي معه ، بدون رفيقي
نغم : ليش ؟
ناظرها بهاج : عشان تقولين كل اللي بخاطرتس
نغم وهي تناظر عيونه : خاطري مافيه شيء
بهاج ابتسم : بس عيونتس تقول حكي ثاني
نغم هزت راسها : تصدق بحكي العيون ؟

بهاج وهو يركز بعيونها اكثر : اذا العيون ما تصدق ، منهو اللي يصدق ؟
نغم : يمكن القلب يصدق ، اذا تكلم
بهاج بنبرة جديه : منهو اللي مخلي هالدموع بعيونتس ؟
نغم تنهدت بصمت وهي تناظره ، وكانها ترجيه لاجل ما يغصبها بالحكي ، بهاج اللي كان مصّر انه يعرف اللي بداخلها ، يدري صعب ، بس مافيه شيء يصعب عليه

بهاج : جبتس هالمكان اللي بعيد عن الخلق ، عشان تقولين كل شيءٍ بصدرتس ، وبتقولينه غصب
نغم اللي بلعت ريقها وهي معد تتحمل اللي بصدرها ، وبكيتها اللي كاتمتها بصدرها وحلقها ، نزلت نظراتها لصدره وهي تتقدم له ، حضنته بسرعه وهي تحط راسها بوسط صدره بضبط ، وتشد عليه بيدها من ظهره ، غمضت عيونها وهي تبكي وتطلع كل شيءٍ مكتوم ، بهاج اللي كان مايدري وش شعوره بهاللحظه ،
هي بحضنه ؟ وبصدره بتحديد ،

ولاول مره تصير بحياته ، بس اللي شافه بعيونها من حكي ما يلومها ابد
رفع يده بتردد لظهرها ، شد عليها وهو يتنهد ، نغم اللي من شد عليها وهي تزيد بدموعها ، كانت تتمنى هالحضن من فتره طويله ، وتتمنى تبكي زي هالبكيه وتطلع كل شيء مكتوم ومسكر عليه ، كانت مرتاحه اشد الراحه بحضنه ، وكل ما ارتاحت اكثر تشد على ثوبه اكثر ، بهاج اللي كان يمسح على ظهرها بخفه ، كان يسمع بكيتها اللي واضح مكتومه من فتره طويله ، ما يخفي انه مرتاح وهي بحضنه ، بس شعوره الغريب هو اللي مو مريحه ابد

انتهى

‏&quot;مثل الوطن والأهل جيت أنت &quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن