بارت ٦١

33 4 5
                                    

" سطام بن عبدالعزيز - هيا بن عبدالرحمن "

بوسط الصاله الكبيره ، وصوت التلفزيون الوحيد بالجلسه
سطام اللي ماسك جواله ومشغول بالشركه والموظفين
هيا اللي عيونها يا على التلفزيون او سطام اللي حاط يده على شفته بتركيز ، تنهدت من تذكرت الصباح والموقف اللي انحطت فيه ، لحد هاللحظه ما اعتذر لها ولا تكلم عن اي شيء صار ، زي دايم ، تصير الهوشه سوا كبيره او صغيره ، ويرجع الوضع طبيعي ، بدون اعتذار ، بدون كلمه تطيب الخاطر ، بدون اي مشاعر تبّين الغلا ،

لفت نظرها على سهم اللي دخل من الباب الرئيسي ، واللي توه يجي من بعد طلعته الصباحيه ، سهم اللي من شاف الجو عرف بان الوضع ما يسمح ابداً يتكلم باللي فيه ، او بالعاده يطلب فلوس ، الفلوس اللي ما تقعد عنده اسبوع واحد
ولو كان المبلغ كبير ، هيا اللي ابتسمت بخفه من شافته جاي صوبهم ، واللي اخيراً بيجي احد يكسر هالصمت العميق ، قعد جنب هيا وهو يأشر على سطام ، لفت راسها هيا بـ لا ، بمعنى ما ينفع تتكلم هالوقت ، تنهد سهم وهو يلف راسه بتنهد ، سطام اللي كان ملاحظ كل شيء من البدايه واللي متعود على طلبات سهم من نظراته اللي يعرفها اكثر من روحه ،

سطام بجمود : لا تقعد تغمز بعيونك وتاشر ، فاهم وش تبي ، هلله وحده ما تشمها يا سهم
سهم : ليش يابو سهم ليش ، وش سويت أنا
سطام بغضب : ولك وجهه تقول وش سويت ! اسبوع واحد ما يجلس عندك ريال واحد ! مطيرها بكل مكان وشايف الدنيا لعبه عندك ؟ وكل ما خلصت لعبك جيتني ولا جيت امك تطلب الفلوس ! ما تستحي على وجهك ؟
سهم بصدمه من انفجار سطام : يبه شفيك عصبت فجاه ؟ تراني طالب فلوس م
سطام بمقاطعة وهو يوقف : والفلوس شايفها ٢٤ ساعه حاضره لك ؟ كل ما خلص شيء جيتني عطني وعطني ؟
شفني زين واسمعني يا سهم ! ان ما عقلت وكبرت واحترمت عمرك والشعر اللي مالي وجهك ! علي بالحرام ان يحصل لك شيء ماهو طيب
مشى وهو شاد على سبحته اللي بيده ، تحت أنظار سهم وهيّا المصدومين بشده من سطام وعصبيته اللي طلعت
محد كان متوقع بيوم بيكون سطام صوته عالي بهالبيت
صحيح له كلمته وقراره ، لكن صوته ما قد ارتفع قد ما ارتفع اليوم ! اللي ترك العنود تنزل من غرفتها ركض لصاله من سمعت الصوت العالي

سطام اللي مشى من جنب العنود اللي جاهله كل شيء حصل ، لكن من نظرات سطام وغضبه وصوته العالي ، الموضوع ماهو هين ابداً
تقدمت وهي تقعد جنب سهم بخفه ، ناظرت سهم اللي عيونه تطاير شرار بغضب ، يدري انه غلطان ومتاكد ، لكن كبرياه ما يسمح له يعيش الموقف اللي عاشه من ثواني

العنود بهدوء : وش فيه ابوي ؟
سهم اللي شاد على يده لحد ما العروق وصلت لحد الانفجار ، قام وسرعان ما وصل عند الباب وهو يطلع برا البيت بسرعه ، العنود اللي تقدمت صوب هيا
العنود : يمه !
هيا بتنهيده : واضح ان ابوك وصل حده مع سهم
العنود : وش سوا سهم !
هيا وهي موقفه بصف سطام بالكامل : ما وده يعقل !

العنود : يمه كلنا ندري بان سهم طايش ومو حق مسؤليه ابداً ، توكم تعرفون ولدكم !
هيا : لا نعرفه ، نعرفه زين بعد ، لكن مو معقوله بيقعد طول عمره بـ العقل الطايش والمراهق ، الدنيا ما تتغير يعني ؟ كيف هو ما يتغير ويكبر ويريحنا ويريح نفسه
العنود : يمه ، الدنيا والخلق كله تتغير ، إلا سهم ، مستحيل يتعامل حسب عمره ، افهمو !
هيا : إذا قلت انا فهمت ، وش يفهم ابوك ! ما شفتيه من شوي بغى يهجم على الولد ويقطعه ، الصراحه أنا ما ألومه ولا الومه يوم عصب وانفجر ، الوضع معد يتقلب اكثر يا العنود ، حاولي تخلين اخوك يفهم ويستوعب ، ولا ابوه بيسوي شيء ما يعجب الكل ، وتذكرو هذا سطام
قاسي حتى على فلذة كبده ، لا تتمردون اكثر

قامت هيا تحت أنظار العنود اللي بدت تستوعب حركات وطيش سهم الزايد ، وهي اللي شايفه كل حركاته الظاهره لهم والخافيه ، تنهدت وهي تسند ظهره على الكنب
وتفكر بمليون فكره ، ومليون خطه

<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>

تصنمت كل حواسه ومسامعه ، من سمع حكيها مع ريم وشعورها اتجاهه ، اللي كان يتمنى لو كانت قباله ، العين بالعين ، وينقال هالكلام اللي صب بالقلب وكانه مويه بارده تثلج الصدر ، ما توقعته ابداً بيسمع ولا حرف من اللي انقال ، للحظه ودها ترجع كل شيء انقال ولا تقوله تحت مسامعه ، تحس الدنيا وقفت لحظتها ، تحس دمها تجمد ، وعروقها وقف سرى الدم فيها ، ريم اللي معد سمعت اي صوت من نغم ، تنهدت وهي تقفل الاتصال ،
ماتدري تنبسط على مشاعر الراحه اللي فيها ، او كلامها اللي ترك جبل على صدرها ،

لفت على صوت طق الباب
بهاج اللي كان نظره وكل مافيه مركز على نغم ، نغم اللي كان ودها تقوم وتشوف من اللي يطق الباب ، وتهرب من الغرفه اللي انحرم وتوقف منها الأكسجين ، بهاج اللي من لاحظه رجفتها وصدمتها ، حاول يتدارك نفسه ، ومشاعره
اللي للحظه انفجرت وتنثرت بكل زاويه بالغرفه ،
تقدم صوب الباب اللي ينطق ، نغم اللي سرعان ما مسحت دموعها ورفعت يدها بشعرها بحركه طفوليه بحت ، بهاج اللي تنحنح من شاف الخدامه اللي جايبه المويه اللي طلبها قبل يتروش ، سكر الباب وهو يلف عليها ويحصلها بنفس الجلسه ، لكن عيونها على يدها
اللي ماسكه فيها الجوال وشاده عليه بقوه ، شرب من المويه بخفه ، وأنظاره ما تحررت من عليها ،

تقدم صوبها بهدوء ، نغم اللي من حست انه جايه صوبها ، ودها الارض تنشق وتبلعها ، ولا تناظر عيونه ، ولا وجهه ، اي خجوله
خجوله بشكل لا يعقل ولا يصدق ، نادر الدنيا تلقى شخص خجول كثر خجل نغم ، لكنه أنقى وأنظف خجل
حصل بالدنيا ، وقف قدامها بمسافه ، مد لها كاس المويه البارده ، نغم اللي رفعت عيونها صوب يده الماسكه بالكاس ، رفعت يدها برجفه لاجل تاخذه ، بغمضة عين
رفع يده الثاني ماسك باطن يدها بخفه ، سرعان ما رفعت عيونها صوب عيونه ، بهاج اللي اول مره يحس بملمس يدها بعمق ، النعومه اللي بيدها فيها كمية طمأنينه لا تعقل ، شد على يدها بخفه لاجل توقف قدامه ، وقفت وهي بضبط قباله ، لا مسافات ، لا بعّد ، مافيه اي مسافه كانت تفصل بينهم ، حتى الهواء ما تركو له مجال يعبر بينهم ، ولاول مره ، تكون العين قريبه هالكثر ، والمشاعر تكون منفجره هالكثر ،

بهاج بنبرة غرقان في عيونها : تحرري يا نغم
نغم برجفه تملي صوتها : اتحرر
بهاج بمقاطعه : ‏تحرري من قيود الحزن وابتسمي
نغم اللي ما تدري ايش تصنف هالحظه وهي المشاعر عندها منفجره بشكل كبير
بهاج : ابتسمي خلي قلب معشوقتس بالهوى يبرى ،
ابتسمي لعنبو من لازمني في بسمتس خلق

•انتهى•

اسفه لاني فجرت مشاعركم
بس إلى متى كاتمين ؟ ما تعبتو ؟

‏&quot;مثل الوطن والأهل جيت أنت &quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن