———
ناظرته مناهل بقهر وهي ودّها تحرق الدور الي فوق كله وليان فيه ، لف بظهره فهد ودخل مكتبه يمسح على ملامحه بهدوء ، عصب لدرجة عروق راسه تنبض من نفسه لانه نسى اكل سعود ومن نفسه بعد لان ليان تعاتبه ومن نفسه بعد لانه ينسى نفسه دامه معها ينسى كل الي مضى وينسى كل الي حصل بينهم ، ينسى الجروح الي عاشها ويضمدها بنفسه لها ، لكن اول ما يتذكر حبها لمنيف يحس بالاختناق يحس بيدين تطوق حول رقبته تكتمه ، رفع عينه على دخول مناهل ، واستغفر ربه قبل لا يسوي اي شي ممكن يتركه يندم بعدين ولو انه بحق مناهل مافي شي يندم عليه ، دخلت هي بهدوء تناظره وقربت منه تجلس على طرف المكتب ؛ فهد !
صد ولا ناظر ما يهمه ابدا وجودها ولا يهمه ابداً رضاها ، مسكت كفه وكان بيبعدها عنه الا انها شدت عليه ؛ بكلمك عادي تسمعني طيب !
ناظرها بهدوء وهز راسه بالنفي ؛ ما بينا كلام اذلفي .
عضت شفايفها ؛ طيب انا اسفه فهد .
رفع عينه عليها يضحك بسخريه ؛ وش تفيد فيه ؟
ناظرته هي وهزت راسها بالنفي ؛ ما تفيد بشي لكن ممكن تشفع بس شوي !
هز راسه بالايجاب بمجاراه ودّه ينتهي ويخلص منها ؛ خلاص قبلت ، اطلعي .
ابتسمت هي تناظره ؛ طيب نطلع انا وانت نتغدا ؟
هز راسه بالنفي ؛ عندي شغل ولا ودي اطلع .
هزت راسها تميله ؛ طيب واذا سعود معنا ؟
هز راسه بالنفي ؛ قلت عندي شغل ولو سعود ودّه يطلع بطلعه بس هو يبي يطلع مع ليان لو قلت له .
ناظرته بحده ؛ ما خلصنا منها يعني ؟
هز راسه بالنفي ؛ ما راح نخلص منها لا تنسين هي وش كانت عندي .
طلع من المكتب وفي داخل صدره حرقه مو طبيعيه ، حرقة تترك ضلوعه رماد ، ودّه يعرف وش فيها ودّه يفهم هي وش تحس فيه ، ودّه تكون عنده الحين وياخذ من منطوقها الحكي يفهم هي وش عانت لدرجة حتى انها تاكل مهدئات ومسكنات ، طلع مع الدرج متجاهل نظرات مناهل الي فهمت انه طالع لها ، فتح بآل الغرفه بهدوء ومن حس ببرودتها وحتى ضوءها الخفيف يفهم انها نايمه ، دخل يتوسط غرفتها يبي يتطمن ما يدري ليش تبع قلبه هالمره لكن يعرف انه ودّه يجيها ، جلس على طرف السرير يناظرها بهدوء وبيده ابعد حصل شعرها عن وجهها وبأنامله يمررها على اثر الجرح الي في حاجبها ، حنّ وشوقه تعدى حدود السحاب ، حنّ يبي يرجع ايامهم الي قبل يبي يرجع الحب الي عاشوه من قبل ، كان متوقع انه بيصد عنها وانه مستحيل يعطيها وجه او حتى ابسط اهتمام لكنّ قلبه غلبه هالمره ، كان طول السنين الي راحت يتبع عقله لكن من شافها صار يمشي ورا قلبه بدون حيل منه او قوه ، يتبعه ويقوله سمعاً وطاعه ، لكن الا ويجي عقله يملي عليه عصيان قلبه ، طلع من الغرفه وقفلها بهدوء وقبل لا ينزل ناظر امه الي طلعت من غرفتها وتنهد من سألته ؛ وش تسوي بالغرفه هذي ؟
ناظرها فهد بهدوء وهز راسه بالنفي ؛ ما اسوي شي !
ناظرته اسماء بهدوء ؛ هالغرفه مميزه عندك واثثتها انت بنفسك ودخلتها هالسكرتيره هنا طيب لو خليتها بالغرف الي تحت مثل دانه ، نعرف ان الدور هذا بس لاهل البيت وش حصل الحين ؟
ناظرها بهدوء ونزل مع الدرج بدون ما يرد ، ودّه يقول هي مني وفيني ، ودّه يقول هي من اهل البيت هي زوجتي وحلالي ، نزل مع الدرج وتنهد يناظر حوله ، ما يدري ليش الضيقه محتلته رغم ان كل شي عنده ، ولده سعود وليان حوله ، امه واخوانه معه ، شركته ناجحه ، لكن ما يدري ليش متضايق ، تنهد بتعب ؛ لو كنّا راضين عن بعض الحين يمدي حياتي مرتاحه الحين .