__
تنهد فهد يناظر فيصل ؛ مو اليوم ، بحاول امهد لها .
تنهد غيث وهو شعوره مليئ بالخوف والقلق ، يخاف يصير لها شي خصوصاً ان هذي بمثابة الموت لها ولقلبها .« بيت بدر »
واقف بهدوء وقد بلّغه فهد بحضوره هو وغيث وغيره هو ما عنده علم ، تنهد بدر وكل الافكار بدت تدخل مخه من حسنها وشرّها ، فز من سمع صوت الجرس وفتح الباب ؛ فهد...
تلاشى صوته من شاف الشايب الي بينهم ، برزّة ثوبه ، بهيبة وقوفه واعتدال مبسمه ، ناظره بدر بجمود وهو لو فقد الذاكره مستحيل ينسى ملامح شايبه ، ابتسم فيصل يناظر بدر ؛ عيب يابوك ماتسلم عليّ .
م زال بدر مصدوم من ملامح ابوه وطريقة حكيه ، وتقدم يمسك كتف ابوه وناظر فهد وغيث ؛ حقيقي !
ابتسم غيث ؛ طيب سلّم عليه .
ناظره بدر والتفت يناظر فيصل ؛ انت حي ولا مخي بدا يهلوس ؟
ضحك فيصل وتقدم يضمّ ولده وهو يعرف قلبه يفهمه ، وفعلاً نزلت دمعة بدر يضمّه ضمة فاقد حياه ورجعت له الحين ، صار هو اب لكنّه يحتاج ابوه ، مهما مرت سنينه ما يقدر يتخلى عن مكانة ابوه في حياته ، من سنين وهو يتمنى بس لو يشوف زوله ثواني بس ويختفي لكن الحين هو قدامه من دقايق ويتنعم في ضمّته ، ابعد بدر ومسح دموعه ؛ ما يصدق عقلي انك بعد سنين عايش .
ضحك فيصل وضرب على كتفه ؛ ما يخيب ربك رجاء يا ابو ميهاف .
ضحك بدر واشر لابوه بدقايق ، ورجع ومعه ميهاف بحضنه ، واخذها فيصل يضمّها عليه يقبّل راسها ، يتنعم في حضن اول حفيده له ، ناظرهم فيصل ؛ ودي بشوفة ليان .
تنهد فهد يناظرهم وهز راسه غيث يضرب على كتف فهد ؛ ما بيصير شي ان شاء الله .« بيت فهد ، عند ليان »
نزلت مع الدرج وهي عندها علم ان لا اسماء ولا حتى مناهل موجودين ، عضت شفايفها من الم بطنها والم راسها ، ناظرت بفهد الي دخل مع الباب ؛ وين كنت ؟
بلع ريقه فهد يناظرها وتقدم لها يضمّها فقط بدون حروف او حكي ،عقدت حواجبها بهدوء ؛ فهد !
ابعد فهد عنها يناظرها وعضت شفايفها هي تناظره ؛ لا تناظرني كذا..
تلاشى صوتها من رفعت عيونها تناظر الي دخل مع الباب ، سكنت ملامحها من كان شخص تعرف ملامحه وتفهمها ، تفهم كل تفاصيلها
تفهم هي لمين ، ناظرت فهد الي نظراته عليها هي وتنهدت من عرفت انه مجرد اوهام ، وهذي مو اول مره تشوف فيها ابوها على ارض الواقع او تتخيله ، ابتسمت هي تناظر فهد ؛ اشتقت لي ؟
ابتسم فيصل من ابتسامتها وابتسم فهد تلين ملامحه يناظرها ، يناظر ملامحها الهاديه وكيف انها ما اهتمت لوجود ابوها ، وتنهد هو ؛ تشوفين شي ؟
ناظرته بهدوء ورجعت ناظرت زول ابوها واستغربت وجودها الي وصل لدقايق ؛ ابوي !
ناظرها فيصل بهدوء ؛ ياعينه !
رجعت ناظرت ليان فهد تهمس له ؛ تشوف شي انا اشوفه صح ؟ تشوف ابوي ولا انا اتخيل ؟
ناظرها فهد بهدوء وتنهدت هي ترفع شعرها ؛ مافي مشكله كل يوم اتخيل ابوي اساساً ، ودك نطلع الحديقه ؟
تنهد فيصل يناظرها ؛ ليان !
ضحكت ليان بهدوء ؛ يناديني فهد !
تنهد فيصل وتقدم لها ومسك كفها بهدوء ، سحبت يدها برعب قشعر في جسدها ؛ فهد !
لانت ملامح فهد من ابتعاد ليان عن فيصل لحضنه هو ، وناظرها فيصل ؛ يابنتي .
تنهد فهد يناظر ليان ؛ ابوك حي يا ليان .
سكنت ملامحها تناظرهم ، تناظر فهد وتناظر ملامح ابوها ، رجعت خطوه على الخلف تهز راسها بالنفي ، عجزت حروفها تطلع ، تحس انها فقدت مخارج الحروف كيف تنطق ، مستحيل بعد كل هالسنين الي هي صدقت فيها موت ابوها وبشاعة طريقته يطلع حيّ وهي توها تدري ، بعد كمّ الوجع والحزن والدموع تصير كلها سُدى ، لان الدموع الي هي نزلت كل ليله وتكون لابوها نصيب منها طلعت فراغ ، والوجع الي هي عاشته والي تحسّه تبخر كله ، بلعت ريقها تناظر فهد بهدوء وهز راسه فهد ؛ عايش يا ليان وهذا هو قدامك ودّه بشوفك .
ناظرت فهد بهدوء ساكن بملامح جامده ، بدون اي ردة فعل منها على كلامها ، وناظرت ملامح ابوها ترجع خطاويها كلها على ورا ، مستحيل الي صار معها كلها يصير بدون اي سبب ، الفقد الي هي عاشته كان كله كذب ، ابوها حي وهي تعيش الوجع قدام عينه وهو في دنيتها لكنّه ما ردّه عنها ، مسكت راسها بكل قوتها من حسّت بصداع يفتك دماغها ، نزلت دموعها تصرخ بعالي صوتها ؛ تكذبون !
تقدم فهد لها بخوف ؛ ليان .
ابعدت عنها تمسك راسها بألم ؛ كله كذب والله كذب .
ناظرت ابوها ناظرت الشخص الي غاب عن عينها اكثر من 15 سنه ، صارت ملامحها تبيّن كبر سنّه وشيب راسه ولحيته كلها ، لكنّ ما زاده الا هيبه تعزّه ، ناظرت عصاته الي تسنده فوق الارض وتثبت وقوفه ، ناظرت فهد بدموع ؛ انا اتخيل واتوهم وانت بعد بس ما يطلع عايش يافهد طول هالمده ويشوف عذابي ويسكت ما يردّه عني .
غمضت عيونها بكل ألم من راسها ما تدري وش صار معها لكن ما عادت تحس بالاصوات حولها ما عادت تحس بوقوفهم امامها ، تلاشت كامل الرؤيه من عيونها بالم تكون نهاية مقاومتها سقوطها على الارض ، فز فهد من شاف جسدها يتهاوي وضمّها فهد يمّه يمسح على راسها ؛ ليان !
ما سمع منها رد وانقبض قلبه بخوف يناظر فيصل بحدّه ، ناظر ملامحها وناظر دموعها وسكون ملامحها بحضنه ، م عاد يحس بحركتها وبدا قلبه ينبض بكل خوف ، وحملها بين يدينه يرفعها كلها ووجهته المستشفى ، لانت ملامح فيصل من خلوّ المكان الا منه ، ما زالت عيونه مثبته على مكانها هي ، على صدمتها وذهولها وعلى دموعها وعدم تصديقها ، همس من كل قلبه يرتجي ربه ؛ يارب احفظها لي يارب .