Part 45

10.2K 235 12
                                    

_

ناظر امير وكأنه يكشف له نفسه من الداخل ، اخذ نفس راجح مايدري كيف ينطقها لولده ، ما يدري وش يقول ، يقوله والله خطفت بنت طلال ، والحين ندمان ؟ مسك امير ذراع ابوه ؛ لا تخبي شي قول .
رفع اكتافه راجح ؛ مدري وش اقولك ي ولدي ، بس شي سويته من زمان وندمان عليه الحين ، انت تعرف الي صار ببنت طلال ، وانها اختفت من بيتهم ما يدرون عنها
ناظر ابوه بذهول يهز راسه بالنفي ، ومسك كفه لا شعورياً ، يرتجيه ؛ لا تقولها تكفى ، لا تقول انك ورا خطف بنته وانك السبب ؟
هز راسه راجح بقل حيله ما يقدر يخبي اكثر ، ما يقدر يعيش باقي عمره وانه ما سوى شي ، ولا صار شي ، ورجع امير بخطواته على ورا ، ما يصدق ان ابوه السبب في طيحة عمه ، وانه السبب في وجع طلال على فقد بنته ، وبلع ريقه امير يهمس له ؛ كيف ؟
مرر راجح نظره بارجاء المستشفى ؛ اخذتها وهي صغيره عمرها سنتين ، دخلت واحد من رجالي يطلعها لي ، وقال للخادمه ان ابوها يبغاها واعطته البنت اخذتها من يدينه ومشيت لين عند عماره متهالكه واعرف ان فيه عجوز ساكنه فيها اسمها حليمه دقيت الباب وتركت البنت عند الباب ورجعت بيتي ، حسيت بالانتصار وقتها ، وبطريقتي اخذت اثباتاتها واعطيتها واحد من رجالي يتركها عند باب شقة العجوز ، وبعد ما مر شهر وشفت تعب طلال رحت لنفس العماره وطلعت لنفس الشقه وطلع لي واحد وقلت له في عجوز ساكنه هنا مع بنت صغيره ، قال لي ان العجوز نقلت من الشقه ذي وانا ساكن جديد هنا ، حسيت وقتها اني الدنيا ضاقت علي ودورت عليها ما تركت بقعة في الرياض ما دورتها فيه لكن ما لقيتها ياولدي ، وصرت مع طلال وحلفت اني ما اخونه من جديد .
ضحك امير بسخريه ، يمسك ذراعه ؛ ما تخونه ؟ ورقة شغل هي علشان نقول خلاص والله راجح ندم وما راح يعيدها ؟ بنته تراها وحيدته وتقول ما عاد تخونه ؟ ما اعرف وش اقولك بس حسافة عشرة عمي طلال معك ، رتيل لا تعرف بالموضوع ذا ولا والله العظيم بي
انقطع صوته من سمع همسها ؛ امير .
لف عليها يناظرها بخوف من سمع صوتها وراها خايف تكون سمعت شي ، وشافها كيف تتقدم لابوه ، ماسكه دموعها غصب لا تطيح ؛ وش يفيد الندم الحين ؟ ابوي طريح هنا وانت تقول ندمان ، ابعدتني عن ابوي ابعدتني عن حضنه عن حنانه خليتني اعيش في شقه شهر ندفع ايجارها وشهور نجلس نترجاه لا يطردنا ، خليتني اعيش لحالي مادري مين اهلي ولا اعرف مين اصلي هل انا بنت حرام ولا لا ، وش يفيد الندم الحين ي ابو امير ي اخو طلال وش يفيد فيه ، كيف هان عليك تشوفه يطيح قدامك وراه بسببك متى حسيت انك غلطان ؟ بعد شهر ؟ شهر كامل وانت تشوفه ما يعرف يساره من يمينه من المصيبه الي حلت على راسه ، كنت متهني وقتها ؟ بس اعطني سبب واحد مقنع يقنعني انك تسوي هذا كله ، قول .
ماسمعت منه صوت وكان نظره على الارض ، ما يعرف وش يبرر فيه فعلته ، راجح بن بندر الي كلً يوقف من بعده ، هالمره مو قادر يحط عينه في عين بنت ما تجاوزت عمر 18 ؛ مافي شي يبرر فعلتي ولا سبب مقنع ، لو اقولك اني عجزت افهم ولدي وهو بعمر ال 7 ابوك كان احسن مني في تربيته ، وانا ضيعت ولدي من بين يديني وكنت اناني وقت اخذتك من بين يدين ابوك .
ابتسمت بسخريه ؛ هذا عذرك ؟ تحرم اب من بنته علشانك ما عرفت تربي ؟ علشانك شفت ولدك يضيع ؟
ضربت صدره بكل قوته ، بصراخ ؛ طيب وانا ؟ انا وش ذنبي عشان انحرم من ابوي وش ذنبي ؟ ولدك جنبك طول هالسنين وانا ؟ عشت لحالي بدون اهل وانتم عشتو بخير ومبسوطين ، وانا ؟ ابوي ؟ كل واحد متوجع من جهه ، فاقد له روح وانت عشت بخير مع ولدك واخوك واهلك ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم كلكم .
وكانت بتمشي الا ان امير مسك ذراعها لكنها نفضتها منه بغضب ؛ ابعد عني ، وش كنت تحذره ؟ تحذره انها ما توصلي السالفه واني ما اعرف ؟ لا تكلمني امير ابعد عني .
واتجهت لغرفة ابوها ، وابتسمت له من شافته صاحي يناظر في الباب ، عقد حواجبه من شافها ؛ وليف امير ؟ وش جابك عندي ؟
ناظرته بإستغراب ؛ ما فهمت ؟
تقدمت له ومسكت ايده ، وسحب يده منها بخفيف ؛ يجي امير الحين ويحترق علينا من الغيره ، وينسى انك معتبرتني عمك .
خفق قلبها من كلامه وهمست ؛ عمي ؟
دخل امير الغرفه وناظرته هي بعدم فهم ، وتقدم امير يبتسم لطلال ؛ الحمدلله على سلامتك يالغالي .
هز راسه طلال ؛ الله يسلمك ، وش الزياره المفاجئه ذي ما قلتي لي انها بتجي معك .
ناظرت امير بحزن من حالة ابوها ، هل فقد فعلاً ذاكرته ، وتجمعت الدموع بمحاجرها تهز راسها بالنفي ، ومسك امير كفها ؛ اصرت انها تجي معي لما عرفت انك طحت .
هز راسه طلال بتعب ، ورجع يغمض عيونه من جديد ، يغرق بنومه ، وطلع امير وخلفه رتيل نفضت يدها منه ؛ وش صاير ليش ما يتذكرني ؟ يقول انه عمي ؟ شسالفه ؟
تنهد امير بتعب ؛ عمي طلال في كل مره يطيح يفقد ذاكرته فتره وترجع له ، رجع نام ولما يصحى بنحترق كلنا .
ناظرته بذهول ، هي اول مره تعرف ان ابوها تصير مضاعفات له من بعد طيحته ، زفرت هي بحزن تبتعد مسافه بسيطه لثواني ورجعت له تتقدم ؛ ما برجع معك ، برجع مع ابوي .
وسع عيونه بذهول ؛ مو على كيفك ترجعين مع ابوك ، الي صار صار وانتهى وانا شدخلني ؟
ناظرته بدموع ؛ يرضيك اني اعيش مع واحد ابوه فرقني عن ابوي ؟ اذا يرضيك انا مايرضيني .
مسك كفها ؛ رتيل انتي قلتيها ابوه وشدخله هو ؟ رتيل مو لعبة بزران هي .
هزت راسها بالنفي تناظره بغضب ؛ هذا كلامي عاد ، لا تنتظر ان ابوي يجي ويقولك والله سالفه عدت وانتهت ، هذا اذا ما قال طلق بنتي .
نفضها بكل قوته يصرخ عليها ؛ اقضبي لسانك احسن لك .
هزت راسها بالاسى ؛ شفت كيف عاملتني ، اجل كيف لو عشنا تحت سقف واحد بتخطفني زي ابوك ؟؟
كان بيضربها من شدة غضبه الا انه استغفر في اللحظه الاخيره ، ومسكه ابوه من عند صدره ؛ امير استهدي بالله .
ناظر ابوه بغضب ؛ اسمعها وش تقول ، اخطفها انا ؟
ناظر فيها والغضب بدأ يجري في كامل عروقه ؛ انا اذيتك بشي ؟
كل وقتي وانا معك اداريك والحين تقولين م عاد ابي ارجع معك ؟ تحاسبيني على شي انا ما سويته ؟ ارجعي لعقلك ي بنت احسن لك .
تنهدت تناظر ابوه ، وانهمرت دموعها تناظره هو ؛ ما اعرف طيب ، ما تعرف شي حتى انت ، ما حسيتو باللي حسيته انا قبل ، انت تعرف اني كنت بروح فيها ليلة الصيدليه لو ما جيت انت وش كان بيصير فيني ، ما كان عندي احد ما كان حولي احد لا اب ولا احد
غمض عيونه بغضب من رجعت له ذكرى الصيدليه وحادثتها ؛ لا تعيدينها وما صار شي خلاص ، بس رجعه مع ابوك منتي راجعه فاهمه .
ناظرت راجح ، ورفعت اكتافها ؛ ما اعرف اكرهك ولا اتناسى الموضوع واقول شي انتهى وماله داعي ينذكر ، ما تعرف وش كثر كنت اتعب وقت احس بالوحده لحالي وانا م اعرف مين ابوي ومين امي .
ناظرها راجح بحزن وهو فعلاً الندم يتآكل داخله ؛ ي بنتي غرني الشيطان وقت زماني والحين انتي بحضن ابوك زوجة لامير ماله داعي القطاعه وتقطعين بزوجك عشان موضوع انتهى ولا احنا قادرين نعيده علشان نحّله ، لو في قلبك خاطر لي باقي لو هالقد سامحيني ي بنتي ، وانا والله العظيم حاط ابوك في عيوني ومن عرفت انك بنته اني فرحت من كل قلبي والله ، لا تخيبين هقوتي فيك ي بنت طلال ، داخل على الله ثم عليك انك ما ترديني .
ناظرته بوجع ، وهزت راسها بالنفي ، تنهمر دموعها ، وفي لحظه باغتها فيه راجح وضمّها له يتركها تبكي على صدره وقبّل راسها ؛ اني عارف ان حب الروس ما تدمح الزلات ، لكن ارحمي شيبي وارفقي فيني لا تحمليني ذنبي اكثر من الي محمله في نفسي .
شهقاتها تقطع قلبه قبل لا توجع اذانه ، يعرف تخبطها الحين يعرف انها مو قادره تحدد قرارها ، لكن الي يخافه صحوة طلال وش وراها ، وش بتتغير القرارات فيها ؟ ، تنهد هو يتجه للرسبيشن يطلب ينقلون طلال لجناح خاص ، علشان ترتاح رتيل ، وثواني وتم تلبية طلب امير ، لكن شافتهم رتيل وفزت بخوف من ان ابوها صار له اذى ، لكنه مسك ذراعها ؛ مافيه الا العافيه نقلناه لجناح خاص علشان ترتاحين .
لانت ملامحها من اهتمامه فيها ، ومشت خلفه ، دخلو جميعاً للجناح وطاحت انظارهم على طلال المستلقي براحه ، وهمس راجح ؛ الحين مرتاح ، بس خوفي يضيق خاطرك بعدين .

أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن