الجزء الخامس والعشرون 🩶

1.3K 45 0
                                    

-
-

فيلا تميم " الساعة ٣:٠٠ عصراً " ( مجلس الرجال الخارجي )
جالس وهو ينتظر تركي اللي قلطه ودخل يجيب الضيافه وتفكيره يلعب به مايرحمه ابداً يكره نفسه عند فكرة انه هو سبب تعب تركي او انه ضغطه فوق الضغوط اللي عنده وهو اعلم الناس بحال تركي وعلاقته مع اهله اللي ابداً ماهي مستقره ويكره نفسه زود انه ضغط عليه بزعله وعدم اهتمامه فيه وتجاهله سواء بنهاية عزيمة ابو هناي او السفارة وما وعاه من شروده الا صوته
تركي تقدم له وبيده القهوة والفنجال بمده : حي الله ابو صقر
تنهد من مناداة تركي له بهالاسم اللي يدري لاناداه فيه بين بعضهم ومابينهم رجال انه شايل بخاطره عليه
زفر انفاسه اصيل ياخذ الفنجال من يده ينطق : الله يحييك !
ثم سكت شوي ثم اردف : كيف حالك انشاء الله حرارتك نزلت ؟
تركي بهدوء قدم له التمر وجلس جنبه : الحمد لله مانشكي باس
وصب له قهوة وهو يناظر اصيل ينتظره يقول اللي بخاطره دون مايتكلم بشيء
اصيل بهدوء غريب عليه : شايل بخاطرك علي ؟
تركي بسخرية : لا ابد
اصيل بإندفاع : مو قصدي تركي والله العظيم مو بقصدي
ثم تنهد وهو يردف : ماكان ودي اتكلم معك قدام الناس بس قهرني برودك وهدوءك المهمه بيستلمها احد غيرك ولا ناقشت ولا تكلمت انت لك الحق فيها اكثر من غيرك انت اللي تأذيت وانت اللي ابعدوك عن اهلك بتهديدهم لك فيهم
ثار اصيل اكثر وهو يشوف هدوء تركي وعدم مناقشته له وقام بغضب وهو يلف بالمجلس وانظاره على تركي : انت بتسكت لكن انا مابسكت على اللي شفته ! انا شفتك جثه هامده قدام عيني تركي اول ثلاث سنين انت كنت ميت ميت تركي جسدك عايش لكن روحك ماتت من غياب اهلك عنك من ابتعادك عنهم ضحيت بنفسك وعايلتك وزوجتك وبنتك لجل ما يأذونهم
زفر انفاسه بغضب وقرب لتركي : مايحق لهم يستبعدونك من القضيه انت اساسها وانت اول اسبابها لولاك ولولا تضحيتك كان هم للان يلعبون بنا ولا بنعرف عنهم شيء لكن انت ضحيت بخمس سنين من عمرك بعيد ومنقطع عن العالم واهلك يحسبونك ميت تحملت وقلت لجل عيون تكرم مُدن لكن وش صار تركي وش صار استبعدوك وانا مابسكت ابداً ماراح اسكت لهم انا اللي شفتك وعشت معاك معاناتك تعبك بالشهور وعدم قدرتك على المشي عنادك وصلابتك وصبرك قدام كل هالضغوط محد عاشها غيري انا وياك محد له الحق بالقضيه كثرنا
غمض عيونه تركي بتعب من كلام اصيل وحس بصداعه يرجع له لكنه تحامل على نفسه وقام على حيله يقابل اصيل ويناظره مُمتن للرجل اللي قدامه امتنان عظيم لولاه كان تركي جثه هامده ميته انقذه من مكان مهجور واعتنى فيه شهور وسفره بالخفى وقعد معاه بالغربه سنه كامله دون مايعرف منه شيء غير انه رجل دوله مهم وله اعداء لكن التفاصيل ماكانت مهمه لاصيل ماكان يهمه غير حماية تركي وعافيته ترد له
وبعد سنه استرد عافيته تركي وهو امن لاصيل وعرفه بعد ماتحرى عنه انه استخباراتي سري مُتنكر بأغلب الاوقات ولا يعرف عنه الا مُحققين كبار ومنهم تركي وعلمه بقضة القايد وخطفهم له وتهديدهم بعايلته وزوجته وبنته ومن هنا بدأ تخطيطهم مع السفارة السعودية بإيطاليا وتعاونوا لين وصلوا للي يبونه بعد سنتين لكن بيوم رجعة تركي لاهله بعد غياب سنتين اطلقو عليه بمعرفة تامه انه هو نفسه تركي وانتقل للمستشفى بإيطاليا آثر طلق ناري قريب من عموده الفقري ادى الى عدم تحركه لسنه كامله علاج لين استعاد عافيته وبعد سنة علاج كامله قضاها بين زوايا المستشفى قرر انه مايرجع لاهله ويسبب لهم الخطر وبعد تحريات كبيره وكثيره وبعد ماطلعوا شهادة وفاة له وصلت لاعداءه قدر بعد سنتين انه يرجع لهم وكانت خمس سنوات غياب رجعوا كتف بكتف وكل واحد فيهم كسب ضلع لنفسه تركي ضلع لاصيل لا مال به الوقت واصيل ضلع لتركي لا صار له ماصار وتقدم تركي لاصيل وحط يده على كتفه
تركي بهدوء : ما تنازلت ولا رضيت بشيء اصيل
تنهد وهو يردف : بعلمك بس اجلس اول
وتقدم عنه يشوفه يجلس وجلس قدامه يشرح له : ظاهرياً القضية بتتحول لمُحقق ثاني وداخلياً انا المسؤول الوحيد عنها
شاف صدمة اصيل على وجهه وزفر انفاسه يكمل : فيه عميل بالسفارة السعودية بقطر
سمع اصيل يشتم بهمس لكن تجاهل وكمل : اظهرنا للعميل اني مُستبعد من القضية لجل نعرفه لان بمُجرد مايعرف اني استبعدت بيحاول يتقرب من محقق القضية بالسعودية وبيكشف نفسه سواء بتصرفاته او رشوته للمحقق
اصيل بفطنه : واذا رشاه وسكت ماقال المحقق لنا شيء
تركي بذكاء : كلفت شخص يزرع سماعة تنصت بمكتب المحقق دون مايدري شخصياً ماعرف المحقق ولا سمعت اسمه من قبل وهذا اللي مو مريحني
اصيل تنهد بتعب : مابنرتاح الا لاوصلنا للمملكة وبلشنا بالقضية بشكل مُباشر
تركي هز راسه بإيجاب : كل شيء بينكشف فالمملكة
ثم رمش بكسل وصداعه زاد عليه لفت انتباه اصيل تعب تركي وصداعه وهو اللي اعلم الناس به وبصداعه اللي لا انضغط من شي جاه بعنفوان كأنه يعاقبه على ضغطه لنفسه
اصيل بتساؤل : ماخف صداعك ؟
نفى تركي براسه وهو يغمض عيونه ببطىء
اصيل برجاء : تركي قوم معي المستشفى افحص من شهر اتحايل عليك مو راضي
شافه بيرفض ونطق بإندفاع : نتطمن بس لجل ما تخوف زوجتك عليك !
شافه يغمض عيونه ويتجاهله دون رد وانقهر منه اصيل لكن مابيده شي مايقدر يجبره وهو اعلم الناس بكره تركي للمستشفى بسبب علاجه من خمس سنوات ثالث سنه من غربتهم جته طلقه قريبه من العمود الفقري كان سببها عدم قدرته على المشي وبعد علاج سنه  كامله نايم بالمستشفى لجل علاجه
قام من مكانه اصيل وبهدوء : انا بطلع عندي شغل بالسفارة وانت لا تعاند نفسك ولا صداعك وروح المستشفى اي شي تبيه كلمني جوالي مفتوح مابسكره
وشاف تركي بيقوم معاه واسرع بكلامه ينطق : اقعد اقعد ادل الباب انا ماني غريب
وتقدم يطلع للباركنق الخلفي الصغير اللي فتحه تركي لجل يدخل سيارته وتقدم يفتح سيارته وقبل لا يحرك لفتت انتباهه سيارة لونها " وردي " وقفت ورا سيارته مسكره عليها
تنح وانذهل من لون السيارة ونزل ببطىء وهو يلبس نظارته الشمسيه ويتقدم لجهة السواق ويطق الشباك ونزله السواق
اصيل بهدوء : ابعد سيارتك بطلع
السواق هز راسه بإيجاب وحرك السياره يوقفها بجنب سيارة اصيل بدال لا يكون وراها وتقدم اصيل لسيارته بيركبها لكن سمع صوت خلاه يوقف مكانه دون لا يتحرك ولانه حافظه وعارف صاحبته مالف عليها تجمدت حركته



تبقى وليف القلب ولو صار ماصار وتبقى نظير العين ولو ما اشوفك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن