طريقنا واحد ..
امشيه .. معي ..
أحباب .. كانك تبين ..
أصحاب .. اللي تبين ..
يكفي متى .. ما توصلين
تتذكرين ..
إنك حزينه .. وانا حزين
كافي كلام ..
مابي .. وعد ..
أو التزام ..
طريقنا يمحي الظلام
نمشي مسافات الرجوع
ودرب الهوى كله خضوع
ارمي الجرايد والهموم
لا تجبري عيونك تنوم
لا واسمعي همس النجوم
وهم الوداع .. وكثر الحنين
وكافي كلام .. مابي وعد
أو .. التزام
ــــــــــــــــــــʚ
بين بديها الكِتاب ورغم انجذابُها وحماسُها لهذه الرواية إلا انها غفت وهي تحاول تجاهل تعبُها من الحمل، وقع الكِتاب على السُجاد الاحمر ذو النُقوش الايرانية ودون سابق انذار فُتح على أُولى صفحَات الكِتاب . . .بدأت تركض بكل ما اوتِيت من قوة وبصعوبة تلتقط انفاسُها، وقفت وهي تتلفت بعدَ ان احست بالأمان ! التفتت خلفها وهزت رأسها بالنفي وقد امتلأت عينيها بالدموع نطقت وهي تُكلم نفسها : ما اقدر اعرضكم للخطر بسببي .. سامحوني مو بيدي.
وأكملت السير حتى وصلت إلى بيت صغير يقف بقربه رجل باتت علامات الكبر في السن تعتلي ملامحه والشعر الابيض غطاء رأسه وبالرغم من كل هذا الا انهُ ما زال قوي البُنية، تقدمت والقت السلام ومن ثم نطقت بتردد : عم ابراهيم وين بنروح.
لفظ ابراهيم : الشمال ..، اردف بهدوء : جوازك معك؟.
اخذت نفساً عميق وهي تهُز رأسها بالإيجاب : ايوه.
بهدوء اشار لها : اركبي السياره.
ركبا السيارة وتحركا متوجهانِ الى المطار وقلبُها لا يهدأ، وبعد دقائق نطق ابراهيم وهو محاول ان يكسر الصمت : اول شيء لازم تتعلميه انك ما تخافي.
بهدوء وهي تتأمل الشوارع : بحاول.
نطق ابراهيم رنبره صارِمه : لا، مافي شيء اسمه بحاول قولي حاضر او اكيد.
هزت رأسها بهدوء : تمام.
اكمل ابراهيم بجدية : العمل معي اصعب بكثير من ما انتِ تتخيلي.
هزت وتين رأسها بالايجاب وهي التي لا تعلم ما مصيرُها وما الأعمال التي ستواجهُها نطقت وهي تحاول أن تكون هادئه : ماعندي مشكله.
وما هي الا دقائق حتى أُوقِفت السيارة امام المطار ودخل ابراهيم وهي تمشي بجواره، لبِثوا ما يقارب النص ساعة إلى ان تم اقلاع الطائرة المتوجهه نحو الشمال.
جلست بجوار إبراهيم وهي تشعر بالقلق والخوف والتوتر وكل شعور سيء عن مصيرها في الايام القادمة، أسندت رأسها على نافذة الطائرة وهي تحاول أن تُهدأ من نفسِها .. ودون شعورٍ منها غفت في نومِها، افزعها صوتٌ حاد وهو ينطق : وتين .. وتين قومي وصلنا.
استيقظت من منامِها بعد ان خالطها شعور الندم عن ما فعلت ! نزلا من الطائرة .. وبعد ان خرجا من المطار توجها إلى أحد المباني السكنيه بسيارة الاجرة.
دخلت الشقه بخطوات مرتبكة، تلك الشقة الصغير والتي كانت عباره عن صاله بداخلها غرفتين ومطبخ وحمامٌ (يكرم القارئ).
تقول في نفسها : ياويلي مافكرت فيها كيف بعيش معه بنفس البيت ! ..، هكذا خاطبت وتين نفسُها ولكن ابعدت تلك الأفكار عن رأسها وهي تقول : وين المشكله يعني بكبر جدي لا تستهبلين ياوتين.
ابراهيم وجّهها إلى غرفتها وطلب منها ان لا تتدخل في خصوصياته، ولكن عندما قالت وتين نفس الجمله التي هي : ايوة كذا انت ما راح تتدخل في خصوصياتي وانا بالمثل.
صُدِمت من جوابه اذا انه قال لها : مافي شيء اسمه خصوصيه لك والجوال كل يوم راح افتشه او اقول عطيني جولك ومو مسموح لك تكلمين اي احد وبالأخص اهلك ولا بنروح فيها.
بدون تردد منها ناولتهُ هاتفها رغم ان نيرته اغاضتها، نعم كان كلامهُ صادمنا بالنسبة لها ولكنها تقبلت الامر، ومر اليوم الأول وهي تجهل ما تُخبِيه لها الايام .. الستيقظت في الصباح الباكر فقد كان سفرهم مُتعب تأملت الطاوله الصغيره وبجانبها كُرسياً المركونه بقرب النافذة .. تأملت الافطار الذي قام بتحضيره ابراهيم من اشياء بسيطه احضرها من اقرب سوبرماركت، ابتسمت وهي تراه يسكب الشاي : اجلسي يابنتي افطري.
تناولا وجبة الإفطار في صمت، لم تتحمله وتين هذا الصمت وقطعته بسؤاله : متى ببدأ عمل؟.
ابراهيم : اليوم بعد الفطور، البسي شيء عادي او حتى اقل من عادي لان العمل ذا ما يبي له ملابس مرتبه.
تعجبت منه ولكن أجابت : طيب تمام.
بعد قرابه الساعه خرجا من الشقه متوجهين إلى العمل الذي تجهله .. بعد دقايق من المشي وصلا إلى ورشة متخصصه باعمال وتصليح السيارات ! .. التفتت لابراهيم بصدمة حينما نطق : بتساعديني في تصليح السيارات.
نقطت بجمود وهي تتأمل المكان بقهر : بس انا ما اعرف شيء عن السيارات .. حتى ما اعرف كيف اسوقها.
ابراهيم بصبر : ادري وانا ما عطيتك ذا العمل الا عشان تتعلمي شيء جديد.
كان هذا الخبر صادم لها وحاولت ان تبين ان الامر طبيعي ولا يزعجها وانها لم تفكر في شيء سوا ان تعمل.
دخلت مع ابراهيم وقد تعجبت من ترحيب العاملين به وكأنه شخص مهم او على الاحرى هي لا تعلم انه هو يدير هذه الورشة.
ــــــــــــــــــــــــــمنزل عائلة وتين.
التوتر احتل عائلتها مع حلول الصباح.
خرج من غرفتها وهو يصرخ : يمه تراها مو موجودة.
نطقت الام عهود بفزع لسماعها هذا الخبر اذا ان ابنتها وتين لا تخرج من المنزل الا بعد ان تأذن لها والدتُها .. بعد ثواني خرج الاب عبدُالله على أصوات الصراخ نطق بهيبته المعتاده بين افراد عائلته : وش فيكم وش له هالصراخ.
عهود : وتين مدري وينها ماهي في البيت.
نطق بخوف : وين بتكون يعني؟.
كان اقرب حل هو الاتصال بجميع من تعرفهم وتين من صديقات ومعلمات وجيران ولكن باتت الطرق للوصول الى وتين مغلقه او هذا ما كان يبدوا لهم حتى هاتفها مغلق.
التفتت عهود لعبدالله : نعلم مين يا عبدالله؟ فيصل مسافر المانيا.
نطقت لليان بتوتر وهي احد اخوات وتين التؤام : ماما.
اجابت عهود من بين دومعِها : وش بغيتي.
لليان : وتين ما راح ترجع للبيت.
عهود بحده : الا بترجع.
كانت العائلة في دوامه من التوتر والرعب فوتين ابنتهم الكبرى وكانوا يرونها فتاة رزينه بتعاملها وتفكيرها .. كانوا في حالةٍ يُرثى لها ولكن لم يتحمل الاب لانه قد مر على اختفاء ابنته قُرابه عشر ساعات .. اخذ هاتفهُ وهو يتصل بفيصل .. دار الحديث المعتاد عن الأحوال وما الى ذلك وصل إلى صُلب الموضوع.
عبدُالله : فيصل .. اختك مختفيه.
فز فيصل من مكانه بذعر وخوف : مين؟ وش يعني مختفيه .. كيف مختفيه.
عبدالله بخوف وهو يقف بعيداً عن عائلته : من الصباح ندورها مهي في البيت.
فيصل بحده : يمكن نامت عند أحد من صديقاتها.
عبدالله : لا ماهي عند أحد.
فيصل : تمام تمام انا بتصرف الحين.
عبدالله بطمأنينة وعجز : بلغنا اذا تطور شيء .. وانا رايح الحين للشرطة.
لفظ فيصل : لا تتعب نفسك يالغالي .. الشرطه بتقول لك تعال بعد اربعه وعشرين ساعه من الاختفاء .. لكن انا بتصرف بطريقتي.
أغلق الهاتف وهو مرتاح لانهُ يعلم مدى معرفه ابنه في هذه الأمور.
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.