PART 78

831 21 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أحسبني عن هواك داله وناسي
واثرك بوسط قلبي تحط رايات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 78.
ــــــــــــــورد وغازي.
كان مُنكس الرأس يستمع لها ولكلامها الصارم ونبرتها الجديه، وما إن نطقت اخر كلماتها بنبره ضاحكه حتى رفع رأسه ينظر لها بحُب عظيم وقلبه ينبض بقوة فضيعه لتبتسم عينيه قبل شفتيه ووقف بخفه ودون وعي جرها بين احضانه ليحتضنها بين ذراعيه بقوة وقد انسابت دموع الفرح وختلط بخصلات شعرُها المُلتفه نطق بفرح عظيم : قدها قدها .. وعد اني قدها وعد.
شد عليها وشعور الطمئنينه يطوف داخل قلبه، شدّت على عِناقه وهي تشعر بملامحه تلامس عُنقها وبعد لحظات ابتعدت عنه بخفه وهي تقول بحرص : غازي .. اسمع .. انا ما اعرف اذا الي اسويه صح او غلط بس كل الاشياء الي صارت ما ابي تتكرر ما ابي اعيش نفس المُعاناه وما ابي انهي كل شيء وارجع اندم زي قبل لاني جربت شعور الندم وما ابيه ينعاد ..، بعد صمت اكملت : بس برضو ابي علاقتي بود تتصلح.
عقد حاجبيه وهو يقول : بتسامحيها ؟.
: اكيد وقفت عليها يعني ؟ ما انا سامحتك وانت مسوي اسوأ منها.
هز رأسها تأييد لكلامها وهو يقول بعد ان تقدم من الباب قاصد الخروج : صح، حلي الخلاف الي بينكم باسرع وقت وانا الحين بروح اكلم اهلي عن كل شيء. .
كانت مياسه تداري حُزنها رغم انها لن تقبل بالعوده لغازي فقد كان قرارها قطعي، في تلك الاثناء رن هاتف ورد لتمسك بِه مياسه إذ بِها وتين تتصل.
اجابت : هلا وتين.
وتين بتساؤل : انتِ مين ؟ وين ورد ؟ ايش فيها ما داومت اليوم ؟ ارسلت لها الصباح نتقابل في نفس المكان بس ما جات ..، اردفت بتساؤل : اصلاً جوالها ليه معك ؟.
بهدوء : انا مياسه .. الوضع تعقد شوي بين ورد وغازي، راح اقول لورد تتصل فيك بعد شوي.

مرت الايام وعادت علاقة ورد باختها ود كسابِقها بعد تفهم ورد ردة فعل ود المُتسرعه وقد شرحت ود نيتها التي لم تكن انانيه إنما خوفاً عليها، عادت علاقتهما رغم الخصام الحاد الذي حدث بينهما وهاهو يتأتي اليوم المنشود، يوم عوده العلاقات يوم زواج ورد من غازي الفؤاد .. في تلك الاثناء تجلس ورد على كرسي تحت أنامل مصففه الشعر التي بدأت بتعديل خصلات شعرها بينما في الأسفل صوت الموسيقى يملأ المكان حيث بدأت ود ومن معها باستقبال الضيوف والترحيب بهم بكل حُب وسعاده غامره بعد ان زارت الفرحة عائلتها من جديد.
دخلت وتين لتحتضن ود بضحك وهي تقول : اخر شيء توقعت يصير، ما تدري يمكن هذي النهاية وهذي الحياة الي تسعد وتعوض ورد ..، اردفت بضحك اكثر عندما رأت يزن : شوفي كيف فرحان.
ود بضحك : تحسي اليوم زواجه هو ..، اردفت : انتِ ادخلي انا بستقبل الباقين.

"حل ربيع الحُب المُنتظر بين وتين وشريان"
وقفت وتين بجانب إحدى الطاولات الطويله بعد ان وضعت حقيبتها الصغيره وهي تتأمل فرحه الناس وضحكاتِهم ورقصِهم وما هي إلا لحظات حتى وقعت عينيها على جسد رجل مُرتدي بدلة سوداء بالكامل بلحيه خفيفه يتأملها في صمت وحُب طاغي وبشغف يقف بعيداً عنها في الجهه المُقابله لها، خفق قلبها بسرعة فضيعه لتمسك بجانبها الأيسر للحظه وهي التي شككت في عينيها لتغمضها لثواني وما إن فتحتها حتى اختفاء ذلك الكيان من امام عينيها، ابتلعت ريقها عندما ادركت انها قد تكون متوهمه لوجوده ! توجهت إلى دورة المياه مسرعه محاوله إفاقه نفسها من تخيلها لشريان في كل مكان وهي تتنهد وتحاول ان تنظم انفاسها المرتبكه.
وبعد ان طبطبت على وجنتيها وعُنقها بالقليل من الماء رفعت رأسها للمرآة ولكن انقبضت دقات قلبها للحظه وكأن الاكسجين لا يصل إلى داخل رئتيها بعد ان رأت طيف وملامح شريان تقف خلفها مباشره ! لتلتفت بسرعة كبيره وهي متيقنه ان صورته ستتبخر حينما تلتفت له ولكن خاب ظنها فقد كان شريان بكيانه يقف امامها وبشموخه ورائحه عطره التي تسبقه كعادته قبل عامين .. نظراته الحاده، حاجبيه الكثيفان، تلك الملامح التي لم يغيرها الزمن، نظرات التأمل والحُب الكبير لها وحدها، النظرات التي لم تلمحها في عيني احد مِمن نظروا إليها لم تراها إلا في عينيه.
ابتلعت ريقها بصعوبه بعد ان امسكت بعنقها وكأنها تبحث عن اكسجين يسعفها لتتخطى صدمتها في حين نطق شريان وعينيه تتأمل تفاصيل وتقاسيم ملامح وجهها العذب والذي لم تفارق مخيلته للحظه طيله الايام الفائته : رجع شريانك يا وتين قلبه.
ارتجف فكها كما ارتجف قلبها وباقي اطرافها من عظمه ما تشعر به في هذه اللحظه، زمت شفتيها بعد ان طوقت اهدابها قطرات دموع : انت ! انت كـ .. كيف ؟.
لم تجد نفسها إلا تدفعه بقوة وغضب كبير دفنته طيلة تلك المُده : انت .. انت مين محسب نفسك ؟.
رفعت سبابتها امام ملامحه قائلة بعد ان نزلت دموعها الشفافه وبمحاوله تهديد وقلبها يضيق وتختنق : انت ! ..، اكملت وهي تشير له بالابتعاد محاوله عدم قول كل ما في داخلها والعبرة تخنقها : ابعد ابعد ابي اطلع ما ابي عيني تشوفك.
يتأملها كأنهُ يتأمل حُلمه وهي حقاً كل احلامه، يعلم مدى غضبها منه ويعلم انها حزينه منه ليقول بعد ان تقدم منها بخطوات كبيره ليحاصرها على المغسله : لكل شيء سببه يا وتين قلبي وانا جيتك مع كل اسبابي.
صدرت منها شهقه مكتومه وكأن قلبها يتقطع ألم وشوق له ولوجوده في حياتها وبدموعها المنهمره التي جرحت قلبه نطقت : ما ابيك .. ما ابي اسبابك زي ما انت ما تبيني .. ابعد .. ابعد ابي اخرج.
انحنى قاصداً احتضانها ولكنها صدمته بصفعه قوية على وجنته بيدها المُرتجفه ضعيفه البُنيه مقارنه بِه، اردفتها بدفعه بقوة كبيره لتخرج وهي بالكاد تلتقط انفاسها تاركه شريان خلفها دون ان يُبدي اي رده فعل، امسكت بعنقها تمسح عليه باختناق والعبره تمنعها من التنفس لتشهق بألم كبير وهي تقول بصوت متقطع بعد ان امسكت بحقيبتها : يوم اني .. يوم انا جيتك ما قبلت فيني والحين تبي ترجع ! بعد ايش !.
اسرعت بخطواتها قاصده الخروج من قصر الأفراح ولكن سرعان ما اوقفتها ود وهي تنظر لها بعدم فهم لما حل بوتين قائله : فيك شيء ؟.
نظرت لها وتين وقد تمحجرت الدموع في محاجرها لتقول بصوت مهزوز وهي غارقة في تفكيرها وصدمتها : رجع .. شريان رجع.
ضلت لحظات ود صامته لا تنطق بكلمه وسرعان ما احتضنت وتين لتهدئها وهي تقول : خلاص خلاص اهدي.
جرتها معها لمكان بعيد عن الانظار لتقول : سوا لك شيء ؟ ايش قال لك ؟.
اجابتها بعد تذكر ملامحه التي لم تتغير : ما يهمني ايش يبي وايش قال وايش توقع مني، الي ابيه اني اخرج من هنا خليني اروح ما ابي اقابله.
مسحت ود على كتِفيها قائله : وتين .. بيلحقك لو طلعتي الحين، خلينا نكمل اليوم وطنشيه او مثلي .. مثلي انك صدق ما تبيه ونسيتيه وما يهمك او عطيه فرصه يبرر لك لا تتسرعي، لا تتسرعي.
مسحت وتين على جبينها وهي تقول بتشتت : ما ادري ما ادري وش اسوي ..، اردفت ولم يزل خياله امام عينيها قائله : في كلام كثير بقلبي ودي اقوله له بس ما يستاهل دامه ما سمعني من الأول .. وش يفيد عتابي وهو ما يبيني.
عادوا إلى الداخل حيث ضجيج الموسيقى واصوات الضحك لتقف وتين في مكانها الأول وبجانبها ود التي وضعت كأس من الماء امام وتين ومن ثم اتجهت ليزن بينما كانت عيني وتين تترقب مكان وقوف شريان الخالي في هذه اللحظه وما إن امسكت بكوب العصير حتى عاد لمكانه الأول ينظر إليها بتأمل رغم بعد المسافه بينهما، بالرغم من ذلك الحشد من الناس وتلك الموسيقى الصاخبه كانت عينيها تلتحمان تتحدثان بحديثِ عميق، ارتجفت يدها المُمسكه بالكأس لتتناثر قطرات من الماء على عالي فُستانه الخمري وعظمتُها التركوازيه وبعض القطرات على عنقها أثر ارتباكه حينما تلاقت اعيُونُهم وما إن تقدم شريان نحوها حتى تفاجأ بتقدم رجل اخر بيده منديل ابيض دون تردد منه بدأ بالطبطبه على عُنق وتين بهدوء تحت نظرات شريان المصدوم ليقول لها من يقف بجانبها : ماله داعي كل هالتوتر لانه موجود.
نظرت له إذ به آدم يبتسم لها لتشيح النظر عنه قليلاً تخفي حزنها وهي تمسك بالمنديل بدلاً عنه قائله : شكراً ..، اردفت وهي تنظر له بتساؤل وبعض من السعاده لمشاركته فرحتهم : وش تسوي هنا ؟.
اجاب بهدوء وهو يعلم الآن ان نظرات شريان قد تحرقه وتخترقه من الغيرة : للمهمات الصعبه ..، اردف وهو يشير إليها : زي كذا.
ابتسمت لا إرادياً قائله : شمس معاك ؟ يعني جات معاك ؟.
ضحك بعد ان أشار لاحد العاملين بان يمسح الطاوله : اكيد وهذا سؤال ينسأل ؟.
بعد دقائق خرجت للخارج تهرباً من نظرات شريان لها، وتهرباً من مشاعرها، اخذت نفساً عميقاً وهي تحاول حبس دموع غضبها منه، تشعر بتضارب في مشاعرها في هذه اللحظه ولا تقوى على مواجهته ومواجهه مشاعرها تجاهه، لا تملك القوة كي تقف امامه وتصرخ بما بداخلها وما هي إلا لحظات حتى احست بيد وضعت على شفتيها والاخرى على كتفيها تشدها لذلك الجسد العريض تمنعها من الحركه ليهمس صوت ثقيل بجانب اذنها نبره لطالما عرفته وحفِظتها جيداً : تهربي مني وانتِ اكثر من يحب المواجهه !.
ثوانيٍ قليلة حتى احست بجسدها يرتفع عن الارض ليحملها متوجهاً بها إلى إحدى الغرف الفارغه من ذلك القصر رغم محاولتها الافلات منه، وضعها ارضاً بخفه لتثبت وقفتها بعد ان اختلت للحظات، اغلق الباب بالمفتاح وقام بدفعه من تحت الباب لخارج الغرفة معلناً عن احتجازها معه في تلك الغرفة إلى وقت غير معلوم !.
نظرت له وقلبها يخفق بسرعه وقوة غير عن عادته لتتراجع للخلف بعد ان رأته تقدم منها وهي تقول بصوت متقطع : انت فعلاً معتوه .. راجع ليه ؟ وش تبي مني ؟.
توقف عن التقدم ليجيب وعينيه تتأمل تقاسيم ملامحها الفاتنه : ابيك انتِ.
تقدمت منه دون تردد وهي تقول بحده وصوتها يرتجف رغم نظراتها الحاده الغاضبه : انا ما ابيك .. راجع ليه ؟ ليه ؟ كل شيء بيننا راح وانت رحت وراح معك شعوري تجاهك ..، توجهت للباب بسرعه وهي تحاول فتحه ولكن لا جدوى لتلتفت له قائله : افتح الباب ولا دق على احد يفتح .. ما ابي اكون معك في نفس المكان، فاهم ؟.
بدأت بضرب الباب بقوة وغضب وهي تمنع نزول دموعها، لا تقوى على السيطره على انفعالها وتوترها في هذه اللحظه.
تقدم منها لينطق : ما عندي مفتاح ولا جوال.
: شنطتي ؟ ..، تلفتت باحثه عنها والمهم ان تستطيع الهرب منه ومن مواجهته، ليوقفها شريان قائلاً : حطيتها على الطاوله الي جمب الباب قبل ندخل، لا تدوريها.
صرخت بانفعال ويديها ترتجف : دخلتني غصب لا تقول ندخل، تصرف طلعني الحين.
حل الصمت للحظات طويله بعد ان تعلقت عينيه بداخل عينيها الخائفه، هذه التصرفات والغضب يذكره ببدايه تعارفهما ونفورها منه في السابق، يشعر بخوفها ولكن ليس منه فهي تأمن له على روحها اكثر من نفسها ولكن تخاف ان تُكشف مشاعر شوقها وحنينها له تخشى ان تلين له وتضعف امام حُبُها له، خوف اجتاحها من عوده تلك المشاعر التي غدت تحسبُها مشاعر سامه تقتلها وهي على قيد الحياة.
تأملها بصمت وعينيه تشرح مدى تمنيه احتضانها في هذه اللحظه واخبارها كل ماحدث في غيابها.
اخيراً فرق ما بين شفتيه قائلاً : اشتقت لك ..، اكمل في صمتها : كل ما فيني فقدك، اقنعيني انك ما فقدتيني.
تشوش عقلها الآن تشعر بأنها بدأت تميل له وكأنها ستتغاضى عن رفضه لمقابلته لتنطق بعد ان مسحت على عُنقها بارتباك وتهرب من كلامه : متى نطلع.
كانت تتجاهله ظاهرياً بينما كل حواسها تُنصت إليه باهتمام ليردف كلامه : طول الوقت ما رحتي من بالي ولا لثانيه، ادري انك زعلانه منـ ..، قاطعته بحده وهي تنظر له بحده كبيره وعينيها تشرح مدى غضبها منه : ابي اطلع من هنا.
نظر لملامحها وعينيها المحتده والتي تنظر لكل شيء عدا عينيه، بعد صمت نطق بحده : من سنتين وانا كل تفكيري عندك .. زعلانه ؟ متضايقه ؟ تفتقدني ؟ احد ضايقها في غيابي ؟ تغيرت ؟ كيف يومها ؟ كل ذي افكر فيها وكلها تخصك، بس يمر طاريك في عقلي ابتسم من كثر حُبي وشوقي لك .. وانتِ ؟ كل همك تطلعي من المكان الي اكون موجود فيه ! متى وصلنا لذي المرحله !.
شدت على شفتِها السفليه بحُزن وبعض من الغيض لتنطق بحده اكبر وكأنها تنوي استفزازه وتمثل عدم اهتمامها لاي كلمه نطقها : شوف حل .. ابي اطلع.
صرخ فيها هذه المره بغضب عارم وقد استفزته حقاً : متى وصلنا للمرحله ذي ياوتين ؟ كلميني.
اقتربت منه اكثر لتنطق بنظرات مرتجفه ونبره مهزوزه وعلى طرف اهتابها دمعه متحجره : انت وصلتنا لهالمرحله انت بنفسك وتصرفك الغبي، بعدين ما .. ما بتجبرني اسمعك اكثر .. والحين طلعني.
نطق بكلام اغاضها متعمد كي يخرجها عن صمتها، كي تبوح بما تكتم وتخفي عنه لانه يخشى من انقطاع عتابِها، فإن انقطع عتاب المحبوب لحبيبه فليتيقن ان مشاعره لم تعد كسابقها : في احد ثاني في حياتك غيري ؟ اذا في قولي كذا من البداية.
ارتجفت اهدابها صدمه من اتهامه وارهاقه لها لتتعمد جرحه كما فعل قائله : في في .. خلاص ؟ ارتحت في الي يسمعني مو يرفضني ؟.
شد على فكه وقد تمركزت شياطين الارض على رأسه في هذه اللحظه ليصرخ بغضب وغيره بعد ان شدت قبضه يده على عضدها تحت صدمته ! : مين الـ* الي فكر يطالعك مين ؟ آدم صح ؟ هذا الي شوي ويلصق فيك ! تحسبيني ما شفت كيف يطالعك ؟ تحسبيني ما شفت كيف مقرب منك ويمسح على رقبتك قدام عيوني ؟ تكلمي ..، اردف بهدوء ما قبل العاصفه ويقين : انتِ ما تسويها.
ارتجفت شفتيها بفزع من غضبه وصراخه وصوته العالي والذي لاول مره تراه في تلك الحاله بسبب غيرته وعدم تخيل ان احدُهم قد استطاع كسب قلبها وتخليها عنه، اغمضت عينيها بألم من قبضه يده على عضدها لتنطق : ما سويتها ولا اقدر اسويها.
انفاسه متسارعه بسبب غضبه لينطق : ما تتجرأي.
عقدت حاجبيها بصدمه مع نظرات الألم بعد ان تقابلت ملامحهما : ليه ؟ بخاف منك ؟ ..، اردفت بعد ان احست بيده تشد على عضدها اكثر : عورت يدي .. شريان فكني.
ارتخت قبضته عنها لينزل يده وكله ندم على حدته معها : بتخافي من شعورك ومن قلبك ولا انا ما فيني شيء يخوفك وانا الي كنت في يوم مصدر امانك.
تنفست بسرعة وهي تحاول جاهده منع دموعها من النزول ومن شهقتها الحبيسه ولكن لم تستطع لتجهش بالبُكاء بعد ان ارهقها واستنزف كل قواها بعد ان محى الالوان من حياتِها وهي التي تمنت ان يمنح للحياة لون لتقول : انا .. انا من يوم رفضت تشوفني وانا احاول انساك حاولت .. حاولت ..، اردفت وهي تشير لقلبها : بس قلبي ما طاوعني .. انا حاولت امسحك من رأسي ومن تفكيري لكنك في كل مكان .. في عقلي وقلبي في كل مكان اروح له لك بصمه، في كل مكان اتخيلك واشتاق لك وابكي من شوقي ..، نطق بهمس بينما هي كانت ستكمل : لا تبكي ..
ياعيوني لا تبكي.
زاد بكائها وهي تخطو للخلف بعد ان حاول احتضانها لتقول : قلت ما بطول .. بجيك وبعلمك كل شيء .. وعدتني .. انت وعدتني بعدها صرت ترفض تشوفني في الزيارات ! ليه ؟ قول لي ليه ؟ ما استاهل الي صار لي بسبتك، مين انت عشان تعلقني فيك وتقهرني ؟ مو عشان ضمنت حُبي لك تقدر توجع قلبي.
لفظ بصدق : انا عند وعدي .. جيت ومعي كل الي يطيب خاطرك من تبرير وحُب.
شهقت وهي تمسح على عنقها بقوة : تأخرت انا ما ابيك فعلاً تأذيت وانا معاك كل يوم يجي شعور الخوف اننا نرجع لنقطه البداية.
تقدم منها بهدوء : وهو على كيفك ياقلب شريان ؟ وهو على كيفك تخليني وانا الي ابيك ! انا بكفر ذنبي اذا انا مذنب .. بتغفرين لي بس لو تسمعيني.
كان قريباً منها للحد الذي تكاد تقسم انها تتقاسم معه ذات النفس لتنطق وعينيها تنظر لعينيه، لم تبتعد هذه المره ولو ان بوسعها لاقتربت منه اكثر : انت .. انت خليتني وحدي بدون عذر وتبرير ! بدون وداع .. خدعتني انها فتره قصيره وتطلع ..، اردفت ببكاء : بس طولت علي.
اجاب وه‍و يمرر ابهام يديه على وجنتيها يمسح دموعها قائلاً : ما بودعك الا اذا حطيتيني في قبري، ما ودعتك لان لنا لقاء ولي حياة ما تكتمل بدونك.
تأففت بفزع وهي تبكي اكثر ولكن بغضب هذه المره وهي تضرب على كتفه بخفه : لا تصير متشائم ! ان كان لك قبر فقبري جمبه ويومي قبل يومك.
امسك بوجهها بين كفتيه بحنين طاغي لتلك الملامح وتلك العينين ليهمس بهدوء : صالحيني تعبت من بعدك.
خللت اناملها بخصلات شعره من الخلف بهدوء بعد ان طبع قُبله في منتصف جبينها لتشده إليها تحتضنه بقوة بينما يديه احتوتها بتملك، ضربت على ظهره عده مرات وكأنها تُعاتبه على بُعدِه عنها، لاول مره منذ مده يشعر بشعور الراحه والرضى ليخلل ملامح وجهه بين خصلات شعرها العطره، استنشق رائحتها بحُب كبير ليهمس بعد لحظات طويله : لكني ما نسيت.
عقدت حاجبيها بعدم فهم لما يقصد لتبتعد قليلاً لتبقى ملامحها مقابله لملامحه بعد ان ركدت نبضات قلبها وهي تقول : ايش ؟.
بلل شفتيه وهو يتأمل عينيها : اذكر قلتي اهلك ما بيزوجون بنتهم لواحد قتل ابوها، تذكرين وش قلت لك ؟.
هزت رأسها بهدوء بعد ان ارتسمت على شفتيها ابتسامه متطرفه، اردف كلامه وهو يتأمل ابتسامتها : تتوقعي بعد ما طلعت يزوجوني ؟.
زمت شفتيها ورفعت حاجبيها بمعنى انها لا تعلم ليقول بعد ان جرها لاحضانه ثانيةً : يزوجوني يزوجوني لا تخافي لو كلفني الموضوع عيوني خذيتك وعطيتهم عيوني.
ضربت على صدره بخفه قائله : لا تقول كذا ! ..، ادرفت بتردد : قول لي كيف صارت الحادثه .  كيف طلعت ؟ تراني صدقتك ولو ان عندي ذره شك بكلامك وانك مو القاتل ما تواجدت معك ..، بعد لحظات شهقت بصدمه من ما تخيلته اما هو فقد كان غارق في تأمل تفاصيلها وطريقه نطقها للكلمات : شريان لا يكون هربت من السجن ؟.
كان يوجد ارائك في تلك الغرفة ليجلسا عليها بينما يديها لم تفارق يديه ليبدأ باخبارها تلك الليله المظلمه التي جُر فيها بتهمه قتل والِدها.
سألت بخوف كبير من تلقي جواب لا يتناسب مع ما عاشاه من مشاعر : ليه اخترت تقتل سلطان بالذات ؟ كنت راحت تقول لي اذا طلعت، طول الوقت افكر بالسؤال ذا واصبر نفسي ان اكيد عندك له جواب.
اجاب بعد صمت طويل وطوله ليس باعظم من ثقله ليجيبها : مو قلت لك عن أمي و اختي أيلام ؟.
تعقد الأمر بالنسبه لها فما دخل والِدته في سلطان ليُسكت شريان تساؤلها : أمي .. كانت .. مطعونه بسكين و أيلام لقيناها قدام باب البيت بملابس مقطعه وجسم مشوه.
خنقتها العبره وهي التي لا تعلم عن قصه اخته أيلام وأمر رجال من قبل سلطان باغتصـ.ـاب اخته الطفله، لتنطق : من ايش مشوه جسمها ؟.
صمت شريان للحظات ليجيب بعد ان شتت نظره : هذا سلطان .. كان .. يعني .. كان يحب أمي ويعشقها.
وضعت وتين اناملها على شفتيه لتسكته وهي تحاول ربط المواضيع بنفسها : بس أمك متزوجه !.
انزل يديها عن شفتيها بهدوء ليكمل : متزوجه لكن شافها مريض نفسي مجنون و .. وانهبل يبيها رغم انها ام لثلاث اطفال وهو متزوج، يوم رفضته خطف أيلام.


{سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ}
كرماً إملأ فراغ النجمة ☆

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن