بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
ان كان في صُدف الأزمانِ رائعةٌ
فإنكِ خيرُ ماجادت بهِ الصُدَفُ.ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 62.
ــــــــــــــــوتين.
التفتت وتين بصدمه حينما حطت يدُ فيصل على كتِفِها لينطق وهو يجلس على الكرسي المقابل لكرسيُها : ليه قاعده وحدك ؟.
لم تنطق بكلمه فقد شرد ذِهنُها بِمها فمن المؤاكد انها قد تصادفت مع فيصل !
افاقت من شرودِها حينما فرقع فيصل إصبعاه امام وجهُها وهو يقول : اكلمك انا.
تنهدت وهي تقول : ابي ارتاح واروق شوي، انت الي وش عندك هنا ؟.
ضحك وداخِلُه ينتحِب حُزناً وندماً على ما حدث منذ دقائق : فاضي قلت اجي اشرب قهوة .. لكن شوف مين لقيت ؟ وتين هاربه من عملها.
ابتسمت كي تبعد عنها الشبهات : اخذت آذن لان ما عندي شيء اليوم.
تبادلا اطراف الحديث لدقائق ومن ثم انصرفت وتين بعد ان علمت من فيصل ان صقر قادم وبهذا لن تكون تركت فيصل لوحده، فعادت وتين إلى الفندق وهي تشعر ان ما فعلته خاطئ، تحمل بداخل قلبِها الكثر من الندم على تماديها وقسوتِها في الحديث مع مها فهي اكثر من يعرف مها ويعرف مدى سرعه تأثُرِها، مر خيالُ شريان في ذهنِها لتبدأ بالتفكير عن ما إذا كانت محقه بما فعلت ام لا ؟ او بالاصح تشعر انها في دوامه من الافكار، الرفض والقبول، الشوق والنفور، تُريد ولا تُريد .. لا تستطيع ان تُقرر او تخطو تجاه مشاعِرها مادامت ترا صدود ورفض شريان لها.
لم تستطع النوم تلك الليله، لا تعلم ماذا تفعل يكاد رأسها ينفجر من فرط التفكير اصابها أرق شديد، شتتها شعور الندم تجاه مها لتقر انها سوف تتسامح منها وتعتذر بصدق فقد احست انها قست عليها.
كانت مُمتده بجسدِها على السرير في الظلام، غرفة خاليه من اي نور سوا اناره الشوارع الخافته المُتسلله من خلفت تلك الستائر السوداء، تنهدت حينما شعرت بنور اشع من هاتِفه المُلقى على الطاوله التي على يسار السرير، أنير الهاتف حينما داهمته رساله فسحبت الهاتفه بملل لتقرأ اسم المُرسل رغم انزعاج عينيها من سطوع شاشه الهاتفه، وقفت بصدمه حينما رأت ان المُرسل "القاتل" فتحت الرساله بسرعه لتقرأ مضمُنُها "اطلعي انا عند باب شقتكم".
رمشت بعينيها عده مرات كي تصدق، كتبت برفض وهي مُوقِنه انهُ يقول الصدق : باي حق ترسل ؟ انقلع مو فاضيه لك ابي انام.
اغلقت الهاتف ولكن ضلت مُتمسكه به تنتظر رسالتِه، تُريده ان يرسل ان لا يتخلى، ان يُحاول ان يُعاند في سبِيلِها، ان لا يستمع لكلامِها في هذه اللحظه، فتحت بسرعه حينما رد برساله قائلاً "تطلعين او ادخل الخيار لك" اردف برساله اخر " تعرفيني اسويها ومو اول مره".
اتسعت ابتسامتُها لتقف مُسرعه واخذت معطفاً ابيض يصل إلى رُكبتِها وبعجله ارتدته، تسللت إلى باب الشقه بعد ان اخذت هاتِفها والمفاتِيح، وقبل ان تخرج تنهدت وهي تقول في نفسِها بِمُحاوله إخفاءابتسامتِها ومحاوله تذكر ما حدث -اثقلي لا تعطيه وجه-.
فتحت الباب بهدوء وإذ به حقاً يقف بقرب الباب واضعاً يديه في جيوبِ معطفِه الطويل ينظر إليها بهدوء بعينيه الحاده ولكن لم تنظر بحده تنظر بتأمل.
نطقت بهمس بعد ان اغلقت الباب بخفه : وش تبي ؟.
نطقت كلمتُها بعد ان كتفت يديها وضمتها إلى صدرِها.
لم يُجُبها بل تجرأ وامسك بيدُها و خلل انامِلهُ بين انامِلِها، تحت صدمتِها وجرها معه إلى المصعد ! ادخلها بداخل المصعد مع محاولات افلات يدِها منه او ابعادِه عنها ولكن لم تستطع فقد كان مُتحكِماً حد الجنون .. بعده ضغطات اغلق المصعد ليلتفت إليها واقترب منها وهو يقول بعد ان تنهد : الي صار اليوم مفروض ما صار ياوتين.
نطقت بارتباك وانفاسُها تتسابق مع سرعه نبضاتِها، نطقت وعينيها تترقب ما سيحدث وما يقول، يجوب بداخلها بعضاً من الخوف : وين ماخذني ؟ باي وجه جاي لباب بيتنا ؟ شريان وقف هالزفت وش تبي مني ؟.
اجابه بابتسامه قاصداً ارباكِها واستفزازُها : بخطفك ياوتين القلب.
لم تنطق بكلمه وكأنها استسلمت له وكأنها تُخبره انهُ لن يحدث اسوأ مِن ما حَدث .. انفاسها تتسارع بارتباك من نظراته فشتت نظرُها بعيداً عنه لتقول بعد صمت : شريان وش تبي مني ؟ كنت تقول انا الي الحقك بس قاعد يصير العكس .. وش تبي ؟ خلني في حالي .. موظفه ماني موظفه .. صديقتك ماني صديقتك .. حبيبتك ..، اضطربت نبضات قلبها لتلفظ بقهر : وقف المصعد .. ابي انزل.
زم شفتيه باستمتاع من منظرِها المتوتره الخائفه، مشاعِرُها المحمله بالقهر.
اقترب منها ليمسك بفكِها لكي يدير وجهُها إليه بعد ان اشاحت بالنظر عنه، التحمت عينيهُما فنطق بعد ان انزل يده عن فكِها وعينيه تفيض بالمشاعر : ابيك ما تتخلين عني بذي السهوله .. رضيت بشريان الثاني ماعاد ابي شريان الاول اذا على الاستقاله من حقك تمام ما نلتقي في الشركه، بس برا لا تقولي لا.
تنظر إليه بصدمه وذهول، شعورُها متضارب الان لا تعلم ماذا تفعل .. يقولها بصريح العباره انه يريد ان يكون على اتصال بِها، هل تتقبل كلماتِه وهي التي تعلم ان شمس صباح الغد ستشرق ومعها سيتبد كلامُه ؟ جازفت رغماً عن مخاوِفِها قائله : باي حق ياشريان ؟ تشوفني واشوفك ونسولف باي حق ! بعدين مو هاممني ابداً تبي تصير سفاح مجرم قاتل صير ما يهمني .. ما يهمني.
نطقت كلماتُها الاخيره بنبره جاهدت ان تكون صادقه متزنه غير مرتجفه، ان يقتنع بكلماتِها ولكن من نظراته لا يبدو عليه الاقتناع.
حل الصمت للحظات بعد ان االتفتت بعيداً عنه تنتظر هذا المصعد يتوقف في اي وجهه، فلا تريد في هذه اللحظه سوا الابتعاد عنه فقربه يُربكها ولا تعلم ما تقول، عينيه تترقب ملامح وجهُها وقلبهُ يصرخ -اهذا كل ما لديك ياوتين ؟ هل تختبرين صبري وانا عدم الصبر ؟ لماذا كل هذا الصد والتجاهل ؟ اخطأت واريد الاصلاح .. اريد ان يكون صلحي على يديك فلما كل هذا الجمود والحواجز الان ؟ لما ليس بستطاعتك ان تراعي هدمي لحاجز الغرور الذي يتملكُني ؟ ولما لا تستطيع هدم حاجز الخصام الذي شيدتِه بيننا ؟-.
نطق بتردد وربكه لاول مره يشعر بِها، نطق بعد ان مسح على شعره بحركه تدل على عدم مقدرته صياغ حديث مفهوم ومرتب، لا يعلم كيف ينطق في موقف كهذا وهو الذي اعتاد على الفصاحه وانتقاء الكلام، امامك يعجز عن وصف شعوره : من متى مو هامك ؟ اذكر كنتِ ما تبين تشوفيني اسوي غلط ؟ وش صار الحين ؟.
اجابته بعد ان هزت كتفيها بلا مُبالاه عكس ما بداخلها : مدري .. اتوقع كنت غلطانه لاني اصلاً مالي دخل فيك وانت الي تتحكم بتصرفتك مو انا.
قالت جُملتُها وعينيها لا تنظر لعينيه، لانها إن نظرت إلى عينيه سيتغير معنى حديثُها فعينيها افصح بالحديث من لسانُها.
تنهد تنهيده طويله تحمل وتشرح خيبه أمله .. يلوم ويندب حظه وتوقُعه في حين انهُ مؤمن انها لا تشعر بشيء تجاهه سوا الكره ذهب إليها علها تحتويه ولكن لم يجد سوا ذلك الكُره وهذه مشكلة شريان لا يستطيع فهم كلمات العيون بينما يستطيع فهم العديد من الغات، تنظر إليه بحب ويظنها نظرات كُره : حقك علي ..، اردف بسخريه من نفسه : لاني ازعجتك بذا الوقت وخربت نومك.
التفت إلى ازرار المصعد كي يجعله يعود إلى الاسفل ولكن توقف المصعد على الطابق الاخير او بالاصح فُتح باب المصعد في "اسطح" الفندق العالي والذي من خلاله تظهر الشمال الزاهيه والمُنيره في الليل، توقف وهو يرا الاسطح الفارِغه ! توقع ان تطلب منه يعيدتُها حيث كانت ولكن تعجب حينما خرجت متوجهه إلى الحافه !
خرجت من المصعد ولكن توقف ينظر إليها بهدوء، ماذا تريد ان تفعل الان ؟.
تبعها بخطوات مُتثاقله، ورغم ان حديثها معه كان قاسياً على قلبه إلى انهُ لم يغضب، رغم ان كلامها حقيقه إلا انها لم تزعجه.
التفتت إليه لتقول وعينيها مُشعه بالذهول من جمال الشمال نطقت بابتسامه تشرح انقلاب مزاجُها كلياً : تعال شوف كيف الشمال حلوه.
تقدم منها ليقف بقربِها يتأمل ما تتأمله عينيها، نطقت بعد صمت وبعد ان اخذت نفساً عميقاً، نطقت وكأن من يقف بقربِها ليس الذي تتدعي بإنها تكرهُه : كنا انا ومشعل دائماً نتمنى نشوف الناس والسيارات و الشوارع كل شيء من بعيد، كذا من فوق ..، اردفت بعد صمت طويل، اردفت بنبره توحي بغصه تعلو حُنُجُرتِها : لاننا ما كنا نجي الشمال كثير ماكان في سبب يخلينا نجيها ما نعرف احد هنا، صح نجي بس نادراً وتقريباً ذي الفترة اطول فترة قعدنا فيها في الشمال ..، اردفت بعد ان نزلت دمعه على خدِها المُتورد : اشتقت له كثير.
يشعر ان حناياه تتقطع مع كلماتِه، نبره حُزنِها تهدِمُه وتعصف بِه انهدت قِواة حينما وقف امامُها ورأ تلك الدمعه المُتسلله من بين اهدابِه، رفع يدِه ليمسحها وهو يقول بنبره تفيض بمشاعر الحُب : لا تبكي.
تعلقت عينيها في عينيه، ترا جبلاً من الخوف في عينيه .. اهو خائف عليها من الحُزن ؟ ايخشى عليها من الحُزن وهو من تسبب ببكائها ليالٍ طويله !.
اردف كلامُه بعد ان احنت رأسها وتسمرت عينيها على صدرِه وهو اول شيء يقابلها بعد عينيه من شده قربه لها، نطق : البُكاء ما يرجع الي راح .. ولو انه يرجع الي راحوا كان لقيتيني ابكي كل يوم وكل دقيقه عشان ترجع.
تعجبت لكلامِه لتعاود النظر إلى عينيه بتساؤل لتقول ببعض من الدهشه : تشتاق لمين؟.
هي تعلم ان اجابته قد تكون "امي" ولكن تعمدت السؤال علهُ يتحدث عن والِدتِه امامها مثلما تتحدث عن عائلتُها امامُه.
اطلق تنهيده تحمل الكثير من التراكمات والحزن الذي اختلط بالشوق، اردف تنهيدته قائلاً بعد ان اشار لها بالجلوس على الكراسي الموضوع على الحافه : امي .. مرت خمسه عشر سنه من يوم قتلها، كان عمري تسع سنوات ..، اردف وهو يشتت نظراتِه بعيداً عنها يخشى ان ينهار لمجرد تذكر ذلك اليوم : رجعت من المدرسه ومعي اختي ريلام .. كان البيت مو بعادته الهدوء غريب، بدينا ننادي على امي ما لقيناها في البيت خليت ريلام تروح لصاحبه القصر الي امي تشتغل فيه، الي هي ام ود لان اغلب وقت امي عندها تساعدها، راحت ريلام وانا رحت غرفتي اغير ملابسي .. دخلت .. دخلت وشفت .. شفت امي ..، صمت للحظات ثقيله على قلبه، ليردف : شفت امي طايحه بالارض ومن حولها دم .. كان في سكين مغروسة في صدرها ..، صمت لثواني وهو يغلق عينيه بقوة وكأنهُ يريد مسح تلك الذكرى المُرعبه بالنسبه لطفل لم يتجاوز سن العاشِره، فرك عينيه المُحمره من حُزنه والذكرى التي يرويها في لحظة شهقت وتين بخوف، ولمن يرويها ؟ لابنه قاتل والِدته !.
اكمل حديثُه بنبره مُتقطعه من شده هول ما حدث في ذلك اليوم : بالاول ما صدقت قعدت عند رأسها احاول اصحيها واحدثها، ضحكت وسولفت عليها وش صار في المدرسه، لكن بعدها صحيت واستوعبت يوم سمعت ريلام تنادي ..، اردفت وهو ينظر إلى وتين التي تجمعت الدموع بمحاجِرِها : تذكرت قبل خمس ايام يوم قالت لي اسعف إيلام واتصل بالاسعاف ..، مسح على وجهه حينما قالت وتين بتساؤل من بين قطرات دموعِها، تساءلت عن ما حدث قبل خمس ايام : وش صار قبلها بخمسه ايام ؟.
تعلقت عينيه بداخل عينيها ليقول بعد ان ابتلع غصته المُتحجره : انقتلت إيلام توأم ريلام.
امسكت بشفتيها من هول ما تسمع الان لتلتفت بعيداً عنه تخفي خوفُها وحُزنُها ودموعها المُتساقطه لكي يُكمل .. مسحت دموعِها لتلتفت إليه وهي تقول بخوف وارتباك : وبعدين ؟.
اكمل بعد ان تنهد تنهيده ثقيله وهو بالكاد يتنفس : خرجت ادور الجوال اتصل بالاسعاف وقتها شفت ريلام جايه لي بعد ما خرجت من غرفتها تبي تقول لي انها ما لقت امي وسألت ام ود عنها بس تقول ما شافتها، يومها سحبتها لغرفتها وانا اقول لها لا تطلع منها .. خفت .. خفت ياوتين .. خفت تشوف الي شفته، خفت تنصدم وهي باقي ما تستوعب الاشياء، باقي طفله ياوتين.
اغمض عينيه بعمق حينما داهمته ذراعي وتين التي طوقت على عُنُقِه، عانقته بقوة لتجُره إليها وكأنها تُريد اخذ بعض من حُزن وذكراه المؤالمه، ان تشاركه الألم المرير الذي يشعر بِه، مسحت على شعرِه من الخلف وهي تقول بهدوء عكس دموعِها المُنهمِره وشهقاتها المُتعاليه ببكاء : آسفه .. آسفه ما كنت ابي افتح ذكرى هاليوم آسفه ..، اردفت بعد ان قال بحرقه وعينيه محمله بالدموع "امي انقتل .. كانت مغطاه بالدم قدام عيوني .. انقتلت وما قدرت اسوي شيء ياوتين .. عيت تصحى .. صحيتها بس ما صحت ياوتين ما صحت" : خلاص خلاص .. شريان صدقني ما كان قصدي اذكرك في الي صار .. آسفه والله آسفه.
اجابها في عز انهياراتِه بعد ان غرس وجههُ في عُنقِها وبين خصلات شعرِها الممتزجه بخصلات ذهبيه اللون : انا الي ماقدرت اطلع من ذاك اليوم.
نطقت دون تردد وهي التي لازالت مُتشبثه بِه : انا معك ما بتركك .. وعد ما بتركك.
اغمض عينيه ليقول بحُزن يشرح ما عاناه : ماقدرت اتخطى شكلها .. كيف طاوعه قلبه يقتلها ! قتلها ياوتين قتلها وهو يقول انه يحبها.
عقدت حاجِبيها بذهول .. تشعر ان مع كل كلمه ينطِقُها غموض شديد، بير من الاسرار، معجم من الكلمات غير المفهومه، نطقت بعد ان ابتعدت عنه قليلاً وملامحه امام ملامحها : ابوك ؟.
هز رأسه نافياً ومن ثم ابتعد عنها قليلاً ليمسح اثر الدموع المُتحجره في عينيه ويرفع رأسه للسماء المُعتمه ياخذ نفساً عميق ونطق بعد ان احس بانه إن طال هذا العناق سيبوح بكل ما حدث .. يرا انه ان تكلم اكثر سيسقط قناع شريان حاد الطباع وستظهر ملامح الطفل الضائع بداخله، ملامح ذلك الطفل الذي قُتلت والِدتُها وهو لم يتجاوز سن العاشِره .. اخذ نفساً اخر ليقف وهو يقول : موت امي غيرني .. هذا اللي اقدر اقوله.
التفت بناحيه المصعد عازماً على الذهاب ولكن اوقفته وتين حينما امسك بيده لتقف امامه وهي تقول بارتباك والهواء يُداعب شعرها الناعم : وش صار على القاتل ؟.
ابتسم بشحوب ليقول : حر طليق يتمشي ويسافر وبين اولاده .. ما احد قدر ياخذ حق امي واختي، لكن نهايته قربت.
قال كلمتُه الاخيره بنبره توحي بوعيد للقاتل بنبره اعتلاها الشر والكُره استوطنها الحقد والغضب وهو يشتت عينيه عن وتين التي شدت على يده اليُمنى بكلتا يديها لتقول وهي تنظر إلى عينيه برجاء : شريان لا تغلط صدقني الكلام الي قلته في المصعد كذب، اكيد ما ابيك تبقى سيئ ومجرم، اكيد ابيك تتغير وتصير انسان عادي بدون اي اعمال سيئه، شريان انا معك ما بتركك لين تتغير لاني ما ارضى اشوفك تتدمر قدامي وما اسوي شيء ..، اردفت بتساؤل وعينيها تلمع ببريق الدموع : فاهم علي صح ؟ ما ابيك تستمري في انك تكون زيه لا .. لا تكفى .. لا تقتله.
شتت نظراتِه في الفراغ لتقول بعد ان ابعد عينيه عنها : لا تطلبي مني طلب مثل ذا، لا تحاولي تخليني اغير رأيي ..، اردف بهمس وصوت بالكاد يُسمع : صرت اسوي الي تبيه بدون ما احس ! ..، اردف بصوت مُعتدل بعد ان فُتِح باب المصعد : كل شخص قدره مكتوب.
سحب يدِه من بين يديها بهدوء ليتجه ناحيه المصعد ولكن توقف ليعود إليها وهو يشعر ان قلبهُ ينقبض لمجرد تذكره ان كُرهِها له سيزداد مع الايام، عاد ليقف امامها وهو يقول بنبره مشاعر الحُب، يريد ان يشاركها بعضاً من مشاعره قبل ان تعرف بما سيحدث : شكراً .. لانك تفهمتي وضعي.
خُتِمت كلِماتِه حينما انحنى وطُبعت قُبّلة على طرف شفتيها بعمق ! ضلت واقفه لا رده فعل لديها سوا الصمت والذهول من حركتِه وهي تراه يبتعد دون ان ينظر إليها، تلاشى من امامِها وبقيت رائحه عطره تُحيطُ بها ! وما إن اختفاء عن انظارِها حيث انزله المصعد وضعت انامِلها على طرف شفتِيها حيث قبلتِه التي اسرتها، تنهدت تنهيده مُتقطعه من ارتباكِها بعد ان احست ان الكون توقف في هذه اللحظه، انقطع الاكسجين عن رئيتها، بللت شفتيها بطرق لسانِها وتلك اللحظه تتردد وتتكر في مُخيلتِها كشريط يتكرر دون زر إيقاف !.
اتسعت ابتسامتِها وهي تقول في نفسِها بتكذيب لمشاعِرِها ومشاعره الفاضِحه : لانه حزين على امه، اكيد ما يقصد ياوتين.
كيف لقُبّلة ان تتسبب في رجفه جميع اطراف جسدِها ! كيف لقُبّلة ان تصنع اجنِحه يحلق بِها قلبُ وتين العاشِقه ! يالِهذا الحُب العميق حُب من شده عمقه تخشى تلاشيه، وما الحُب إلا تناقضات الروح عشق وكُره، بكاء وضحك، تماسك وتشتت، بُعد وقرب .. كجروح في القلب ليأتي قلبٌ اخر ويضمِدُها، الحُب حُلم جميلاً لا تستفيق منه إلا حينما تُصفع بِه، حين تحلق بعيداً ولِوهله تقع من علو السماء كي ترا انهُ كان مجرد حُلم، او قد يكون حقيقه تتنافا مع الحُب في الأحلام."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.