PART 56

1K 25 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

غَلبني الشّوق ، وغلّبني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 56.
ــــــــــــــــورد.
وبعد مرور ايام على ابتعاد غازي عن ورد في الايام التي تبتعد الاجساد لتجتمع القلوب حُباً وشوقاً، حاول غازي جاهِداً تقبل فِكره بُعد ورد عنه طيله الايام الفائته، بينما ورد التي تموت كُل يوم كي تراه من بعيد فعينيها تُريد ان تراه ولكن كبريائها يمنعها، تحمل من الكبرياء ما لا تُطاق فالشوق يكاد ان يطغأ على عزه نفسِها.
دخل غازي غرفته ليشعل المصابيح فقعت نظراته على الاريكه التي لطالما اعتاد على رُؤيه ورد تنام عليها .. تُحادثه باحادِثها غير المُنتهيه، تترنم في أذُنيه ضحكاتُها العفويه .. جلس على الاريكه بهدوء ليشد اللحاف الذي اعتنق رائحه عطرِها، اخذ نفساً عميقاً يستنشق رائحتها التي بقيت عالقه بين طيات ذلك اللحاف الناعِم.
وبعد دقائق طويله من استعادته لتلك الذكريات الجميله التي خالطها غضبِها ورد وعنادِها له، خرج من دورة المياه بعد ان قرر ان يضع حداً لهذا البُعد والشتات الذي عاشه مع ورد وصراعة مع عقله وقلبه.
وقف امام المرآة ليُسرح شعره في صمت تام، رش من عطره المُعتاد ليتناثر رذاذ العطر على ملابِسه بهدوء وتنتشر رائحته في الارجاء ومن ثم خرج ليطرق باب غرفة الضيوف والتي اتخذت منها ورد غرفةً لها بعد ما حدث بينها وبين غازي.
فتحت لهُ الباب وهي التي لتوِها خرجت من دورة المياه ! كانت خصلات شعرِها المُموج مُنسدِله على ملامِحها الحاده برقه وهدوء، وقطرات الماء المُنتشِرها حول عُنُقِها ووجهِها ذو الملامِح الذابِله من كثره الحُزن وانغلاقِها على نفسِها، فتحت الباب وما إن رأت غازي حتى تنحت قليلاً  لتقف بقرب الباب تشيح النظر عنه وتبعد ملامحها عن ناظريه، لا يظهر منها امام عينيه سوا جزء من جسدِها ونصف ملامِحها فنطقت بنبره تساؤل وبداخلها حيره : غازي ! تبي شيء ؟.
لم يدخل رغم انهُ كان باستطاعته الدخول، وقف على عتبه الباب بشموخ ورائحه عطره تسبق حديثه .. رغبه كبيره اجتاحته في النظر إليها، شعور الشوق لملامِحه فُضِح من نبره صوته حينما قال بخفوت : ابي اكلمك شوي.
ابتعلت ريقها لتقول وهي تُعيد خصلات شعرِها خلف اذنها بهدوء : عن ايش ؟.
اجابها دون تردد وبنبره مُندفِعه تفصح عن مدى شوقه ولهفته لها : عن كل شيء ..، كلمات كثيره تقف على عتبه شفتي، يُريد ان ينطق يريد ان يهدم الحصن المنيع الذي بنته بين قلبيهِما .. عينيه تقول لعينيها الضائع في حدقه عينيه المُتلألأه "قُل لِي بِرَبِّكَ أَيُّ عَدْلٍ أَنْ تَرَى
‏شَوْقِي وَمِنْكَ البُعْدُ قَدْ أَعْيَانِي !".

بللت شفتيها في لحظة اقشعر جسدُها وهي التي تشعر ان عينيه تخبرها حديثاً عجزت شفتيه عن الافصاح عن ما بقلبه، نظرات تقول كلماتِِ مُعاتِبه مُشتاقه.
ظهرت امامه بكامل جسدِها المنحوت بعد ان تعلقت قطرات دموعِها على اهدابِها المُنسدِله، أهي دموع ام انها قطراتُ ماء ؟ لا شك انها قطراتُ ماء فورد بنظر غازي شامِخه دائما في مثل هذه المواقف ! عن اي شموخ تتحديث ياغازي ووردُك يذبلُ بعد ان هجرت سُقياه ؟ اي شموخ تتحلى بِه وقد وقعت في مصيده الحُب واللهفه ؟ فقدت من امتدت شموخها منه لتظهر انت امامها .. رأت بك ما رأته في جدِها وضعتك بمحل من يسنِدُها ويمسحُ دمع اعيُنيها ان بكت .. وماذا فعلت انت يا من غزيت فؤادُها ؟ ابكيتها وجرحتها وهدمت شموخها وقيدت اجنِحتِها، اغلقت نوافذها وحجبت شمس الحُبِ عن قلبِها، استهنت بشعورِها ومشاعِرها كريمٌ بكل ما تملك ياغازي فلما تبخل بشعورك عليها ؟.
افصحت عينيها المُتزعزه عن كلمات يجهلها ولم يفهمها وكأنها تقول له :
"لا البَوحُ يُطفِئُ مَا في القَلبِ مِنْ
وَجعٍ ولا الدُّموعُ تُسَلِّينِي فَتنهَمِرُ
عَلِقتُ مَا بينَ كِتمانٍ يُؤرِّقُنِي
وبينَ قلبٍ مِنَ الخذلانِ ينصَهِر"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن