بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عزتّ على نفسيٌ وأنا أطلب وصالكّ
أسكت لو مانيٌ على الوضع راضيٌلاصرتّ تنسانيٌ ب وقت إنشغالكّ
مابيكّ تذكرنيٌ أذا صرت فاضيٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 37.
ـــــــــــــعوده لماضي وتين.
عادتا من التسوق فطلبت منها والِدتُها اردتاء الفُستان الابيض باصرار، لتلفظ وتين بجمود وصوت مُنهك : ما ابغا. تنهدت عهود وهي تقول : وتين لا تعاندي.
صرخت وتين بحده : ما ابغا .. خلاص خلوني في حالي، كاني راضيه على هالزواج.
اجابت والِدتُها : وتين وش قلنا هالموضوع تسكر.
امتلأت عينيها بالدموع وقالت : انتوا سكرتوا الموضوع ..، اردفت بتساؤل : وش الي غيركم تبون تزوجوني واحد ما اعرفه ! ماما انا تعبت، فوق ما اني مجبوره عليه بعد بيكون زواج بدون حفله، ابي اعرف كيف اقتنعتوا ..، اردفت بسخريه : فستان عادي بلون ابيض على اساس صرت عروسه ؟.
دخلت الغُرفه وبدأت بالبكاء بعد ان القت بالفُستان ارضاً.
حل الليلُ ونام الجميع فستيقظت وتين في الساعه الواحد بعد مُنتصف الليل لتشرب الماء ولكن تعجبت عندما رأت مصابيح المطبخ مُشعله ليس من عاده والِدِها ان يترك الانوار مفتوحه، لم تأبه كثيراً وما إن ارادت ان تدخل المطبخ حتى سمعت صوت والِدتِها تقول بهمس : انت متأكد ما يعلمها .. يعني بعدين اذا تزوجوا ؟.
عبدالله بتفكير : ماني متأكد بس مجبور، اذا عاندنا ممكن في اي لحظه يفضحنا ويقول كل شيء.
عهود بخوف : لو انك شفت حاله وتين تكسر الخاطر دخلت عليها بالليل لقيتها تبكي وهي نايمه.
عبدالله بحزن وقهر : قسي قلبك تتزوج ولا ..، بتر جُمتله عندما احس باحداً يقف بقرب الباب وعندما التفت تعجب لانهُ لم يجد احداً.
ظنت لوهله ان عائلتها قد تخلت عنها لشخصٍ غريب ولكن صُدِمت عندما عرفت ان هُناك سر مُخباً خلف ذلك الزواج الغير تقليدي زواج فتاة لتوها تخرجت من الثانويه زواج دون زفاف، ماذا قد يكون السبب ورا زواجها من المدعو شريان ؟ بدأت التسؤلات تدور في عقلها .. هل هو سيئ ؟ هل سيضربها ويعذبُني ويحبسها ؟.
كُنت موقنه انه سيفعل بها ما تخيلت؛ فلما قد يتزوج من فتاة لا يعرف عنها شيء وباجبار عائلتِها .. تمنت لو انها واصلت التنصوت على والِدايها علّها تعرف ما هذا السرُ الذي لاجله اجبر والِدي تسليمها لشخصٍ غريب تحت مُسمى زوجة ؟.
لم تنم في تلك الليلة فقد ظلت تفكر في مصيرها لمجهول، لمعت في ذهنها فكره لطالما ترددت في تنفِذِيها لم تفكر بالعواقب كثيراً وفي الصباح التالي ادعت انها ذاهبه إلى بيت احد صديقاتها، كانت ثقه عائلتها بها كبيره لدرجه انهم لم يسألوا من تكون هذه الصديقة، خرجت مُسرعه باحِثه عن العم ابراهيم وهو الذي يُعد جزء من عائلتها فقد كبرت تحت انظارِه لطالما احبته بقدر حُبه لها ورفقه عليها .. لن تقول انهُ احبها كابنته او ابنائه فالعم ابراهيم لم يكن له عائله، كُل ما يفعله انهُ يعمل في ورشة تصليح السيارات القريبة من منزلهم.
توجهت إليه .. لم يخطر في ذهنها ابداً انهُ قد يُساعِدها في الهرب ! اخبرتهُ بكل شيء فاذهلها عندما عرض عليها السفر معه إلى الشمال إلى حين ان ييأس شريان ويترك عائلتِها .. لم يكون لديها خياراً سوا ان تذهب معه، وفي اليوم التالي شدت رحالها قاصِده الشمال برفقه العم ابراهيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــعوده للحاضر.
افاقتها والِدتُها وهي تقول بحده : ليه ما تبي تلبسيه ؟ في شيء تعرفيه وانا ما ادري.
ابتلعت وتين ريقها وهي تقول بكذب بعد ان عرفت ان هذا اختبار من والِدتُها كي تعرف ان كانت تعرف ان شريان هو من تقدم للزواج منها بعد ان وعدت والِدها انها لن تخبر والِدتها عن حقيقه شريان ابداً : لا ..، اردفت باستسلام : تمام راح البسه.
ابتسمت والِدتُها فخرجت قاصِدةً غُرفتُها فوجدت والِد وتين في الغرفه.
اغلقت الباب بسرعه وهي تقول : عبدالله مقدر اقسى على وتين كذا .. وافقت تلبس الفستان بعد شق الانفس.
مسح على كتِفها وهو يقول : اختبار بسيط ودامها وافقت يعني ما تعرف شيء عن حقيقه هالشريان.
اجابت : طيب وش بنسوي بسالفه شريان .. ليه عزمته.
قال بطيبه قلب : قلت لك عشان نشكره وواضح مو زي ما تخيلنا ما تدري يمكن يكون طيب يمكن في شيء خلاه يسوي كذا.
هزت رأسها وخرجت، بعد ربع ساعه وقفت وتين امام المرآه لتتأمل شكلُها بالفستان الابيض واحمر الشفاة الوردي.
قالت مُخاطِبه نفسُها : مالت علي وعلى شكلس والله هالكلب ما يستاهل يشوف هالجمال بعد الي سواه .. كريـه وغثيث.
التفتت إلى هاتِفها واذ بمها تتصل، اجابت بحماس : هلا مهاوي.
مها بضحك يعُج بالحماس : ترانا قربنا من بيتكم كم دقيقه ونكون عندكم.
وتين بشوق ولهفه : اخخ مو مصدقه اخيراً بنلتقي .. يله يله نتتظركم.
اغلقت الهاتِف وخرجت مُسرعه إلى الطابق الارض وهي تُنادي بحماس : ماما .. مامـا.
اقبلت والِدتُها وهي تقول : شوي شوي شفيك ؟.
وتين بحماس : مها تقول قربوا يوصلوا.
اجابت : حياهم.
هتفت والِدتُها مُناديةً فيصل : فيصل استقبل الضيوف.
وما إن سمع فيصل كلامِها حتى خرج ناسياً وجود شريان.
ضلت وتين تنظر إلى الهاتِف بسعاده وحماس دون ان تُلاحظ وجود شريان الذي كان جالساً ويضع قدماً على الاخرى بهدوء ! كان ينظر إليها بتمعن واعجاب لشكلها وابتسامتها العذبه، كيف لها ان تكون بهذا الحُسن والجمال ! وكيف لهُ ان يكون جارِحها لرقه قلبها .. تركزت عينيه على الوشم الذي لم يظهر منه سوا جزء ! وبعد ان تفحص ارجاء المنزل وتأكد ان لا احد قد يراهُما وقف مُتوجهاً ناحيتِها، في حين هي ابتلعت ريقها عندما احست برائحه عطره قد احتلت انفُها .. تلك الرائحة التي اصبحت تُميزها جيداً رفعت عينيها بتردد وإذ بها تراهُ يقف امامه، انتشل الهاتِف من يدِها بسرعه ووضع يده خلف ظهره.
لتلفظ وتين بحده بعد ان رأت ان المكان خالٍ وابرتباك : رجع الجوال.
ابتسم وهو يتأمل شفتيها ولفظ بخبث : بمقابل.
عقد حاجِبيها باستنكار وهي تقول : وش هالمقابل ان شاء الله ؟ .. شريان رجع الجوال بلا لعب اطفال.
ناولها الهاتفِ وقال : شكلك مهووسه بالفساتين الي تطلع كتفك ووشمك.
صمتت قليلاً لتفهم ما يقصد وما إن فهِمت حتى نظرت إلى كتِفِها الذي قد بان جزء منه.
رفع يده ودون تردد قام برفع كُم الفُستان لتغطيه كتِفِها العاري وهو يقول بغيض : شكلك ما تتوبي.
ابتعد عنها بسرعه وقد ازدادت ضرباتُ قلبِها وهو يقول في نفسه بإعجاب بعد ان تذكر جملُها بالفُستان الاحمر، ليستفيق من تخدير عطرِها الساحر وعينيها الرماديه الامِعه كانت في غايه الجمال، جميله وإن شُبِهت باحد الاميرات فهي تستحِق -اصحى ياشريان لا يكون بديت تميل لها !-
اوقف افكارِه وهو يقول في نفسِه بحده كي يستعيد كُرهُه -هذي مو اي بنت يا شريان هذي بنت سلطان-
ابتعدت عنه بعد ان وصلتها رساله من فيصل قائلاً : مقدري احضر العشاء عندي كم شغله ولا تنتظروني.
برمت شفتيها بتعجب فقد ظنت انهُ خرج لاستقبال عائله مها !
ابلغت والِدتُها برسالة فيصل فذهبت لشُرب كوّباً من الماء .. خرجت من المطبخ متوجهه إلى باب المنزل حيث بدأت اصوات التراحيب والضحك تملأ المكان .. هُنا ايقنت ان صديقتِها قد وصلت، امالت رأسها بشوق بعد ان امتلأت محاجر عينيها بدموع الشوق، لهفه للقاء شخصٍ احبتهُ رُغم عدم لمسِه وعدم الجلوس إلى جانِبِه، لم تتوقع في يوماً من الايام ان ترا "مها" .. مها التي لطالما حلُمت بلقائها وعناقِها، شُعور غريب داهمها وكأن الكون توقف امام عينيها بِمُجرد رؤْيَة صديقه عُمرِها من سيُصدق ان صداقةً" إلكترونيه" بامكانِها ان تكون واقعيه !
همتا بِمُعانقه بعضيهِما بشوق وحُب، عِناق يعوض عن السنوات التي كانت تجمعهم ببعض شاشه جهاز ولم يتعانقوا من قبل.
وبعد بضع لحظات ابتعدتا عن بعضيهما وقد انفجرتا ضاحِكتين، قالت وتين وبالكاد تلتقط انفاسُها من الضحك الهستيري الذي لا سبب له : تكفين قزومه.
مها بضحك وهي تضرب على تكِفِها بِمُزاحٍ : احسن منك ياعمود الكهرباء.
نطقت وتين مُخاطِبةً والِدتُها باستعجال وضحك : باخذ مها معي للغرفه.
اجابت بابتسامه : خذيها .. اشبعوا من بعض بس قبلها جيبي اشاي من المطبخ.
هزت رأسها وهي تُمسك بيد مها وبابتسامه قالت : اخيراً.
تلاشت ابتسامتِها بعد ان رأت شريان يجلس باريحيه في" الصاله" وكأنهُ يجلس في بيته واضِعاً قدماً على الاخرى بهيبتِه المُعتاد.
تنحنحت للفت انتباهِه فقد كان غارِقاً في هاتِفه بملامح مُتحده وكأن مكرُهاً قد حدث.
لم ينظر إليها بل تسمرت عينيه على الفتاة ذات الملامح الناعِمه والشعر القصير ! وقف وهو يقول بتعجب بعد ان تبدلت ملامح الغضب إلى ابتسامه مُلفِته : مها ؟!.
ظلت تنظر إليه بتمعن وكأنها تُحاول تذكر تلك الملامح الحاده، وبعد ثوانيٍ نطقت بضحك مها بعد ان تقدمت : شريان !.
ابتسم وهو يقول باستغباء : وش تسوي هنا ؟.
صافحته وهي تقول دون تردد : جايه اشوف صديقتي .. انت الي وش جايبك هنا ؟.
تصوبت عينيه على وتين التي ارسمت على ملامِحها الصدمه والتعجب.
نطق بنبره ساخِره : جاي اتزوج صديقتك.
وتين بتدخل بعد ان اشتعلت غضباً : كذاب لا تصدقيه .. انتوا من وين تعرفون بعض ؟.
اجابتها مها بحماس : شريان صديق بابا من زمان .. تخيلي اعرفه من قبل ثلاث سنين.
زمت شفتيها لاخفاء صدمتِها وغضبِها ومن ثم قالت : بروح اجيب الشاي.
مها : اساعدك ؟.
وتين بابتسامه : لا ياروحي.
وبعد ان اوصلت الشاي الى والِدتها توجهت إلى غُرفتِها بعد ان افتقدت مها فتوقعت ان تجدها هُناك ولكن تعجبت عندما رأت الغُرفه فارِغه.
عادت ادراجها إلى بقيه العائله، عادت ورتسمت ملامح الصدمه على وجهها بعد ان رأت مها تتحدث بضحك وحماس إلى شريان ! اقبلت عليهِما وهي تقول بغيره : تراك جايه تشوفيني مو هالزفت.
اصغرت مها عينيها بتعجب من كلمه وتين الاخيره !
شريان بهدوء ويحاول ان يخفي ابتسامته : الفاظك الفاظك.
نظرت إليه بنظرات ساخره وهي قول : ياي !.
جرت مها من يدِها واخرجتها معها
لتقول وتين بانفعال : ترا بزعل منك .. مو معقوله قاعده تسولفين معه وانا ادورك.
مها بضحك : شفيك معصبه ؟ ..، اردفت باستجواب : لايكون تغارين عليه ! هااه ؟ توته اعترفي، وتيــن.
صمتت وهي تظر إلى ملامح مها بجمود.
لفظت بصدق و دون تردد : لا والله ! اغار عليك انتِ ياغبيه .. ولا وش لي بواحد قذر زي شريان.
ارتسمت ابتسامه عريضه على ثغرِ مها ولكن سُرعان ما اختفت عند سماعِها كلام وتين عن شريان، ما الذي قد يغضب وتين ويملأ قلبُها الطاهر بهذا الكّم من الحقد !.
مها بتردد وخشيه ان يُسى فِهمُها : وتين .. انا ليه احسك تكرهين شريان ؟.
زمت شفتيها ومن ثم قالت : انا جد اكرهه مافي داعي تحسي يعني ..، بترت جُملتُها بعد ان تذكرت ان ما ستقوله قد يُسبب مشاكل كبيره وقد يُفضح امر اتفاقُها مع شريان.
اردفت مُحاوله تشتيت ذِهن مها : استغربت من حركه فيصل .. توقعته بيكون موجود على العشاء، خليني ادق عليه واشوف وينه."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.