بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
كلاهُما يُظهر الإهمال عمداً
وداخلهما من الأشواق جمراً.ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 6
ــــــــــــــــــالأردن.
الساعة الرابعة عصراً تجلس تحت احد شجرة الليمون تتأمل هدوء القرية الاردنية التي منذ ان وعدت على هذه الدُنيا وهي فيها ولم تخرج منها، وتفكر كيف ستقنع جدُها بان تترك القرية وتذهب لدراسه الجامعه في احد المدن ! هي ورد الفتاة التي يخاف عليها جدها من نسمة الهواء ولم تخرج من القرية لقرية اخرى كيف لجدها ان يقتنع بذهابها للمدينة ! قطع افكرِها الفارس الذي مر من امامِها بسرعهٍ قصوى بفرسه ولم يحسب لجلوسها حساب.
وقفت بغضب عندما تطاير الغبار امامها لتنطق بانزعاج وهي تقوم بتخليل اناملها بين خصلات شعرها البُني : عمى ان شاء الله .. ما يشوف هالمريض !.
توقف الفارس امام بيت صغير وقام بربط وثاق حصانِه .. ومن ثم طرق الباب بإحترام ففتح لهُ رجل كبير في السن لينطق بابتسامة : أستاذة عبدالرحمن.
رحب به عبدالرحمن ترحيباً حاراً وستقبله إلى ادخل المنزل ومن صم ذهب يُنادي حفيدتهُ كي تُضيف ضيوفه وتعد القهوة، خرج وهو يُنادي : ورد .. ياورد.
سمعت ورد نداء جدُها لتفزّ بسرعة إليه بخطوات متسارعة وهي تلفظ : هلا ياجدي.
عبدالرحمن : تعالي سوي قهوة عندي ضيف.
وما إن حاولت ورد الدخول حتى استوقفها لوهله الخيل الابيض الوقف امام الباب ! عقدت حاجبيها وهي تنطق مُخاطبة نفسها : هوه نفسه !.
قامت بإعداد القهوة، ودخلت لكي تُقدِمها لتشعر بغضب عندما رأت ذات الفارس ولكن هذه المره كان عن قرب ترا ملامحة المرسومة، كبتت ورد غيضها لوجود جدِها .. قدمت لهم القهوة ومن ثم بادرت بالخروج.
قاما بتبادل اطراف الحديث، وبعد ما يقارب النصف ساعة، دخلت ورد إلى جدِها وهي تقول بتردد : جدي.
عبدالرحمن : هلا ياورد.
ورد بتوتر : ابيك بموضوع.
نطق وهو ينظر لمن يجلس بجوارة : قولي .. مافي احد غريب.
اما هذا الغريب فقد كان ينظر إليها بتمعن وتأمل ملامحها الحادة وشعرُها الطويل المجعد شدته بشرتُها السمراء الجذابه.
نظرت إليه بنظره حاده ونطقت : مضيع شيء في وجهي ؟.
اشاح النظر بحرج : لا ابد.
عبدالرحمن : وش بغيتي يا ورد انطقي.
تراجعت ورد عن ما كانت ستقوله : ولا شيء .. خلاص بعدين اقول لك.
خرجت وهي مُحتاره من أمر هذا الرجل، اما الجد عبدالرحمن لم يرتح لخروج ورد دون ان تقول ما لديها فاستأذن من غازي وخرج إليها.
عبدالرحمن : ورد.
ورد بتوتر من ما ستقوله : هلا جدي.
عبدالرحمن : وش كنتي بتقولي ؟.
نطق وهي تُحاول أن ترتب كلماتِها : جدي عندي صديقه تبيني اساعدها في بعض الاشياء.
عبدالرحمن : اذا سمراء عادي روحي لها.
ورد بتوتر : لا صديقتي ذي من بنات المدينة.
عبدالرحمن برفض وبغضب وصل لمسامع الذي يجلس بالداخل : مافي روحه.
امسكت بيكفتيه بترجي : الله يخليك يا جدي، ما بطول عشان خاطري اول مره اطلبك واخر مره تكفى تكفى.
عبدالرحمن برفض : قلت لا يعني لا.
تجاهلها ودخل الغرفة التي يجلس فيها ضيفه وعلى ملامحة الغضب.
نطق بهدوء : أستاذة فيك شيء ؟.
اخذ عبدالرحمن نفساً عميقاً ونطق : تبي تروح لصديقتها الي في المدينة.
صمت غازي قليلاً فقد فهم ان هذه الفتاة تُدعا ورد لذا نطق : انا اروح معاها اذا الموضوع مهم.
التفت إليه عبدالرحمن بتفكير : انا خايف عليها ياولدي، هذي ورد بنتي وحيدتي قطعة من روحي .. ما ارضى النسمه تجرحها ياغازي، وهي ولا عمرها راحت للمدينة.
ابتسم بهدوء : اجل من وين تعرفت على هالبنت ؟.
عبدالرحمن : انا شريت لها جوال عشان اذا تأخرت على البيت أو ابعدت عنها اتطمن عليها، وهالبنت جات زياره للقريه وواضح ورد عدتها صديقه لها.
غازي بتفكير : خلاص تطمن انا بوديها وراح انتبه لها.
كانت ثقة عبدالرحمن كبيره في غازي ولذلك وافق بعد تفكير : تمام دام انت بتوديها ماعندي مشكله.
توجه إلى ورد التي كانت جالسه في صمت تحاول أن تقُاوم دُموعها.
نطق لها : ورد.
وقفت ورد بهدوء : هلا ؟.
عبدالرحمن بهدوء : تمام روحي لها.
نظرت إليه بعينيها وهي تقول : صادق ؟.
عبدالرحمن : بس غازي بيودك.
ورد بعدم استيعاب : غازي ولد شيخ القبيلة ؟.
عبدالرحمن بنفي : لا لا غازي الي في المجلس.
صمتت ورد لثواني بتفكير : وليه يوديني انا اعرف الطريق زين.
عبدالرحمن : من وين تعرفين الطريق؟.
ورد : يا جدي ما تعرفني انا ما اضيع اقدر ادل نفسي.
عبدالرحمن : القرار راجع لك.
ورد بدون تردد : تمام تمام بس مو اليوم بكره بروح لها.
عبدالرحمن : تمام.
فعاد عبدالرحمن إلى غازي ليقول له : كيف الدراسه معك ؟.
بابتسامة : الحمد لله بفضل الله ثم بفضلك قدرت أشد حيلي واركز في دراستي.
ابتسم عبدالرحمن : انا ما سويت شيء ياولدي، انت بطبعك ذكي بس كان يبي لك أحد يشد عليك.
اتسعت ابتسامة غازي بهدوء وهو يرتشف من فنجان القهوة.
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.