PART 69

861 21 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

"حِفْظُ المَوَدَّةِ طَبْعٌ لَيْسَ يُحْسِنُهُ
‏إِلَّا كَرِيمٌ عَلَى الإِحْسَانِ مَجْبُولُ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 69.
ــــــــــــــــوتين.
بعد دقائق نطقت وتين بكلمات اذهلت شريان : تصدق لما اقعد معك احس بشيء..كذا يعني معرف كيف ينقال بس شيء زي السلام والطمأنينه رغم انه يجي منه مصدر خوف وقلق بعض الاحيان فيك تقول تعودت عليك وعرفتك اكثر..، ارفت بعد ان القت عليه نظره خاطِفه : احياناً ودي اشكرك لانك موجود معي..مثلاً لو ما كنت موجود اليوم مدري ايش كنت بسوي لا فيصل ولا مها موجودين حولي، لكن انت اول ما طلبت منك تكون جمبي جيت..، اكملت بعد ان اسندت رأسُها على كتِفه ارفت بإمتنان : شكراً لانك موجود معي.
لوهله احس ان لا جواب لديه ولكن بلل شفتيه وهو يقول بربكه المحُب امام محبوبِه : قاعد اكفر ذنب الايام الي فاتت..، ارف بعد صمت : في شيء يخليني ودي اتأسف ..، اردف : آسف على كل شيء صار .. اسفي الحين مو لاني ما كنت موجود قبل كذا، اسفي لاني ازعجتك كل هالوقت وضايقتك، اسف لاني بكيتك، يمكن يجي يوم وما عاد تشوفيني فيه، انتِ البنت الوحيده الي متأكد اني مستحيل انساك .. حتى انتِ وجودك افادني كثير وغير فيني كثير.
نزلت اعتذاراته واسفه عليها كنزول الصاعِقة، لم تتوقع في يومٍ من الايام ان يتنازل ويعتذر ! لطالما اعتادت على صدوده وتعجرفه وجمده، ولكن هذه المره ترا في عينيه وبين اهدابِه الصدق والندم، نطقت بتردد والخوف قد تملكها من كلامه الاخير وهذه ليس المره الاولى التي يتحدث فيها عن فراقِهما وانها لن تراه مره اخرى، نطقت بعد ان اعتدلت في جلستِها ونظرت إليه : ليه احسك تودعني ؟.
ابتسم بهدوء وهو يتأملُ ملامِحِها الخائفه المتوتره، ملامِحها متقلبه التعابير .. فتارةً تضحك وتارةً تغضب، هائم في تقاسم ذلك الوجه.
نطق بهمس بعد ان امسك بكتِفيها، همس يصل إلى قلبِها قبل مسامِعِها : شيء زي كذا.
ارتعدت ودب الخوف في صدرِها، لتنطق بثقل وكأنها لا تقوى على الكلام نطقت وعينيها تشرح ما قد تقول شفتيها : ليه ؟ ..، اردفت بسرعه علها تغير شياء من ما خطط له، شياء يجعله لا يتركها : شريان صح انك مُستفز بس لا تروح بعيد بدون علمي.
ضل صامِتاً بعد ان تبخرت الكلمات لديه، يشعر في هذه اللحظه بانهُ مكلف بتفحص عينيها الهارِبة المُتردده، واخيراً استطاع لفظ بعض الكلمات قائلاً : ما بروح بعيد . حتى لو رحت بتحسي اني موجود معك.
التفت لهاتفه الذي وصله اتصال من غيث ليرخي يديه عن يديها ووقف بهدوء ليُجيب على الهاتف : ايش صار معك ؟.
اجاب غيث : وينك فيه ؟ تدري ان سلطان قاعد يتمادى ؟ شريان وينك باقي على كلامك ؟.
اجاب شريان بعد ان وقعت عينيه على وتين الجالسه بالقرب منه تماماً : في البيت، اكيد باقي على كلامي.
نطق غيث : جايك البيت.
نطق شريان بحده وقد اشاح بوجهه عن وتين : مشغول لا تجي.
بعد ان وصل غيث الى منزل شريان دخل معه إلى احدى الغرف ليقول غيث بحده : مدري على وش ناوي ! جايبها لبيتك بكل دم بارد ما كأنك تبي تقتل ابوها ! معتوه انت !.
نطق شريان بنبره هادئه خاليه من المشاعر : بنقتل سلطان مو ابوها.
صفق غيث بسخريه وهو يقول ببعض من الغضب : الحين صار مو ابوها ! مو كل الي سويته فيها عشانها بنت سلطان وش اختلف الحين ؟.
شريان بحده ونفاذ صبر : سكر على هالموضوع .. المهم ارسل لي هيثم ان سلطان بكره معاه موعد في مطعم* على الساعه تسعه بالليل، كل الي بنسويه اننا بنحجز كل طاولات المطعم عشانه.
صُدم غيث ليصرخ بغضب : ما باقي الا نروح نتعشى معاه !.
ابتسم شريان ابتسامه مُستفزه وهو يقول : ونتعشه معه .. اسمع بنركب قاطع لاسلكي يقطع إشاره الاتصال عن المطعم وبكذا الضيف الي بيقابله ما راح يقدر يوصل لسلطان، والباقي تعرفه.
تنهد غيث ليقول بسخريه : وتسأل الشرطه عن الي حجر المطعم بعدين يعطونهم اسمك بالطول والعرض، ذي حطتك الجهنميه ؟.
اجاب شريان وهو يجلس على الأريكه : ليه ما يعطون اسم سلطان بالطول والعرض ؟ ..، اردف بغضب عارم : غيث وش فيك صاير غبي ما تفهم بسرعه ؟ صعبه علينا نحجز المطعم باسم سلطان ؟ ولا صعبه علينا نشتري المطعم بكبره ؟ اول مره نسويها يعني ؟.
وقف وهو يصفق يديه ببعض ليقول بختام لحوارِهما : موعدنا الساعه ثمانيه ..، اكمل ساخر : تتوقع اكلهم حلو ؟.
اجاب غيث : طعم دم سلطان احلى.
خرج ليتوجه الى وتين .. تفاجأ وهو يرأها تقف بقرب النافذه وقد انسابت دموع عينيها على وجنتيها ليقول بقهر : وتين ! تبكي ليه ! خلاص صدقيني كل شيء بيتحسن.
نظرت إليها وهي تمسح ادمع عينيها لتقول : نفسي اعرف ليه سوا كذا .. بعد كل هالسنين جا ينكد حياتنا، عنده عائله وعنده بنت بكبره فيصل .. تخيل الخاين كان يخون امي بدون ما تدري !.
اقترب منها ليمسح ادمُع عينيها بيديه وهو يقول بحُزن، ليس على ما حل بِها بل على ما سيحل بِها لاحقاً : زعلانه عشان ما عرفتيه من اول ؟.
هزت رأسها نافيه وهي تتأمل عينيه لتقول : زعلانه لان اول مره احس ان في شخص يكرهني لدرجه ما وده يشوفني .. مره زعلانه لان ما تعودت احد يتخلى عني بسهوله كأني شيء هامش، شريان افهمني.
بهدوء مرر ذراعه خلف ظهرها ليتشبث بخصرها ويجرها إلى احضانه وعانقها رغماً عن صدمتُها وارتجاف اطرافِها من مبادرته .. تنفست بعمق ورفعت يديها لتبادل العناق حينما قال : فاهم عليك.
حاول تهدئتُها وهو يمسح على شعرِها .. يستنشق رائحتها التي تآسره وبعد لحظات ابتعد عنها قليلاً لتلامس وجنتُه وجنتُها، لا زال يتنقس عبير رائحه شعرِها وعُنُقِها يستنشق رائحتُها العطريه وكأنهُ يحاول اخماد نيران توقعد بين اضلُعِه، تمرد ليقبل عالي عُنُقِها دون تردد بحُب ! بقُبّلتِه ارتجف قلبِها قبل جسدُها لتبتعد عنه بعد ان قُرعت طبُول الارتباك بداخل صدرِها والصدمة .. تراجعت عنه بخطوات مُتثاقله لتنطق وفكُها يرتجف وكأنها لم توقع تماديه معها : ابي .. ابي ارجع الفندق.
ابتلع ريقُه ببعض من الخوف ظنناً منه انها خافت منه ولا تريد التواجد معه في ذات المكان ! : ليه ؟ وتين الي صار ..، قاطعته بعد ان مسحت على وجهُها لتخفيف ربكتُها، نطقت دون وعي : شيء لحظي كأنه ما صار .. فيصل بيروح الفندق ما ابيه يدري اني كنت عندك.
انقطع كلامُها بالنسبه له حينما قالت "كأنه ما صار" نطق بنبره اكتسحها الصدمة وبعض من الغضب : ما كأنه صار ! ..، اردف قبل ان تُقاطعه : تمام راح اوصلك.
وما إن اراد الخروج حتى امسكت بِمعصمِه وقد فهمت انهُ غضب من كلامُها والاستخفاف بمشاعره المفضوحه : شريان زعلت مني ؟.
نظر إليها بحده ليقول بجمود وقهر : ازعل على ايش ؟.
نطقت بعدم معرفه ما تقول او حتى صياغ كلام مفهوم .. في قمة توترها وارتباكِها من ما حدث : عشان الي صار .. شريان ما يزعل انت كذا، عشان صار فجأة .. وش تبيني اسوي يعني.
عقد حاجبيه ليقول بذات الحده : انا قلت اني زعلت ؟ ..، اردف بقهر وتساؤل بعد ان اعتدل في وقفته : يوم تناظري فيني وش تشوفي ؟ وش تحسي ؟.
اجابت بقهر وعينيها قد طوقت بالدموع اثر ثقل المشاعر عليها : لا تصارخ علي.
صرخ فيها : ما صرخت .. جاوبيني وش تشوفي وش تحسي ؟ اصلاً انا وش بالنسبه لك ؟ صديقك ..، اردف بسخريه لاذعه مُنقهره : ولا زي اخوك ؟.
عقدت حاجبيها لتجيب بارتباك وهي تحاول ان تكون حاده الطباع كما يفعل وسؤاله ارهقها : انا ادري وش تبي توصل له وادري على وش تلمح بس احلم توصل للي تبي، وش الي اخوي ! شايفني غبيه اسمح لواحد يقرب مني وانا اشوفه اخوي !.
نطق بعد ان اقترب منها وشدها من خصرها ناحيته بتملك وعينيه تتأمل عينيها واهدابها المرتجفه ليلفظ امام شفتيها : انا المح لك ؟ وش فهمتي من تلميحي ؟.
همست امامه وقلبها يدق بقوة : فهمت الي فهمته وش عليك مني .. في الاصل انت قول على وش تلمح ؟.
لا يستطيح تحمل هذا القرب .. يريد تقبيلها ويريد ان يخبرها بمدى حُبه : فهمتي من تلميحي اني احبك ؟.
لم تُجب بل كانت انفاسُها المُتسارعه جوابُها.
اردف بهمس بعد ان اقترب منها اكثر ولا يفصل بينهُما سوا خيوط من الاكسجين الضائع بين انفاسِهُما المُتسارعه وبين شفتيهما .. همس بنبره ارتعش لها جميع اطراف جسد وتين بنبره خالطها الهدوء : اذا فهمتي اني احبك ؟ فهو صدق انا احبك وغارق فيك .. غرقت فيك وانا ادري ان مالي خلاص منك ابداً ..، اكمل تحت رهبتها من هذا القرب وضعفها : شفتي عيونك ؟ انحبست بداخلها وعجزت اناظر غيرها، حبيتك وانا ادري اننا مثل الشمس والقمر مستحيل نجتمع.
ضلت لحظات لا تقوى على الاجابه ليست بمصدومه ولا حتى مُتعجبه بل هائمه في هذا القُرب تتأمل عينيه التي تتفصح بداخل عينيها في اعترافه الصريح .. نطقت وشفتيها ترتجف بعد ان نلامس انفه انفُها .. نطقت بنبره توحي بتقَبُلِها اعترافه بل بمبادلتُها له ذات الشعور : حتى الشمس والقمر اجتمعوا ليه احنا مُستحيل ؟.
اجاب بهدوء : لان الفرق الي بيننا اكبر من فرق الشمس عن القـ ..، قاطعته حينما وضعت سبابتُها على شفتيه لتُسكته لتقول له بخفوت : اعتراف المحبه منك واثبات صدقها مني.
ختمت كلِماتُها عندما انزلت سبابتُها عن شفتيه لتحل محلُها شفتيها لتقبله قُبله صغيره ولكن لم يتحمل ليجرها إلى يُقَبِلها بهيام .. غارقاً ما بين شعوره نوحها ولا يفكر في سواها متجاهل جميع ما يمنحه منها.
مرت ثوانيٍ بل دقائق او قد يكون توقف الوقت في هذه اللحظه لكليهِما، تجاهلت جميع خطاياه وغفرت له .. كانت اول من صدقه وكان اول من احتضنها في عز حتياجَها، احبها كما لم يُحب نفسه وكما لم يُحبه احد بهذه الطريقة.
ابتعدت عنه بهدوء تحاول التنفس وصدرُها يلهو ويهبط من تسارع انفاسها لتنظر إلى عينيه حينما نطق وهو غارق في تفاصيل ملامحها العذبه، بنظرات توضح مدى حُبه وعشقه لها ولو بستطاعته لاستمرت تلك اللحظه طيله حياته، ليخلدها على مرور عُمُره.
أتت وتين البلسم لجميع جروح شريان واتى شريان العوض لقلبِها لفظ : غرقت فيك ولو انمدت لي يد تنقذني منك زد فيك غرق .. أحبّك ياوتين قلب شريان.
قال كلماته بعد ان طوق وجهُها بين يديه.
اجابت بابتسامه وقلبها ينبض بسرعه والارتباك واضح في نبرتها : وانا أحبّك يا شريان قلبي.
قالت كلمتها الاخير بضحكها تشرح سعادتها وعينيها تلمع يالحُب له.
ابتعدا عن بعضِها حينما قُرع جرس باب المنزل معلناً عن وصول احدهم ! عقد شريان حاجبيه بتعجب فمن يا تُرى قد يأتي في هذه الساعه من الليل !
وما إن اراد الذهاب لفتح الباب حتى استوقفته وتين بمسكها ليده وهي تقول : يمكن فيصل.
هز رأسه نافياً ليقول : ما اعتقد.
فتح الباب ليتعجب اذا بتولين تقف امام الباب .. لم تدعه ينطق بكلمه فقد دخلت مُسرعه بعد ان امسكت بيديها وهي تقول بسعاده جاهله عن وجود وتين : مره مستانسه .. قدرنا نتقدم في سالفه سلطان.
سحب يديه من بين يديها وهو يمثل الهدوء كي لا تشك وتين ان من يتكلمون عنه هو سلطان ذاته الذي يكون والِدُها : سكري السالفة .. الحين مشغول.
رفعت عينيها لوتين بقهر وغيره ورصت على اسنانِها بغيض حينما لمحت وتين تقف بقرب المدفأة محتضنه يديها لصدرها : وش تسوي بنت الـ ..، قاطعها شريان بحده وقد ثارت براكِينه : تولين قلت لك مشغول.
توقدت نيران بداخل صدر تولين فماذا قد يشغله عنها ؟ هل هي وتين ؟ هل اصبحت غريبة وبدا بتجاهلها والتهرب منها والتقرب من وتين !.
نطقت بهدوء وعينيها تقدح بنيران الغيره بعد ان تقدمت من وتين قالت : وش تسوي هنا ؟.
اجابت وتين وهي تنظر لشريان : انتِ الي وش تسوي هنا ؟ ..، اردفت : شريان متى ترجعني ؟.
ابتسمت تولين ومن داخلها نيران لتقول بعد ان نظرت لشريان : شريان عادي تجيب لي مويه ؟.
رفع حاجِبه ليقول لها : تعرفي طريق المطبخ.
نطقت بحده بعد ان تأففت : افهمها يعني روح ودي اكلم وتين وحدها.
وقعت عينيه على وتين التي نطقت بعد ان اومأت برأسها إيجاباً : عادي.
وما إن خرج شريان حتى تقدمت تولين من وتين وهي تنظر إليها باحتقار : تدرين من كم سنه اعرف شريان ؟ من ايام كنا صغار.
نطفت على شفتي وتين ابتسامه ساخره فلا طاقه لها بالجدال مع تولين : كل هالسنين وعجزتي تخليه يحبك او حتى ما لقيتي منه نظره وحده ؟.
اقتربت منها تولين اكثر لتقول وهي تبتسم ابتسام قهرت وتين : لا تفرحي على طول ..، توقفت عن الكلام لتغمض عينيها لتتقدم اكثر من وتين وهي تستنشق رائحة ما وقد صُعيقت لتردف بعد ان فتحت عينيها بقهر : كنتوا قريبين من بعض لدرجه التصقت ريحه عطره فيك ؟!.
ابتلعت وتين ريقها بصدمه لتقول بحده : قولي الي تبي تقوليه وانقلعي.
اجابت تولين وهي تحاول كبت حُزِنها وقهرها : اقول لا تستانسي على طول لان هالبيت دخلوه الف بنت وبنت غيرك، واذا الي شفتيه من شريان بوسه صدقيني سوا معي الي ما يتخيله عقلك الصغير.
اشتعلت وتين قهراً لتدفع تولين وهي تقول بحده : كُلي* تحسبي اني نفسك لعبه لرجال ؟ احترمتك حسبت عندك كلام محترم بس طلعت غلطانه وش يطلع من وحده زيك اصلاً !.
تقهقهت تولين لتنطق بسخريه اكبر بعد ان اعتدلت في وقفتُها : اذا مر على علاقتك فيه اسبوع كامل بدون ما يسوي شيء يزعلك اصير خدامه عنك، تذكري كلامي زين.
خرجت تولين دون ان تدع وتين تُجيب او بالاصح وتين ليس لديها ما تقوله فقد دب الرعب والشك بداخِلها والخوف، خرجت واذا بها تتلقى صدمه اخر حينما رأتها تقبّل وجنه شريان وخرجت من المنزل وهي تقول : اشوفك بكره، للحين ما اعرف على ايش ناوي في سالفته.
تقدمت وتين من شريان لتقول بنبره مهزوزه : تأخر الوقت برجع الفندق.
امسك بِها قبل ان تخرج ليقول بصدمه : تستهبلي ! انا بوديك.

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن