PART 67

850 24 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

نسري مع الليل ونسامر مواجعنا
ونهيم في لحظة الذكرى وطاريها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 67.
ــــــــــــــــوتين.
انفجرت عهود باكِيه وهي تقول : ما تغير شيء .. الحين بالذات صار عادي تعيشي معاه لاني اعرفك زين انتِ بنتي وربيتك احسن تربيه، الحين بالذات لازم تتواجدي في مجتمعهم لان لك حق بحياة الرفاهيه زي ما باقي الاحفاد لهم.
صرخت وتين وهي تضرب بيديها على السرير بقهر وعدم تصديق لما تقوله والِدتها : انا حياتي عاجبتني، انا ابي اعيش مع امي وابوي ما ابي شيء ثاني، ما ابي قصور ما ابي خدم وحشم .. تكفين افهميني افهميني، مقدر اروح معاه ما ابيه ..، اردفت بعد ان وضعت يديها على وجِها : كل هالسنين وتوه يتذكر ان عنده اولاد ! كل هالسنين ولا فكر فينا واليوم جاي يخرب كل حياتنا، جاي يستقوي علينا ! انا مستحيل اروح معاه انا ابي اعيش معك انتِ ..، اردفت وشهقاتِها تتردد وبكلمات متبعثره مُتقطعه : الي نساه ايانا كل هالسنين قادر ينسيه باقي العمر، جاي معاه اوراق واثباتت كأنه يقول انتِ بنتي غصباً عنك، جايب اثباتات وماخذ احتياطه !.
دخل سلطان دون طرق الباب وهو يقول : ممكن نتكلم شوي.
وجه كلامهُ لعهود لتقف وهي تقول بهدوء وبروده اعصاب : تمام.
خرجت تارِكه وتين تبكي من خلفِها، مُحطمه ومنهاره من ما حدث، إن كان الألم يأتي من والِدتُها فمن بوسعه ان يلمم حُطام قلبِها ويضمد جِراحُها، إن كانوا عائلتُها هم من خذلوها فبمن تثق وتحتمي !.
تقف عهود مع سلطان الذي يحاول تبرير موقِفه، كيف لهُ ان يخطوا بخطوه كهذه دون ابلاغُها : ما يبرر انك خربت كل شيء.
اجابها سلطان وهو يهز رأسه بالموافقه : صح، كان لازم تعرف، كان لازم واحد مننا يتكلم وانا سهلت عليك الموضوع.
اقبل عبدالله من بعيد وهو يقول بهدوء فالذي يقف امامه اخيه، بعد كل هذه السنين ظهر فجأة بعد اختِفاؤه كل هذه السنين : خلينا ناخذ وتين للبيت ترتاح.
نطق سلطان بحده : بنتي وما بتروح بيت احد ثاني.
عقدت عهود حاحبيها لتتلاشى علامات الصدمه وتحل محلُها علامات السخريه، ضحكت بسخريه وهي تقول : بنتك ؟ وما تروح بيت احد ثاني ؟ ..، اردفت بحده وكُره : ارجع لعقلك ياسلطان، انت حتى كلمه بنتي كثير عليك اليوم صارت بنتك ؟ تحسب بتاخذك بالاحضان وتتقبلك ؟ ..، اردفت بسخريه واحتقار : اخ لو تدري وش قالت لي .. تقول ما تتشرف يكون عندها اب زيك.
امسكت بيدِ عبدالله وهي تقول : جهز السياره وانا باخذ وتين.
وامام باب المُستشفى وقفت وتين من على يمينِها والِدتُها ومن الجهه الاخر الجده هُدى، ضلت تنظر إلى عبدالله وسلطان والذي كانا يقفا بقرب سيارتِهم ! امسكت بمعصم والِدتُها لتتوجه معها إلى سيارة عبدالله تحت انظار سُلطان والجدة هُدى.

استيقظت في تمام الساعة السابِعة مساءً على صوت قطرات المطر المُنهمر على نافِذة الغُرفة وكأنها مؤاساه ربانيه، ضلت تنظر للسقف وتسترجع احداث اليوم المرير .. طرا في ذهنِها العم "إبراهيم" تداخلت الذكريات ببعضِها، نزلت دموعِها بقهر لما يحدث معها وكيف ان حياتُها تمُر بإنتقالات غريبه، مسحت دموعُها حينما تردد في مسامِعها كلمات العم ابراهيم "الشده بتزول مهما طالت" تنهدت ومن ثم وقفت رغم انها لا تشعر بتحسن وان دوار قد اصابها .. وبعد ان استحمت ارتد ملابساً ثقيلة لتتوجه ناحية النافذه لتتأكد من ان المطر لازال ينهمر، خرجت لتتجه إلى باب المنزل تريد الخروج ليوقِفها صوت والِدتُها حينما قالت : متى صحيتي ؟.
التفت إليها بملامح صامِته لتقول : بروح السطح، في مطر.
نطق عبدالله من خلف عهود قائلاً : خليها على راحتها.
صعدت الدرج لتبدأ الصعود لاكثر من خمسة ادوار ! احست بالتعب في جسدِها ولكن تعبُ قلبِها كان اكبر لتنهار باكيه على إحدى الدرجات مُعلنه عن انهزامها لهذا الضغط، تبكي بحرقة من حالها الذي تبدل .. بعد لحظات وهي تشهق اخرجت هاتِفها لتتصل بِمها ولكن لا جواب فقد كانت مها خارج البلاد ووتين إلى هذه اللحظة لا تعلم ! تريد من يواسيها ويطبطب على روحها ويخبرها انها اقوى من هذا الحِمل .. ودون تردد اتصل على شريان بانامل مرتجفه ونطقت بصوت باكي مُرتجِفة : شريان عادي تجني السطح ؟.
نطق شريان بتساؤل : وتين فيك شيء ؟.
قال جُملته في حين ان غيث قد دخل مُسرِعاً يقول : هُدى راحت بيت ابو وتين.
نطقت وتين : شريان طلع عندي اب ثاني ! تعال السطح عشاني تكفى .. شريان بنتظرك لا تسحب علي بنتظرك.
اجابها بسرعه وهو يحمل مِعطَفِة خارِجاً من منزله متجاهلاً غيث : جايك الحين .. ما بتأخر.
صعدت المِصعد بتعب من صعود الدرج ليتجه بِها إلى اسطُح الفندق.
خرجت بخطوات مُتثاقله تحت قطرات المطر الغزيرة حيث كانت تعزف اجمل الالحان الهادِئه، وقفت تحت المطر لتختلط دمُوعُها بماء المطر النقي الطاهر .. وببكاء وانهيار جلست على الارض وقت تبلل شعرُها وملابِسُها من شدة غزارة المطر ! مرت دقائق طويل وتأخر شريان كثيراً عليها ليزداد بُكائها وحُزنُها حينما احست انهُ تم التخلي عنها وتجاهُلِها من قِبل شريان ! وقفت وهي ترتجف ووترنح  من شدة البرد، تشعر ان قدميها لا تقوى على حملِها وحمل ثقل حُزنِها وهي تشهق بقهر وألم .. التفتت لتقع عينيها على باب المصعد الذي توقف ليَفتح ويخرج منه شريان الذي كان يتنهد بقوة ينظر إليها بخوف وارتعاب فقد كان يركض، تقدم مِنها ببطى وصدمه ولكن سُرعان ما اسرع بخطواتِه حينما رأ انهُ قد اختل توازُنُها في لحظة رأته ! تقدم مِنها بعد ان قام بخلع مِعطفِها وغطاء جسدِها بالمُعطف بخوف عليها من البرد وسحبها معها إلى داخل المصعد رغم محاوله منعُه.
نطق شريان بعد ان لاحظ ارتاجفُها ونظرُها في الفراغ وتبكي بصمت : وتين تسمعيني ؟.
ضغط زر المصعد ومن ثم التفت إليها ليشدها إلى احضانه دون تردد ! زادت شهقاتها لتشد عليه وهي تهمس : قهروني .. قهروني كلهم.
تنهد وهي يحتضن جسدُها المُرتجف من شده البرد : اهدي اهدي اهدي.
ابتعد بخفه وامسك بيدِها وهو ينظر إلى عينيها الذابِله الباكية : تحسين بالبرد ؟ وتين ردي علي صحصحي.
هزت رأسها لتقول بنبره خافته مُحزنه : امي كذبت علي ياشريان .. وبابا.
احتضن كتِفُها ليخرجها من المصعد مُتوجه بِها إلى باب الفندق قاصِداً الخروج بِها ولكن اوقفه صوت نادى عليه قائلاً : على وين ماخذها ؟.
مُتوجه بِها إلى باب الفندق قاصِداً الخروج بِها ولكن اوقفه صوت نادى عليه قائلاً : على وين ماخذها ؟.
التفت شريان ليجد آدم يقف امامُه ليحاول تجاهله ولكن اعاد آدم السؤال باصرار وحده وتقدم وعينيه على وتين التي تكاد تفقد وعيُها وتتجاهل كل ما يحدث من حولها.
تنهد شريان لينظر إلى وتين ويهمس لها قائلاً : وتين بتعلمي اهلك ؟ باخذك معي.
اكتفت بهز رأسُها رفضاً وهمست قرب ملامحه : خذني.
تنهدت وتين لتبتعد عن شريان بهدوء وهي تقول لآدم بنبره مُحمله بكم هائل من الكُره والاشمِئزاز : آدم تدري شيء ؟ انت سافل ابن ستين سافل، كذاب اناني وحقير انت واحد ** .. روح ..، اردفت بقهر استوطن اضلُعِها : وش استفدت يوم كذبت علي ياخسيس ؟ سويت نفسك طيب وبتساعدني في الجامعة اخر شيء تعرف هُدى وانت معاها ولا قلت لي !.
التفت إليها شريان بصدمه من كلماتِها فلم يعتد عليها تقول هذا الكلام ! : وتين !.
نظرت إلى شريان بارتباك لتقول : يستاهل ..، اكملت وهي تظرت لآدم الذي لم ينطق بكلمه : وش تقرب لك هُدى ؟.
اجاب : جدتي مثل ماهي جدتك.
صرخت فيه بانفعال وقد خانتها دموعها : **جدتك وحدك.
اقبل من بعيد غيث وهو يقول : آدم حبيب قلبي وش رأيك تجي معي.
وجه كلماتُها لآدم الذي اعتلاه الغضب من نبره غيث الساخِره ومن مسبات وتين له.
دخل في شجار مع غيث بينما شريان خرج ومعه وتين ليقف مع رجل غريب ومن ثم قال له  شريان : امسح تسجيل كاميرات الفندق كلها.
هز الرجل رأسه إجاباً ومن ثم توجه شريان بوتين إلى منزله ! وما إن اوقف السيارة حتى نظر إلى ملامِحُها الشاحِبه وعينيها التي باتت تنظر لكل شيء عدا شريان الذي تنهد وهي يلفظ : خلينا ننزل.
نزلت بهدوء بعد ان فتح لها الباب ولازالت تعتنق مِعطفُه .. ادخلها غرفة ريلام ومن ثم ناولها بعضاً من ملابس اخته ليقول : غيري ملابس بتمرضي من البرد.
نظرت إليه بهدوء وهو يخرج ويغلق خلفه باب الغرفة، غيرت ملابِسُها ومن ثم جلست على طرف السرير بشرود ذهن، حتى هي تعجز عن وصف ما تشعر بِه وعن ما يجوب بخاطِرِها اكتفت بالنظر في الفراغ حتى طُرق الباب وبهدوء وقفت وخرجت مع شريان ليتوجه بِها إلى امام المِدفأة جلست امام المِدفأه وبعد دقائق عاد شريان وبيديه كوبين من الشاي ناولها احد الاكواب ليقول : ما ودك تقولي لاهلك انك هنا ؟.
هزت رأسها نافيه لتقول : لا ..، اردفت بعد صمت وبعد ان نظرت إلى كوبِه بتعجب لتقول بعفويه : من متى تشرب شاهي ؟.
ابتسم لا إرادياً ليقول : من بعد ما شربت من كوبك ..، اردف شريان وهو يعلم جيداً ما حدث معها : طيب ما ودك تقولي لي وش صار ؟.
بعد صمت دام للحظات نطقت وتين : ما ودي اتكلم الحين ..، وبعد لحظات صمت اردفت وهي تنظر لعينيه : شريان عادي تقول لي قصه ؟.
عقد حاجبيه بتعجب ليهز رأسه نافيه : ما اعرف ..، اكمل بتساؤل : تبي تنامي الحين ؟.
هزت رأسها بنفي لتقول بعد ان ارتشفت من كوب الشاب وكانها قد بدأت تطمئن : توي صحيت، بكيت بس باقي ابي ابكي.
اتسعت ابتسامه شريان ليقول وهو يحاول إخفاء ابتسامته : ابكي بسوي نفسي ما شفت.
اشاحت بوجهُها عنه وهي تقول ببعض من الحُزن : خير لا تضحك علي ما يضحك ابداً.
نطق بهدوء وهو ينظر إلى يديها المُمسكه بالكوب : خلاص بقول قصه المهم لا تبكي علينا.
شدت على الكوب لتقول : عن ايش ؟.
اجاب بعد تفكير : قصه الاميرة الحسناء وقاتل الملك ..، اكمل وهو يراها مُنصِته : قبلها تراني فاشل في القصص ..، اكمل بعد ان هزت رأسها بتفهم : كان يا مكان في يوم من الايام كان في أميرة في غايه الجمال والحُسن و طيبه تحب تشوف الناس سعيديت .. اميرة لقبوها بالحسناء من شده جمالها وحُسن عيونها الي حولت قاتل لرجل طيب، كانت الحسناء ..، قاطعته وتين وهي تنظر إليه : هالحسناء مالها اسم ؟.
ضل لحظات يتأمل عينيها ليقول : لها اسم .. بس بعدين بقول لك ..، اكمل : جاء يوم وقررت هالحسناء تغير حياتها وتهرب من القصر كل يوم بالليل بس عشان تزور دار الايتام وتحكي قصه للايتام قبل نومهم، وفي يوم من الايام لمحها القاتل بالصدفه وهي خارجه من دار الايتام وتكرر معاه نفس الموقف لايام كثيره وقرر يتتبع اثرها ومين تكون هالبنت الجميله وده يشوف وجهها من قريب ويعرفها .. اكتشف انها عايشه في قصر الملك لكن ما كان يدري انها بتكون اميرة وبنت الملك ومع الايام عرف ..، اردف بعد صمت : اول ما عرف انها بنت الملك كان خبيث لدرجه كان مستعد يلعب في مشاعرها ويمثل الطيب لحد ما تسمح له يدخل القصر معاها، ومنها يقدر يدخل على الملك عشان يقتله ..، قاطعته وتين بتساؤل : قتل الملك ؟.
لم يُجب للحظات ومن ثم قال : خليني اكمل ..، اكمل : صح انه خبيث وذكي لكن قدامها صار غبي لانه مع الوقت طاح في حُب الحسناء وبدأ ينسى فكر قتله للملك ..، اردف بهيام وهو يتأمل ملامح وتين : وهو في تحد يشوف ملامح الحسناء وما يقدر يحبها ؟.
نطقت وتين بحيره وهي تحاول تجاهل نظراتِه وكلامِه الذي احست انها المقصوده بِه : ليه يبي يقتل الملك ؟.
اجاب بهدوء : لان الملك انعجب وحب ام هالقاتل قبل سنوات وعرض الملك عليها تكون جاريه عنده لكنها رفضت وعصبت منه لان اساساً هي متزوجه عشان كذا امر الملك جنوده بقتلها صار يبي ينتقم ..، اكمل : عاش القاتل قصه حُب كبيره مع الاميرة بدون اعتراف هو يدري انها تحبه وهي تدري انه يحبها لكن مافي احد تجرأ يعترف للثاني، مرت الايام وبدأ القاتل ينسى انتقامه من شده حُبه للحسناء لكن بمجرد ما حاول الملك إجبار الحسناء على ترك المملكه والزواج من احد امراء المملكه المجاوره لهم وإجبارها على السكن في قصر ثاني رجعت رغبه الانتقام من الملك ..، اردف بعد تفكير : وقبل نشر خبر زواج الحسناء من امير المملكه الثانيه تسلل القاتل للقصر وقبل يدخل ركن الملك قابل الحسناء ..، اردف : اكمل لك بعدين.
عقدت حاجبيها برفض لتقول بإصرار واللحاح بعد ان امسكت بمعصمه : لا كمل الحين .. شريان كمل الحين.
نطق شريان بتردد وعينيه على يدها التي تُلامسه : قابل الحسناء واعترف لها انه يحبها وانها غيرت فيه كثر بعدها طلب منها تخليه يقابل الملك، واول ما شاف الملك اخرج سيفه وقطع رأس الملك قدام الحسناء.
شهقت وتين بصدمه لتضرب كتف شريان بخفه وهي تقول بحُزن على الاميرة الحسناء وتبتعد عن شريان قليلاً : خير ليه سويت كذا ! شريان خير !.
عقد حاجبيه ليقول : موب انا الي سويت كذا .. وش فيك علي !.
اشاحت بنظرِها عنه بعد ان تساقطت دمُوعُها : ما تعرف تكذب يعني ؟ كان خليتهم يحبوا بعض ويتزوجها ليه قتله خير ما حبيت ما حبيت.
نطق شريان بعد ان امسك بخصله من شعرِها ليتلاعب بِها بين انامِله بعد ان اقترب منها : مو متعود عليك حساسه كذا.
لم تُجب بل اكتفت بمسح دموع عينيها.
فاردف شريان : بعدين اقول لك اسم الحسناء واسم القاتل بعد.
هزت رأسها إيجاباً لتقول بعد ان صوبت عينها على المِدفأة : هو كان يقتل الناس قبل يفكر يقتل الملك ؟.
هز رأسه إجاباً وتأييداً : كان يسوي اعمال سيئه وشوي شريره ..، اردف شريان بعد لحظات من التأمل لعيني وتين : تدرين مين تخيلت الحسناء ؟.
نظرت إليه بتساؤل وقد عقدت حاجبيها : مين ؟.
ابتسم بهدوء وعينيه تتأمل ملامح وجهُها وامام ملامحها لفظت : تخيلتك .. يوم يوصف الكاتب عيون الحسناء ورموشها كنت اتخيلك انتِ حتى شعر الحسناء طويل زيك ..، قاطعته بتوتر وبعض من الارتباك وهي تهز رأسها بنفي وتخفي ابتسامتها : لا تتخيلني في كل حسناء يوصفونها.
اقتربت من المِدفأة لتقول بمحاوله تغيير الموضوع : تتوقع آدم علم اهلي اني هنا ؟.
اتسعت ابتسامتُه بعد ان عاد بظهرُه للورا بارتياح وثقه : غيث موجود.
ترا في عينيه ارتياح وطمأنينه بوجود غيث وبهدوء ابعدت الوشاح من على كتِفيها لتقول بعد ان وقفت تحت نظرات التساؤل من شريان : شريان عادي استخدم جوالك ؟ جوالي تغرق مويه.
ناولها الهاتف بصمت وهدوء يتأمل المِدفأه والتي بداخِلِها تتوقد نار تبُث الدِفئ.
تجمعت الدموع حول عينيها حينما داهمها صوت قائلا : هلا شريان.
نطقت وتين بنبره جاهدت ان تكون مُتزنه : فيصل.
عقد فيصل حاجبيه بتعجب ليقول بعد ان ميز صوتُها ذو النبره الحاده : وتين ؟ انتِ وتين ؟.
اغمض شريان عينيه يستمع لكلامُها مُتسائلاً عما قد تُخبر اخيها.
نطقت وتين بصوت مُرتخي وعينيها تنظر للفراغ : انت وين ؟ فيصل صار شيء وانت مو موجود .. فيصل مفروض تكون موجود، انت وينك ؟ فيصل ليه اختفيت في الوقت الي مفروض تكون موجود جنبي ..، اردفت بتساؤل بعد ان سمعت صوت سيارات : انت في الشمال ؟.
اجاب بخوف وبعض من القلق فكميه التساؤلات والعِتاب في كلامِها اصابته بالذعر : وش صار ؟ امي وابوي صاير لهم شيء ؟ وتين فيك شيء ؟.
اجابت والعبره تخنِقُها : انت وين ؟.
اجابها وهو يخفف من سرعه السيارة : جاي الشمال .. جايكم قولي وش صار.
نطقت بعد ان اخذت نفساً عميقاً : توصل بالسلامه .. اذا جيت قلت لك ..، اردفت قبل ان تُغلق المُكالمه : فيصل الموضوع مو ذاك الزود لا تسرع، تكفى لا تسرع في الطريق.
وبعد ان انتهت من مُحادثه فيصل التفتت لشريان الذي قال : ليتك قلتي له.
اجابت بعد ان جلست بجانِبه وناولته الهاتف : اخوي واعرفه .. بينسى انه يسوق سيارة مو طائرة ..، اردفت بخفوت : شكراً شريان.

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن