PART 30

1.4K 36 0
                                    

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

من كثر ما اني على حياتك اخاف
‏ودي لو اهديك من عمري عُمر

‏والله قلبي غيرك .. ابد ما شاف
‏ولو ابطيت عنّه يفداك سنين ودهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 30.
ـــــــــــــــــــمكانٍ اخر.
نطقت امرأة في اواسط الستينات من عُمِرها تُدعى "هُدى" تجلس على كُرسيها الهزاز وتحتسي كُوباً من القهوة في هدوء، وكان يجلس أمامها شاباً في ربيع العمر لم يتجاوز سن الثالثه والعشرون : متأكد انها خرجت لوحدها ؟.
يوسف بتأكيد : ايوة.
ابتسمت بانتصار : زين دامها صارت لوحده يعني جاتنا الفصره نكلمها.
عقد يوسف حاجبيه وهو يقول : يمه من جدك ! بعد ذي السنين وش بتقولي لها ؟.
هُدى بتفكير : بقول لها الكلام الي مفروض انقال من زمان.
يوسف بانفعال : مافكرتي وش رده فعله ا؟ ولا فيصل .. روحي لفيصل قبل وتين.
هُدى برفض : بتساعدني وتين في اني اكلم فيصل، لان وتين قريبه من فيصل اكثر من اي احد ثاني.
يوسف : وش نسوي الحين .. ننتظرها لين تروح لأهلها ولا كيف ؟.
فكرت ومن ثم لفظت : هذا عملك انت، عملك انك تمنعها تروح لأهلها.
يوسف ببرود : روحي وقفيها انتِ، وبشكل أوضح صارحيها لمتى تنتظري الوقت المناسب.
ضحِكت هُدى وهي تتذكر الماضي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــعوده للماضي.
قبل ما يُقارب السبع عشر علم بدأت تصرخ عهود "والِده وتين" في وجهه قائله : اذا ما تبيني ليه من البدايه ماخذني.
لفظ بغضب : كلنا ندري ليه اخذتك؛ اسمعيني ياعهود انا لا أحبك ولا شيء .. وانا من البدايه انجبرت اتزوجك وبالرغم من اني كنت متزوج بالسر الا اني وافقت اتزوجك عشان امي الي مدري وش لقت فيك.
بكت عهود بضعف : وعيالك يا سلطان ؟.
عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يقول : شفيهم عيالي ؟.
عهود والغصة تخنِقُها : مافكرت فيهم ؟ مافكرت وش بيصير فيهم لو تطلقنا ؟
نطق بصدمه : اي طلاق ! انا ما ابي اطلقك.
ضحكت من بين دموعها بسخريه وهي تقول : ليه ؟ لايكون تحسبني ببقى على ذمتك ؟ لا ياحبيبي غلطان ..، اردفت بعد ان التفتت للخروج : يومين وتوصلني ورقه طلاقي، وصدقني هذي اخر دموع تنزل عشانك يالخسيس.
ابتسم دون مُبالاه وهو يقول : سويتي فيني خير.
اما عهود فدخلت إلى غرفتها وهي بصعُوبه تمشي فوجدت هُدى التي نطقت بخوف وحده : وين كنتي ؟ انجنيتي ياعهود مالك الا يومين من ولدتي وتمشين ! كم مره قلت لك لا تطلعي من غرفتك ؟.
جلست عهود على السرير بأساء وهي تقول : سلطان بيطلقني.
حدقت بها وهي تشعر بصدمه : طلاق وش !.
رفعت عهود انظارها وهي تقول : كنتي تدري انه متزوج فرنسيه ؟ليه ما قلتي لي ؟.
هُدى بتوتر : كيف تبيني اقول لك خبر مثل ذا الخبر ؟.
عهود بغضب ممزوج بحُزن وألم : كنت فرحانه انه جاء يشوفني ويشوف بنته .. لكن جاء عشان يقهرني بكلامه وبزواجه ..، اردفت بسخريه وصوت مهزوز : وبعد .. عنده بنت بكبر فيصل !.
عقدت هُدى حاجبيها بصدمه وهي تقول غير مُصدِقه : بـ .. بنت ؟ اي بنت ياعهود !.
عهود : مو هو ابنك وحبيبك ؟ اسأليه.
خرجت هُدى مُسرعه إلى سلطان وإذ بِها تراه يجلس مع أخيه عبدالله.
هُدى بصراخ وغضب : سمعت ان عندك بنت من الفرنسيه ؟ ولا بعد تبي تطلق عهود ؟.
سلطان بتوتر وصدمه : مين .. مين قال لك ؟.
هُدى بسخريه : يعني صح ؟ زواج بدون علمي ومشيتها، لكن يكون عندك بنت وانا اخر من يعلم ياسلطان !.
تدخل عبدالله وهو يقول بتسأل : اي زواج ياعمه واي بنت.
هُدى بغضب : هذا قليل الاصل متزوج فرنسيه وعنده بنت ولا احد يدري.
عبدالله بعدم تصديق : لحظه سلطان متزوج على عهود ولا ؟.
سلطان وغضب : متزوجها قبل عهود.
عبدالله بلا وعي : وليه ؟.
نظر إليه بحده وغضب وهو يقول بصوت عاليٍ : تزوجت الي احبها ..، اردف وهو يالتفتت إلى والِدته : وامي ما شاءالله عليها ما اكتفت بالي احبها وقالت خلني ازوجك الي يحبها اخوك بعد، ولا وش قولك بالغاليه ؟.
هُدى بقهر : كلنا ندري اني زوجتك اياها قبل اعرف ان عبدالله يحبها لا تحرف الكلام.
احس عبدالله بالاختناق ومن ثم قال وهو يُمثل الا مُبالاه بعد ان وقف : عن اذنكم.
خرج مُتجاهلاً نداءاتِيهما له .. وما إن ابتعد عنهم حتى ابتسم بتفكير وهو يقول لنفسه : طلاق ؟.. اجل طلقها وانا بنتظر بفارغ الصبر ياسلطان.
مرت الايام على طلق عهود من سلطان وسافر إلى فرنسا مُتجاهلاً أبنائه وتين وفيصل .. بعد ان سافر سلطان فرنسا تقدم عبدالله لزواج من عهود ودون تردد  وافقت عهود الزواج منه، ليس حُباً لعبدالله بل لكي تستطيع أن تقهر سلطان وتثبت له انها تستطيع العيش دونه.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن