PART 71

1.3K 29 7
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 71.
ــــــــــــــــوتين.
في صباح اليوم التالي استيقظت وهي تشعر بشعور غريب لا تستطيع تفسيره تشعر أنها مُفعمه بالحُب، وما ان فتحت عينيها حتى كان هاتفها اول ما وقعت عليه يدُها لتنظر إلى شاشته بنعاس، اتسعت ابتسامتُها حينما رأت رساله من شريان يقول فيها "صباح الخير .. اذا صحيتي اتصلي علي، ودي يبدأ صباحي بصوتك".
بقيت لحظات تتأمل تلك الرساله ومن ثم التفتت الى باب الغرفة الذي طرق ليدخل فيصل بعد ان طلبته منه ذلك.
جلس امامُها على طرف السرير بعد ان اسندت ظهرها للسرير وهو يقول بابتسامه : صباح الخير .. كيف صرتي بعد امس ؟.
هزت رأسها بهدوء لتقول بعد ان بادلته الابتسامه : صباح النور ..، اردفت بجديه : احس ان ودي اطنش كل شيء صار الايام الأخيره متفقين انا وانت نسوي سكب لسلطان لان عندنا احلى اب .. احسني خلاص تعبت مره تعبت ما ابي اي شيء ينكد علي.
نطق فيصل وهو يمسك بيدها : متأكده مو زعلانه مني لاني ما قلت لك قبل كذا ؟.
هزت رأسها نافيه لتقول بابتسامه حُب لاخيها : بالعكس انت ما سويت الا الصح .. دامه هوه ما قال لي وما كان يبيني من البدايه حتى انا ما ابيه، بعدين احنا ما حسينا بنقص ولو ما قال لنا ما كان حسينا ان عبدالله مو ابونا ..، اردفت : حتى بروح لمها اشوفها صارت تسحب علي مدري وين مختفيه.
حل الصمت للحظات ومن ثم نطق فيصل بعد ان وقف : ما قالت لك انها بتسافر ؟.
رفعت عينيها اليه لتقول بعدم فهم : لا .. متى بتسافر.
تنهد فيصل حينما تذكر ما حدث ليقول : هي سافرت وخلاص، لها كم يوم مسافره.
اعتدلت وتين في جلستِها بصدمه وعدم تصديق لتقول بتكذيب لفيصل : بلا استهبال ! ما قالت لي شيء .. مها ما تسوي كذا بدون ما تعلـ ..، صمتت حينما تذكرت اخر مره رأت فيها مها، تذكرت كيف ان مها كانت تلمح لشيء لم تفهمه وتين.
دفنت رأسها بدخل الوساده بقهر وهي تصرخ بقهر قائله : كيف تسافر بدون ما تقول لي ؟.
رفع رأسها فيصل وهو يقول : اخرتها ترجع، اذا رجعت اسأليها ومن رأيي سوي سكب لها هي بعد.
خرجوا من الغرفة وهي تشعر بقهر كبير من تصرف مها لتقول : راحت وسحبت علي ! حتى ما كلفت على نفسها تقول لي كأني مو صديقتها، ما كأننا صديقات من سنين !.
بعد ما يقارب الساعة خرجت وتين لتقابل شريان وهي التي قد حادثته قبل ان تخرج، خرجت مُتجاهله امر الجامعة ومستقبلُها وكأن شريان قد اصبح اثمن ما تملك .. تقدمت من شريان بعد ان لمحته ينتظرها بقرب سيارته بعيداً عن الفندق ببضع مترات، وما إن وقفت امامه بابتسامتها الرقيقه حتى شدها لاحضانه بحُب، احست بعناق مها يتردد في هذه اللحظه ! عناق مليئ بالمشاعر وخالٍ من الكلام فابعدته عنها بهدوء وهي تنظر لعينيه بنظرات غريبه استغربها، عقدت حاحبيها متساءل عمَّ بِها لتقول له وقد امسكت بوجنتيه بين انامِلها : ابتسم ورني صفه اسنانك.
اتسعت ابتسامته على وصفِها ليقول بعد ان امسك بيديها يُقبل باطن كفتيها ومن ثم عانق كتفها : فيك طاقه حلوه اليوم .. تخليني ودي ابتسم دائماً.
ضحكت لتشد على خصره وهي تقول : عشان كذا لازم نكون مع بعض .. لانك بدوني تصير مكشر ..، اردفت بعد ان ابتعدت عنه قليلاً : صح شريان كنت تدري ان مها سافرت ؟.
هز رأسه إيجاباً ليقول : ليه ما كنتِ تدري ؟.
تنهدت بعد ان ارجعت جميع خصلات شعرها للخلف برقة وهي تقول : الحين هي ليه علمتك وعلمت فيصل وانا ما علمتني ؟ هي ليه تسوي فيني كذا ؟.
كانت تنطق والعبره تخنقها ليجيبها شريان : لا تضايقي نفسك .. يمكن عشانها هي بعد ما ودها تفارقك.
صعدت السيارة وهي تقول بقهر وبعض من الغضب والعتاب لصديقاتها : بس انا صديقتها، في احد يطاوعه قلبه يترك الي يحبه بدون ما يقول له او يبرر ؟ متى بترجع ؟.
اجاب شريان بعد ان بدأ بقياده السيارة وقد انحصر تفكيره في جملتُها "في احد يطاوعه قلبه يترك الي يحبه بدون ما يقول له او يبرر؟ " : بعد ما تخلص جامعه.
شهقت وتين بصدمه لتلتفت إليه وهي تقول بغضب : سلامات ! بعد سنين ؟ وانا احسب انها بتقعد ابو كم شهر وترجع !.
نظر إليها شريان ليقول بتعجب : وش دخلني انا تصرخي علي ؟.
اشاحت بالنظر بعيداً عن لتقول : لان ما قلت لي ..، اردفت بعد لحظات بتساؤل : وين بنروح ؟.
ابتسم ليجيب بعد ان وضع اغنيه يُحِبُها : مره قلتي لي ودك تروحي مزرعه مافيها ناس كثير .. تذكرين ؟.
اجابت وهي تنظر إليه بابتسامه : بنروح مزرعه ؟.
ابتسم حينما وضحك قائل : مزرعه بتعجبك، فيها بيت صغير وفيها بط وحمام ودجاج و ..، قاطعته وتين بضحك : مزرعه دواجن باختصار.
ترنمت ضحكاتِه ليقول : ذكريني ما اوصف لك مكان مره ثانيه .. المهم بيعجبك المكان.
وقعت عينيه وعيني وتين على هاتف شريان الذي رن مُعلن عن اتصال تولين بشريان، رفعت وتين عينيها لشريان وكأنه تقول "جاوب".
ابتسم ليجيب على الهاتف : هلا تولين.
كان ينظر لوتين تارة وللطريق تارة أخرى، اتسعت ابتسامته حينما رأ وتين تشير له بان يفتح مُكبر الصوت كي تستطيع سماع ما تقول تولين، ولكنه لم يستجب لوتين لانهُ يعلم جيداً ما ستتحدث به تولين، نطق مخاطباً تولين وكأنه يبعث إليها إشاره بان تكون حذره في كلامها : تمام اكلمك بعدين .. وتين جمبي.
نطقت تولين بكره لوتين : من متى وانت تقعد معاها كثير ؟.
اجابها قبل ان ينهي المكالمه : بتزوجها كيف ما اقعد معها ؟.
اغلق الهاتف ليلتفت إلى وتين التي كانت تنظر إليه بابتسامه وعينيها تلمع عكس ما كان يتوقع، ابتسامه متسعه مطمئنه سعيده : وش فيك ؟.
اجابت بذات الابتسامه وهي تهز رأسها محاوله تشتيت نظراتِها بارتباك : ولا شيء.
كان يوم مليئ بالاحداث السعيده على قلب وتين وشريان، فقد مر هذا اليوم دون شجار  دون صراخ .. كل ما كان فيه مفعم بالحُب والطمأنينه والسلام الى ان شارفت الشمس على الغروب وقد كانوا في طريق العوده حينما داهم شريان اتصال من غيث يقول فيه : شريان للحين ما قدرت اتوصل لاي معلومه عن الشخص الي بيلتقي فيه سلطان.
اجاب شريان وهو ينظر لوتين : عرفت كل شيء الا اسم الشخص ؟ غيث تستهبل ؟.
اجابه غيث : عرفت كل هالشياء لاني تحريت من جهه سلطان مو من جهه الشخص الي بيقابله .. ولاحظت شيء، لقاءهم خاص لدرجه الي بيقابله محافظ على سريه كل شيء من جهته.
تنهد شريان ليقول بحده : عملنا واضح ووقتنا اوضح.
اغلق الهاتف في حينما كانت تنظر إليه وتين بتعجب وعدم فهم ولم تسأل او حتى تتدخل بل اكتفت بالنظر للشوارع حيث وقعت عينيها على طفله تبتسم لها وتشير بيدها من احدى نوافذ سيارة عابره متوقفه امام إشارة المرور لتقول بابتسامه مُتسعه : شريان .. شريان شوف كيف هي كيوت.
القى على الطفله نظره خاطفه ليبتسم بهدوء هو يقول بعد ان تأمل وتين : بنتنا بتكون احلى.
التفتت إليه بسرعه وصدمه وهي تقول : بنت مين ؟.
نظر إليها ليقول بضحك : بنتنا وتين .. حلم من احلامي بنت منك تشبهك وتاخذ اسمك بعد.
نطقت بتعجب : بيكون عندنا بنت ؟.
عقد حاجبيه ليقول : اكيد، بنتزوج وبنجيب بنت تشبهك.
اغمضت عينيها والابتسامه محتله مُحياها، شعور المحبه يجعلها تحلق وكأن لها جناحين ولا خوف فيه سِوا ان تُبتر اجنِحتُها فيهوي بِها الحُب إلى سبعين قاع واردى.
تأملت شريان بحُب بالغ وكأنه إحدى امنياتِها وتحققت لتنطق بعد ان اعادت ظهرها للمقعد وعينيها لازالت تُبصِرُه بحُب : انا عندك وتين، بنسميها اسم ثاني ليه وتين بالذات.
اجاب دون تفكير بعد ان امسك بيدِها : احب اسمك وش سوي.
اسعدتها كلماتُه لتقول بسعاده غمرتها وهي التي لا علم لها بما قد يحدث بعد عده ساعات : ويرتبط اسمي بأسمك، ويصير ينادونها وتين شريان.
تنهد تنهيده تشرح كميه الراحه التي يشعر بها في هذه اللحظه بقربها ليقول : اسمي مرتبك باسمك من قبل، لنا نفس المعنى يا وتين شريان.
تقهقهت ضحكاتِها وهي تنظر له.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن