PART 27

1.6K 39 13
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

هذّبني الحب يوم الحب عذبكم
‏وربّاني الشِّعر يوم الشِّعر سلّاكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 27.
ــــــــــــــــــــورد.
صرخ بغضب : ما سويت شيء غلط ! وسواد وجهك ذا وش تسميه ؟ الحين تحسب صرت رجال لانك تزوجت من ورا اهلك ..، اردف وهو يتظر إلى ورد بتساؤل : وبنت مين ماخذ ؟.
صمت غازي قليلاً ومن ثم اجاب : هذا الي هامـ ..، قطعت كلامِه ورد وهي تقول بتدخل وبثقه : بنت من ارياف الاردن .. بنت عاديه يتيمه ماهي بنت عوائل كبار، صح ماني من مستواكم ومستوى عائلتكم .. بس عمي ..، اغمضت عينيها بفزع عندما صرخ فيها : لا تقولي عمي.
ابتلعت ريقها ومن ثم اكملت بتجاهل لمُقاطعه غازي لها ومُحاوله تدخُله : مفروض تفتخر بولدك، انا يتيمه ما اعرف اهلي .. وقبل يموت جدي سندي بهالحياة زوجني لابنك لانه يشوف انه قد الثقه، الغلط مو غلط غازي .. انا وجدي الغلطانين، تكفى لا تعصب وتزعل من غازي بسببي، اذا ما كنت مناسبه لابنكم او حتى لعائلتكم مستعده اطلع من بيتكم الحين.
صرخ غازي قائلاً باعتراض : مافي شيء اسمه الغلط غلطي غلطك .. انا تزوجتها برضاي وما احد جبرني عليها، انا رجال وعرف انا وش اسوي ما عدت طفل.
التفت والِدُهُ وهو يمسح على جبينه ليُهدِئ من غضبه ومن ثم قال ببرود مُخاطِباً ورد : اعرفي اننا ماراح نتقبل وجودك في هالبيت ..، اكمل وهو ينظر لغازي بحده : بس دامك على ذمته ما بيدنا شيء، وما حن قليلين اصل عشان نرمي زوجه ولدنا في الشارع.
خرج تارِكاً ورد وغازي حائران في كلماتِه.
التفتت ورد إلى غازي وهي تقول : وافق ؟ يعني ما بيطردنا ؟!.
قفزت لتحتضِنُه بحماس وهي تقول : وافق وافق .. صدقني وافق.
عقد حاجبها بتعجب مِن حركتِها ! من ارتباكها وتوترها الذي تحول لسعادة !
انفجر ضاحِكاً وهو يشُد على حُضنُها يشاركها فرحتها الطفوليه هو يقول : وش توقعتي بيجلدنا ؟.
ابتعدت عنه بسرعه عندما سمعت عبير تتنحنح خلفهُما وهي تقول : الله يرزقنا.
استطاعت ورد فِهم ما تقصِدُهُ عبير فتوردت وجنتيها خجلاً عندما تذكرت عناقِها المُفَاجِئ لغازي.
عبير بضحك : ما عصب منكم صح ؟.
اجاب غازي وهو يُعانِق اختُهُ ريم ويسلم عليها : والله طلعت متزوج وحده دراميه ..، اردف وهو ينظر لورد : رمت كُل كروتها.
ضحكت ورد بخفوت : مو لذي الدرجه.
بدأت عبير بالضحك ومن ثم قالت : يله يله اطلع برا نبي تجهز عروستك.
توسعت عينين ورد بصدمه وتساؤل : ايش ؟.
اجابتها ريم قائله : ايه بنجهزك .. ترا امي تبي تعرف عماتي وخالاتي وكل العائله عليك يكون بعلمك.
نطقت والِدتُها من خلفِها وهي تقول : غازي تعال ابيك شوي.
قال غازي مُاخاطِباً ابريال : بعدين بسألك وش صار مع الدكتور عمر سمعت انه توفى.
خرج مع والِدتهُ ومن ثم قالت له : تدري ان الي سويته بيسبب الف مشكله ومشكله ؟.
غازي بتساؤل : من اي ناحيه يُمه ؟.
تنهدت وهي تقول : من ناحيه العائلتنا.
قبل رأسها وهو يقول بعدم اهتمام : يابعد قلبي انتِ لا تفكري في احد ..، اردف : صح ورد .. يمه لا تقسي عليها بالنهايه هي زوجتي.
ابتسمت وهي تمسح على كتفه بحنان : وانا قلبي يطاوعني اجرحها لو بكلمه وهي زوجتك ؟! ودامك ماخذها لانك تحبها فصدقني مافي شيء يخليني اكرهها او اقسى عليها.
ذهبت عبير لتُحضر فُستاناً يُناسب ورد فبقيت ابريال وريم مع ورد.
اقتربت ابريال من ورد بابتسامه قائله : زوجه غازي ! ..، اردفت بقهر : تدري ان غازي كان بيتزوجتي ؟.
ريم بتعجب من كلام بنت عمها وتدخل : ابريال ! وش مناسبه هالكلام ؟.
ابتسمت ورد : خليها ..، اردفت بسخريه : اجل كان بيتزوجك ؟.
ابريال بحقد : ايه.
ابتسمت ورد ابتسامه بريئه وهي تقول : كان كان .. الحين انا زوجته وحبيبته وكل شيء.
ابريال بقهر : وش لقى في وحده زيك.
ريم بحده : ابريـال ! ..، اردفت بعد ان احست بانتماء لورد : قولي وش مالقى فيها.
ورد بهدوء : ممكن نسكر الموضوع ؟ بعدين تحسبين بيهمني كلامك ؟ ترا ماغير فشلتي نفسك.
ابريال بحده وغضب : احترمي نفسك .. ياغريب كُن اديب.
دخلت عبير مُسرعه عندما اعتلت اصوات الشجار : بنات .. بنات وش قاعد يصير.
ريم بتدارك للامر : ولا شيء قاعدين نرحب بزوجه اخونا الحلوه.
وبعد دقائق قليله نظرت ورد إلى نفسِها في المرآة وقد ارتدت فُستاناً ذو لونٍ تُرابي وسرحت شعرها.
ريم بحماس : يااي شكلك يجنن .. جد جد ذوق غازي حلو، بس ليه ما تخلينا نحط لك ميكب ؟.
تنهدت ورد وهي تُجيب بعبره تخنقها : جدي توه ميت.
احسوا بالحُزن عليها وبسرعة نطقت عبير تحاول تلطيف الجو : اقول روحي نادي غازي ولا يكثر .. يمكن تلاقيه عند عمي علي.
وما هي الا بِضعٌ من الدقائق حتى اقبل غازي وهو يقول لريم : اساساً قبل شوي قلت للكل اني تزوجت.
ريم بتشجيع : كفو هذا اخوي الي اعرفه.
دخلا إلى الغُرفه فذُهِلَ من جمالِ ورد ! ضل يتأملها باعجاب للحظات، وبهدوء اغمض عينيه بعد ان داهمتهُ اشعارٌ غزليه تصف حُسنُها.
قالت بعد ان رسمت ابتسمه صغيره على شفتيها لتسأل بتردد : شيهانه متى توصل ؟.
نظر إليها بتعجب وصدمه هل حقاً هذا ما تُفكِرُ فيه في لحظة كهذه ؟.
قال بجمود مُتجاهِلاً سؤالها : خلونا ندخل قبل يتأخر الوقت اكثر.
وما إن التفت ليعود إلى الداخل حتى اوقفته ريم قائله : غــازي ! ..، ادفت وهي تنظر إلى ورد وكأنها تقول له ان يُمسك بيدِيها.
ابتسم قليلاً وبهدوء عاد لورد ليُمسك بيدها برقه، مشت بقربه مُتوتره ممّا سيحدث في ليلة كهذه وقبل دخولِهما توقفت ورد عن المشي وهي ترا الجميع دخل عداهم.
التفت إليها بتساؤل : يله.
ورد بتوتر بعد ان امسكت بقلادتِها وهي تاخذ شهيقاً وزفيراً : انا خايفه .. يمكن اهلك ما بيتقبلوني.
قال بصوتٍ هادئ ليُطمئنها بعد ان رأها تُحرك سلسلِها وليست المره الاولى التي يلاحظ فيها ذلك عند توترِها : اهلي ودروا الباقين ما هموني وما سوينا شيء يخلينا نخاف ..، اردف بتشجيع : تقدري تغيري رأيهم عنك خليهم يتقبلوك.
هزت رأسها واخذت نفساً عميقاً ودخلت معه وهي تهمس همساً وصل مسامعه : اخر همي يتقبلوني.
اتجهت جميعُ الانظارِ إليهِما بترقب لكلمات غازي الجاده او بالاصح إلى ورد التي تُعد فرداً غريب على هذه العائله : هذي هي زوجتي ورد.
عمّ الصمت المكان فتقدمت والِدتُه لتُلطف الحديث : غازي كان متزوج من قبل وقال لنا نخليها مُفاجأة.
حيثُ كانت تقف ابريال تقدمت إليها اختُها قائله : كنتي تدري ؟.
التفتت إليها ابريال مُتداعيةً البرود : توي دريت .. بعدين ليه تسأليني؟.
جود بتردد : عشان .. كنت احسب بينك وغازي شيء.
نطقت ابريال بقهر : وش بيكون بيني ويـ ..، بترت زوجه والِدِهما كلامِها بتحريض : الا الا كان بينكم ولا تنكري ..، اردفت قاصِدةً ورد : مدري كيف تزوج هالساقطه .
جود بانفعال : امــآل !!.
اجابت : نعم ؟ ماقلت شيء كذب، مدري بنت مين هي وكيف قدريت تقنعه يتزوجها .. اذا اختك بنت الحسب والنسب والجمال ما عجبته وش عجبه في هالسوداء.
جود بـنفاذ صبر : امــآل .. مو من جدك وش هالكلام ! بعدين هي سمراء مو سوداء وان كانت سوداء هذا اختياره مالنا دخل ..، قالت وهي مُبتعِده عنهُما : ارتقوا شوي، استغفر الله تنمر لا نهائي.
تقبل البعض ورد برحابه صدرٍ والبعض احتقرها وازدرأها.
مر اليوم وقد تلقت ورد العديد من الكلمات الجارحه، تخطت كُل ما قيل لها عدا كلمات ابريال التي ادعت انهُ يفترض ان تكون هي زوجه غازي لا ورد، ضلت حائره من امر ابريال ولما قد تقول تلك الكلمات رغم معرفتِها ان غازي قد تزوج ! لماذا تُريد مضايقتها رغم انها لا تعرفها ؟.
انقطع حبلُ افكارِها عندما سمعت والِد غازي يقول لزوجته : رتبوا الجناح الي في الدور الثاني له مافي طلعه برا البيت ..، اردف وهو ينظر لورد : غازي ما يفارق اهله.
ابتسمت قليلاً بتوتر من نظراتِه وما إن صعد إلى غُرفتِه برفقه زوجته حتى التفتت إلى ابريال التي تقول : ايوه ماقلت لنا كيف امريكا معك.
قال مُبتعِداً عن سؤالِها : اشوفك ما رحتي مع زوجت عمي وجود.
اجابت ابريال بابتسامة : لا انا بقعد عندكم كم يوم لان برجع دبي عشان عملي.
قال بهدوء وعدم ارتياح : زين.
التفت إلى ورد التي عادت تغرق في عاصِفه افكارِها : شكلك تعبتي اليوم ..، اردف بعد ان اقترب منها ليقول لها بهمس بعد ان وقفت ووقف هو الاخر : ريم بتدلك الغرفه.
اجابت بذات الهمس : وين بتروح ؟.
وقف مُتجاهِلاً سؤالُها وهو يقول لريم : ودي ورد غرفتي ترتاح عندي كم شغله وراجع.
رفعت عبير حاجِبُها باستنكار فكيف لهُ ان يترك زوجته في يومٍ كهذا ؟! يُفترض به ان يكون معها فقد تكون يوم متوتر وهي متوتره من وجُودُيها في منزل غريب عليها.
توجهت ورد مع ريم التي بدأت بالحديث عن اشياء عديده لا تُهم ورد ولكن كانت تُسايرها في الحديث.
نطقت ريم بابتسامه : هذي غرفتكم، يله انا بعد بروح انام بكره وراي دوام.
خرجت ريم واغلقت الباب خلفها اما ورد فقد ضلت تُحدق في الغُرفة التي لم تعتد على مثلها كانت ايقونه في الترتيب والرُقي.
القت بجسدِها على السوير الناعم كي تسترخي ولكن غفت دون قصدٍ منها فقد ارهقها السفر واجتماعها بناس جُدد عليها.
وبعد مُنتصف الليل استقظت بفزع وخوف من كابوسٍ راودها كبتت بداخليها ما يكفي من الألم فكان هذا الكابوس عُذراً لافراغ ما بُداخِلها من حُزن سمحت لدمُعِها ان تُبلل وجنتيها السمراوتين، احتضنت رُكبتيها إلى صدرِيها واجهشت في البُكاء بمشاعر مُتلخبطه.
استيقاظها كان في لحظة دخول غازي الغرفة في قمه ارتياحِه .. خرجت كلمات اغنيه هادِئه من بين شفتيه تدُل على استرخائه وهو يُدندن بُها وسُرعان ماصمت وتجمدت خلايا جسدِه عندما رأها تبكي بحرقه وشهقاتُها تعتلي ! خاف بان يكون احد ضايقها في غيابه.
قال مفزوعاً : ورد ! وش فيك ؟ ليه تبكي ؟.
مستحت دموع عينيها بهدوء وهي تقول بعد ان وقفت وتشتت نظراتها : مافيني شيء .. بس شفت كابوس يخوف.
بهدوء تقدم منها ليطوقها بين ذراعيه تحت صدمتها وارتباكها من قُربه ! مسح على شعرِها وهو يقول : مر .. مر لا تخافي.
لم تُقام وكأن هذا العِناق كان كبلسم على جروحها، عاودت تبكي وتشهق بألم ومن بين شفتيها نطقت بكلمات احزنت غازي عليها : اشتقت لجدي .. اشتقت له ياغازي.
شد عليها وكرر مسحه على شعرها وهو يُسمي عليها : اهدي تكفين لا تبكي معرف اتصرف.
بعد لحظات ابتعدت وهي تاخذ انفاس عميقه وبارتباك لفظت : بروح اغسل وجهي.
هز رأسه بالإيجاب وهو مُدرك لارتباكها وتهربها منه، وبعد بضع دقائق عادت وما إن رأته مُستلقٍ على السرير مُمدِداً يديه بكل اريحيه مُعمضاً عينيه لفظت دون تردد : ياعيني ! وانا وين انام ؟.
فتح عينيه والقى عليها نظره سريعه فاجابها وهو يضرب بيُمناه على السرير : هنا جنبي.

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن